وجهات نظر

شهيد المحراب.. أرادوا أن يطفؤوا نور الله فسقط قناعهم

طارق ابراهيم


الاعلام تايم


"قتلوك يا شيخنا لأنك رفعت الصوت في وجه فكرهم الظلامي التكفيري الهادف أصلا الى تدمير مفاهيم ديننا السمح".. الرئيس الاسد.


في ذكرى استشهاد العلامة الدكتور سعيد رمضان البوطي الخامسة، لا يسعنا الا أن ننقل خير ما قيل في عزاء شهيد المحراب، والذي جاء في برقية التعزية التي قالها السيد الرئيس بشار الاسد" إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخ بلاد الشام لمحزونون".


"ببالغ الحزن الممزوج بالقوة والتماسك، أعزي نفسي وأعزي الشعب السوري باستشهاد العلامة الدكتور الاستاذ محمد سعيد رمضان البوطي تلك القامة الكبيرة من قامات سورية والعالم الاسلامي قاطبة.. رجل بحق.. عبّر عن الصوت الحقيقي للإسلام واستشهد بين المحراب والمنبر وهو يعلم الناس الخير والدين الحق".


"سيفتقدك منبر الجامع الاموي كما ستفتقدك الامة الاسلامية كلها.. لأنك حملت الرسالة الحقيقية للإسلام.. لقد كانت كلماتك المفعمة بالصدق والايمان خير تعبير عن جوهر الاسلام ونوره في مواجهة قوى الظلام والفكر التكفيري المتطرف.. فقتلوك ظنا منهم أن يسكتوا صوت الاسلام ونور الايمان من بلاد الشام."


"وعداً من الشعب السوري وأنا منه أن دماءك أنت وحفيدك وكل الشهداء الذين قضوا معه، وشهداء الوطن قاطبة لن تذهب سدى لأننا سنبقى على فكرك في القضاء على ظلاميتهم وتكفيرهم حتى نطهر بلادنا منهم .. متمثلين نهجك الذي نذرت جل حياتك من أجله في كشف زيف الفكر الظلامي والتحذير منه".


"سيبقى هذا النهج ركنا أساسيا من أركان العمل الديني في سورية ... كما سنبقى مستذكرين دائما أفكارك الخيرة بنشر كلمة المحبة والاخاء التي يتوحد حولها المسلمون". انتهى الاقتباس.


باستشهاد العلامة البوطي(84 عاما)، الذي اغتالته يد الغدر21/اذار/ 2013، عبر تفجير إرهابي في مسجد الايمان بدمشق، راح ضحيته عشرات الابرياء، فقدت سورية والعالم قامة كبيرة من قامات العلم والفكر والتنوير وداعية من دعاة المحبة والخير والتسامح والحوار، وشخصية لا تخشى في قول الحق والدفاع عن الوطن لومة لائم، ورجلاً تقياً ورعاً كرّس حياته لنشر رسالة المحبة والسلام بين أبناء الوطن الواحد.


وزيرالأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد، قال في وقت سابق: "الذي أحرق الأقصى هو نفسه الذي فجر مسجد الإيمان في دمشق وقتل من قتل من العلماء والمصلين، وفي مقدمتهم شهيد المحراب البوطي، أصحاب الفكر الإقصائي أرادوا قتل العدالة والإنسانية والمحبة والأخوة، فعندما تسمعهم يقولون "جئنا لنطهر سورية من الكفرة"، ندرك أن الاستهداف ليس لعمائمنا وشخصياتنا فقط، بل لأمة في جذورها ومستقبلها.


وأشار حينها وزير الاوقاف السيد، الى قول الرئيس الاسد" طالما أنهم اختاروا ساحة الصراع أن تكون دينية، فسوف يخسرون بمواقف رجال الدين في الشام الذين رفضوا كل الدعوات الساقطة التي أرادت النيل من سورية وشعبها وعلمائها".. فجاءت فتاوى "القرضاويين" و"العراعرة"ومن لف لفيفهم، للتخلص من دعاة نبذ الفتن ووضع المصطلحات الفقهية في مسارها الصحيح، وعلى رأسهم الامام البوطي. 


لا  خطوط حمراء ...لا محظورات .. لا موانع أو حواجز، في فكر هؤلاء القتلة، وما استهدافهم الشهيد البوطي في بيت من بيوت الله، الا الدليل الاعظم في انتهاكهم لأعظم حرمات الله، تنفيذاً لفتاوى خرجت من أفواه ما اعتنقت الدين يوماً الا لخدمة "برتوكولات بني صهيون"، فجاءت فتاويها،  وفكرها المتخم بشتى أنواع الجرائم التي لا تخطر في بال بشر على مقاسات الحلم الصهيوني.. جرائم مستمرة بحق الشعب السوري، المجزرة تلو المجزرة، مع استمرار صمت المتآمرين، على سورية ووحدتها.


وعندما أطل الثعلب التركي رجب طيب أردوغان من قمقمه، بعدما دلك الاميركان مصباحه، وصرخ: "لبيك أميركا.. لبيك اسرائيل"، سأصلي في الجامع الاموي بدمشق على حصان جدي الخليفة العثماني سليم الاول؟..  ذكّره الشيخ الشهيد أن دمشق ليست القسطنطينية..


في اعترافاتها "جبهة النصرة" الارهابية هي من قتلت الشيخ الشهيد، وباليقين القاطع من موّل وسلّح ودعم الى الان تلك الشرذمة الخارجة عن كل قوانين الكون الدينية والاخلاقية والانسانية، "اسرائيل" في جنوب سورية وتركيا في شمالها، والى اليوم، أولئك، عن الذي اغتال منارة بلاد الشام يسألون.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=51185