وجهات نظر

ترامب… قرار بالانسحاب أم إقرار بالهزيمة


الاعلام تايم - سانا

 

إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم أمس أن القوات الأمريكية التي تحتل بقعاً من الأرض السورية ستنسحب قريبا هو بمثابة اعتراف بفشل المخططات الأمريكية المرسومة لسورية والمنطقة بعد هزيمة أدوات واشنطن ومرتزقتها الإرهابيين أمام الجيش العربي السوري مدعوما من القوى الحليفة والرديفة.

 

ادعاء ترامب أن وجود القوات الأمريكية في سورية والذي هو اعتداء على سيادة دولة مستقلة وانتهاك صارخ لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة “سببه التخلص من “داعش” والعودة إلى المنزل” يفضح زيفه الوقائع على الأرض والتقارير الإعلامية والاستخبارية التي تتحدث عن دعم الإدارة الأمريكية وبعض الأنظمة التابعة لها في المنطقة للتنظيم الإرهابي وقيام طيران ما يسمى “التحالف الدولي” باستهداف مواقع الجيش العربي السوري وتحويل نظام أردوغان أحد حلفاء واشنطن الحدود التركية إلى ممر للإرهابيين للدخول إلى سورية وسفك دماء أبناء شعبها وتدمير البنى التحتية فيها.

 

كلام ترامب عن أن “القوات الأمريكية ستعود إلى حيث يجب أن تكون وأن الولايات المتحدة في حاجة إلى الدفاع عن حدودها وإعادة بناء البنية التحتية المتهالكة” يعكس الخيبة الأمريكية جراء تطورات الواقع الميداني والانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش العربي السوري خصوصا بعد طرد الإرهابيين من معظم مناطق الغوطة الشرقية وتأمين خروج أكثر من 143 ألف شخص منها حتى الآن وترحيل الإرهابيين الرافضين للمصالحة وعائلاتهم إلى إدلب.

 

تترك الولايات المتحدة مع إعلان ترامب قرار الانسحاب من سورية قريبا أدوات واشنطن وإرهابييها منهزمين منكسرين بعد أن استثمرتهم لتحقيق غاياتها ومصالحها في المنطقة بينما يرى مراقبون أن قرار ترامب هو إقرار بهزيمة السياسات الأمريكية ليس في المنطقة فحسب بل على المستويين الإقليمي والدولي ولا سيما بعد انكشاف دعمها للإرهاب ولأنظمة قائمة على قتل شعوبها والتضييق عليهم وحرمانهم أبسط حقوقهم التي تكفلها لهم القوانين الوطنية والدولية.

 

لم يكن إعلان ترامب نتيجة لانتهاء المهمة كما اعتاد الأمريكي أن يقول بل هو هزيمة يريد أن يغطي عليها بتصريحات وعكسها.. فما كاد أن ينهي كلامه حتى نفت وزارة خارجيته أن تكون لديها أي معلومات بشأن خطط لسحب هذه القوات.

حالة الإرباك أو الإرتباك التي تظهر في تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول الوجود الأمريكي غير الشرعي في سورية ليست جديدة ولكنها في كل مرة تأتي في سياق التقديم لقرار جديد.. فهل يلتزم ترامب وإدارته بتصريحاته أم ان هناك مخططا جديدا…

باسل نيوف

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=51346