وجهات نظر

الدنيا تضحك للحريري

نبيه البرجي


الإعلام تايم- الديار

 

حين يضحك صاحب السمو، تضحك الدنيا للرئيس سعد الحريري. ولقد ضحكت...

صورة السيلفي، هذه المرة، دون الكوفية والعقال. رؤوس عارية... قلوب عارية. الثالوث الملكي: الملك قال: "أهلاً بابننا سعد". (قطعاً لم يقل الابن الضال). ولي العهد قال "حين تكون بيننا يكتمل عقد العائلة". ظهور السـفير في واشنطن خالد بن سلمان في الصورة له أكثر من دلالة. "أميركا تباركنا". الكعبة من زمان لم تعد في مكة. الطواف الآن حول تلة الكابيتول.

هل ثمة من مسافة بين تلة الكابيتول وجبل الهيكل؟ الأمير محمد بن سلمان قال لبعض ضيوفه "بعد عشر سنوات سنكون أمام شرق أوسط آخر". جنيفر لوبيز تغني في قصر اليمامة "سأخلع قميصي، أرميه للريح، وأرتمي بين يديك".

المملكة تفاوض من أجل بناء 16 مفاعلاً نووياً. هل صحيح أن واشنطن اشترطت مشاركة اســـرائيل ليس فقط في بناء هذه المفاعلات بل وأيضاً في تشغيلها؟ رفض قاطع لأن تكون القنبلة الباكستانية ضيفة شرف على الترسانة السعودية.

ثمة جهة اقترحت على الأمير الشاب الذي يرى في ايران الدولة التي تهدد بزعزعة الدور الجيوبوليتيكي للمملكة أن يعقد صفقة معها. الصفقة مع اسرائيل لا أفق لها. كما لو أنها رقصة التانغو مع الشيطان.

صفقة مع ايران؟ يا للهول! أميركا لم تعد تحمي المملكة من الخارج. الآن تحميها من الداخل. من أجل عيون ايفانكا أخذ البلاط بمقترحات دونالد ترامب. الانتقال من ثقافة ابن تيمية الى ثقافة لاس فيغاس.

زلزال في المملكة. الأمن خلع أسنان المئات من أئمة المساجد الذين يدعون الى تشتيت اليهود والنصارى. كتب الأميركي بن نورتون "مملكة فوق الجمر".

عندنا جمهورية فوق الجمر. الرئيس سعد الحريري عاد بسلال ذهبية من الرياض التي ستشارك في المؤتمرات الدولية لدعم لبنان. الخبراء الذين يحذرون من اقتراب الساعة الاغريقية، يعتبرون أن هذه المؤتمرات تفعل شيئاً واحداً... زيادة الدين العام.

هم يقترحون أن تتولى دول وهيئات الاقراض تنفيذ المشاريع على الأرض لأن المال يذهب الى مغارة علي بابا اذا ما انتقل الى مهراجات الجمهورية. في أي دولة في العالم يتراشق وزيران بالاتهامات، من فوق السطوح، باللصوصية؟

مستشار في البنك الدولي قال لمسؤول مالي كبير: لا أحد هناك مثل امرأة القيصر (فوق الشبهات).

الرئيس سعد الحريري عاد، وقد تحرر من البعد الشكسبيري في شخصية الرئيس فؤاد السنيورة. انتهى زمن السنيورة. صيدا تستعيد وجهها مع بهية الحريري وأسامة سعد. هذا منطق الأشياء في مدينة لم تعد بوابة الجنوب بل وبوابة الشرق الأوسط.

ألم يجعل "حزب الله" لبنان، وبالرغم من مصائبه، أيقونة الشرق الأوسط؟ تصوروا أن يحدث هذا... مناورة أميركية - اسرائيلية بأحدث الأسلحة في التاريخ لمحاكاة حرب محتملة مع الحزب. هي الصواريخ المقدسة يا صاحبي!

السعوديون اخذوا بنظرية الشيخ سعد. لا مناص من الشراكة مع السيد حسن نصرالله. اللقاء بين الرجلين لم يعد مستحيلاً.  هل أقنعهم بأن تفجير لبنان يعني تفجير المنطقة. وتفجير المنطقة يعني أن تذهب "رؤية" 2030 أدراج الرياح؟

في آخر زيارة له للبنان، انتشى ثامر السبهان، وهو يصغي الى بعض الآراء البهلوانية. "قتل "حزب الله" لا يتحقق من الخارج بل من الداخل". صاحب هذه الآراء وصف رئيس الحكومة بـ"بطل التنازلات"، وقد يمضي في التنازلات أكثر بعدما تماهى سياسياً، واستراتيجياً، مع الجنرال.

 

لو "بق البحصة" لجعل الرئيس الحريري الصخور تنهال على رؤوس البعض. قيل له "تمهّل". آخرون ارتأوا أن لبنان لا يحتمل. لا بد من البراغماتية في هذه المرحلة.

ديبلوماسيون أوروبيون، وأن شددوا على الستاتيكو، يرون أن لبنان لا يمكن أن يبقى هكذا. يقتضي اعادة النظر، بنيوياً، في توزيع الصلاحيات ولو بعقد مؤتمر تأسيسي، ولكن برؤوس باردة.

الانتخابات النيابية ليست أكثر من كرنفال موسمي. لا أحد يدري لماذا تصر بعض القوى على تسويق الببغاءات أو الروبوتات البشرية. هذا منطق طبقة سياسية قد تكون الأسوأ في العالم.

السنيورة عزف عن الترشيح. بشرى لمن يعنيهم الأمر!

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=50884