العالم العربي

نصر الله:المعركة على الإرهاب التكفيري مصيرية وأفقها أفق انتصار


دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى وقف الأحداث الدائرة في سورية، حقناً للدماء ونبذاً للفتنة وخدمة للقضية الفلسطينية.
وحذر السيد نصر الله من خطر التكفيريين، وقال أن من حق لبنان أن يقلق كما يقلق العالم بأسره من هذه الجماعات، مؤكداً حتمية الانتصار عليهم.
وفي كلمته مساء أمس الأحد في ذكرى الشهداء القادة، أشار السيد نصر الله إلى الخطر الإسرائيلي الذي يهدد المنطقة برمتها، مؤكداً أنه "لولا المقاومة لبقيت إسرائيل في لبنان ولتأكد الجميع أنها تريد الهيمنة والسيطرة ولا تريد خيراً للبلد ولطوائفه".
وأضاف السيد نصر الله بالقول "لولا انطلاق المقاومة والصراع الدامي الذي دخله اللبنانيون المقامون مع الاحتلال لما خرجت اسرائيل الى الشريط الحدودي"، مشيراً إلى أن الادارة الاميركية تسعى مع الادارة الصهيونية الى تصفية القضية الفلسطينية لأن كل دولة مشغولة بحالها.
وقال السيد نصر الله إن "الاسرائيلي يعتبر الوضع فرصة له للهجوم على المقاومة في لبنان والضغط عليها وقد يتم استغلال بعض الفرص لبعض الأعمال العدوانية، مؤكداً أنه "اليوم في ذكرى الشهداء القادة أقول إن العدو يعرف أنه لا يخيفنا ولا يمكنه ان يمسّ بعزمنا، ويعرف ان المقاومة تحافظ على جهوزية عالية في كل وقت".
في جانب آخر من حديثه أشار نصر الله، إلى أن "ما يجري في سورية من قتال بين داعش وجبهة النصرة مشهد يجب التأمل فيه.. المرصد السوري يتحدث عن أكثر من 2000 قتيل وعشرات العمليات الانتحارية ضد بعضهم وسيارات مفخخة أرسلوها الى بلدات بكاملها ولم يرحموا أحداً"، مؤكداً أن "الارهاب التكفيري موجود في كل منطقة ويتشكل من مجموعات مسلحة في كل دول المنطقة وهذه التيارات تنتهج منطقاً إلغائياً إقصائياً".
ولفت نصر الله إلى أن المعطيات الجديدة تبين أن أغلبية الدول التي مولت وسلحت وأرسلت الإرهابيين الأجانب للقتال في صفوف هذه المجموعات التكفيرية في سورية  بدأت تتحدث عن خوفها ورعبها من أن المخاطر ستعود عليها في حال عودة هؤلاء الإرهابيين إليها، مشيراً إلى أن عدداً من تلك الدول كتونس أصدرت قوانين تحظر على مواطنيها السفر إلى سورية للقتال في صفوف تلك المجموعات الإرهابية التكفيرية.
وحول مشاركة حزب الله في القتال ضد المجموعات الإرهابية التكفيرية في سورية قال نصر الله: "إن الخطر التكفيري يتهدد اللبنانيين جميعاً ولذلك نحن معنيون بمواجهة هذا الخطر وهذه المعركة المفتوحة منذ سنوات في أكثر من بلد عربي والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء".
وأضاف نصر الله: "لماذا يحق لكل دول العالم والسعودية وتونس وغيرها أن تقلق من وجود شبابها في صفوف تلك الجماعات المسلحة في سورية ولا يحق لنا كلبنانيين ونحن جيران لسورية ومصيرنا مرتبط بما يجري فيها اتخاذ إجراءات وحرب استباقية بعد أن قامت الحكومة اللبنانية بالنأي بنفسها ودست رأسها في التراب".
وتابع الأمين العام لحزب الله:" إن السعودية ما زالت تقدم المال والسلاح وتدعم وتمول وتجند وترسل الشباب السعودي للقتال في صفوف المجموعات التكفيرية في سورية"، لافتاً إلى أن الحكومة السعودية بدأت تدرك أن عودة الشباب السعودي إلى السعودية ستكون مصيبة عليها كما جرى عند عودته من أفغانستان وباكستان.
وقال نصر الله: "إن المعركة على الإرهاب التكفيري مصيرية وأفقها أفق انتصار" ، مشدداً على أن ما تحتاجه هذه المعركة من عقول وامكانات واستعداد على المستوى الرسمي والشعبي والمقاومة موجود لكن المسألة تحتاج إلى وقت.
وتوجه نصر الله إلى الشرفاء في المنطقة بالقول: "إذا أردتم أن تضيع الفرص على إسرائيل وتمنعوا ذهاب المنطقة إلى فتنة.. أوقفوا الحرب على سورية وأخرجوا المقاتلين منها.. وبالتأكيد يومها لن نبقى نحن في سورية.. وعلى الجميع وقف الحرب على سورية حفاظاً على لبنان وفلسطين وسورية والأمة".
ودعا الأمين العام لحزب الله اللبنانيين إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية على كل الصعد، مؤكداً أن كيان الاحتلال الإسرائيلي لا تزال عينه على أرض لبنان ونفطه ومياهه وما يزال ينظر الى المقاومة اللبنانية على أنها الخطر الأكبر في المنطقة.
وقال نصر الله: "على العدو الاسرائيلي أن يقلق وكما كان يحسب للمقاومة ورجالها وبيئتها مليون حساب يجب عليه اليوم أن يبقى في هذه الحالة وألا يرتكب أي حسابات خاطئة"، لافتاً إلى أن هذا العدو حاول مؤخراً الاستفادة من عدة فرص لشن حرب على المقاومة وبيئتها.
وأضاف نصر الله: "إن همنا أن يدافع عن لبنان وعزته وقدراته لا أن يترك لمصيره ونأمل أن تتكون إرادة جامعة لتكون لدينا دولة تتفكر في كل شبر من لبنان وبمصير كل لبناني وتبني جيشاً قوياً"، معرباً عن الأمل في أن "يأتي اليوم الذي يصبح فيه الجيش اللبناني القوة الوحيدة التي تدافع عن لبنان في مواجهة التهديدات الإسرائيلية".
وحول تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة لفت الأمين العام لحزب الله إلى أن الحزب أمل بالذهاب إلى حكومة تلاق وتفاهم وحوار وبنقل المشكلة من الشارع وتخفيف حدة الخطاب السياسي والإعلامي في لبنان لأن هذا الأمر من مصلحة الجميع.
وقال نصر الله إن "الحكومة الجديدة هي حكومة مصلحة وطنية وحكومة تسوية كونها لا تضم جهات وازنة على الساحة اللبنانية كانت ممثلة في الحكومة السابقة".
وأكد نصر الله أن من عطل تشكيل الحكومة مدة 10 أشهر ليس الحقائب أو المداورة بل من كان يرفض تشكيل حكومة سياسية ويدعو إلى تشكيل حكومة حيادية، معرباً عن أمله بأن تكون أولويات هذه الحكومة تحقيق الاستحقاقات الدستورية ولا سيما الاستحقاق الرئاسي والتصدي لكل أشكال الارهاب إضافة إلى معالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية.
ووجه نصر الله التحية إلى الشهداء الذين قضوا في التفجيرات التي ضربت لبنان في أكثر من منطقة وإلى عائلاتهم وتمنى للجرحى الشفاء العاجل كما توجه بالتحية إلى أرواح القادة الشهداء وكل شهداء الجيش والقوى الأمنية اللبنانية وشهداء المقاومة والشهداء الفلسطينيين والسوريين وكل من روت دماؤهم هذه الأرض فكانت لنا هذه الانتصارات.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=31&id=5095