تحقيقات وتقارير

بدقائق قليلة.. "كذبة الكيميائي" من الألف الى الياء


الاعلام تايم _ طارق ابراهيم


على سيرة "عنزة ولو طارت".. لا مهنية إعلامية لكبار الكتّاب والباحثين الاستقصائيين الا اذا اتهموا في تقاريرهم الدولة السورية.. ولا حياد بحثي الا اذا وجه إصبع الاتهام للجيش السوري.. ولا حقوق إنسان و لا وجود لمدنيين الا في مناطق انتشار التنظيمات الارهابية.. 
عندما تنصب خيم العزاء في مجلس الامن وباريس والبيت الابيض ولندن و"الكنيست الصهيوني" والبيت الحرام.. فاعلم أن الجيش العربي السوري أوجع الارهابيين.. وعندما تبدأ "القبعات البيض" بالظهور على الشاشات .. فاعلم أن في الامر ما فيه من أدوار جديدة وسيناريو لن يختلف عن سابقه في مختلف الاراضي السورية..

 

أسئلة مشروعة في "كذبة الكيماوي"
قبل الولوج في التفاصيل لابد أن الرأي العام العالمي وبالإجماع قد علم من هو "الكذاب" في هذا الملف.. بعد ورود التقارير على أهم الصحف العالمية والتي عملت بحيادية ومنطقية.. وغداً ستعلمون من هو "الكذاب الاشر" فهذه المرة لم ننتظر كإعلام سوري لنردد ما سيقوله إعلام الغرب.. الكذبة أمامكم واضحة.. هذا ما سيفعله الارهابيون في الغوطة، الكيميائي سلاح الارهابيين القادم "المستنفذ".. غرف إنعاشه فُتحت من جديد، ومخاض ولادته سيكون هذه المرة عسيراً..!! 
عويل وندب ودموع وآيات تتلى والصورة تلو الصورة والفيديو تلو الفيديو لأطفال تم استغلال حاجة أسرهم للمال..  "مت لدقيقة تحصل على مئات الدولارات".. أسر ربما لم تكن بحاجة المال بل رأس الاسرة أساساً عنصر في تلك التنظيمات كأبي بانا العابد "أيقونة السيناريو الحلبي"، يستخدم أبناءه للدعاية والتضليل والترويج بأن الدولة السورية تستهدف أمن مواطنيها وأطفالها..


وإذا اعتبر في الامر من اعتبر أننا نبالغ وننفي اتهامات بحق الجيش العربي السوري، فهذا في الدرجة الاولى واجب علينا أن ندفع الظلم والشر عن أنفسنا، ولكننا ملكنا ونملك الادلة والبراهين اليقينية على صدق مقولتنا.. وقد شهد شهود مقربون من غرف عمليات تعد العدة لاتهام الدولة السورية بقتل الاطفال، هؤلاء الشهود عملوا بحياد ومهنية في تقاريرهم وأبحاثهم فاضطروا للاستقالة، والا فاسألوا عضو لجنة التحقيق بانتهاك حقوق الانسان في سورية رئيسة الادعاء العام السابقة للمحكمة الجنائية الدولية كارلا ديل بونتي عندما أكدت أن إرهابيي الغوطة هم من استخدم "غاز السارين" (الغوطة 2013) الذي قتل من قتل وأصاب من أصاب وأغنى من أغنى في منطقة لاتزال تعج بحجاج"الجهاد"من كل أصقاع الارض.


كما كانت صفة الاتهام بالتعامل مع الاستخبارات السورية لمن جدّ في البحث ليكتشف بأن الإرهابيين هم من جاء بالكيميائي عبر طرق أصبحت معروفة للقاصي والداني واستخدموه في قتل الابرياء واتهام الدولة السورية، وآخرون هُددوا بالاغتيال والتشويه لسمعتهم ومنهم  الخبيرة البريطانية بشؤون الشرق الأوسط فانيسا بيلي التي أوضحت حقيقة المنظمة الارهابية "الخوذ البيضاء" التي وقع على عاتقها تنفيذ مسرحيات الكيمياوي..

 


أيهما الاحق.. "أنقذوا أطفال دمشق" أم "أنقذوا أطفال...؟
حكايات وقصص وردت وأخذت حقها في  الاعلام المعادي، والغاية تنفيذ مخططات أريد بها "تدمير سورية"، وقد استخدمتها وسائل الاعلام المعادية وشنت هجوما لم نشهد مثيله ولن نشهد، فغايتهم تبرر وسيلتهم، لماذا "غفل الانسانيون فوق العادة" عن افتضاح أمر عمران دقنيش، بعد انهيار منزله في حي القاطرجي في مدينة حلب، ودفعت الاموال لوالده ليتهم سورية وموسكو بقصفه، وعن إيلان الكردي الطفل الغريق تحدثكم عمته قائلة"المجموعات الارهابية المسلحة هي من أجبرت سكان حلب على الهروب والتشرد والنزوح"، وعن ساري ساعود في حمص الذي قتله الارهابيون بدم بارد، وعبدالله عيسى في حلب ذبيح الرأس بسكين الارهاب "الحلال" لحركة نور الدين الزنكي "المعتدلة".


في هذه الايام واستكمالا لما ورد في سفر"أصدقاء الشعب السوري"، تنتشر كالنار في الهشيم صور ومقاطع فيديو تفبركها آلة الحرب الاعلامية مدعية أنها لأطفال في الغوطة الشرقية، ولكن.. فقط لدقائق قليلة، لو سمحتم بها للناشطين الذين يراسلون "المنظمات الانسانية فوق العادة " و"الحكومات المتشددة إنسانياً" ليلاً ونهارا عن نقص الخبز والماء في الغوطة الشرقية، وعن عمران وإيلان وعن نور وآلاء وبانا العابد وعن أبرياء "القبعات البيض"، وعن استهداف الجيش العربي السوري لأطفال قدموا من كل أصقاع الارض ليموتوا جوعا في الغوطة..


دقائق قليلة فقط.. لو سمحتم بها لمالكي أحدث وسائل الاتصال، وهم يصورون البطون و الاجساد التي أضناها نقص الاغذية، ليصوروا مشافي دمشق التي لم تسلم من قذائف "أطفالكم"، كيف امتلأت أسرتها واستنفرت كوادرها كافة، لعلاج أطفال ليس لهم بـ"العير والنفير"، ذنبهم أنهم كانوا في المسجد وخرجوا لممارسة طقوس اعتادوها في يوم عطلتهم، فأكملوا يومهم بل وأسبوع وربما سنة في العلاج بين أيدي الاطباء من حروق وجروح وكسور تسببت بها قذائف الغدر المنطلقة من "أمهات" و "آباء" في الغوطة الشرقية يستصرخون دول ومؤسسات أممية وجيوش احتلال لينتهكوا حرمة بلادهم بحجة استهداف "أطفالهم" الجزراوي السعودي وأبو قتادة التونسي، والقائمة تطول لتلف أصقاع الارض التي لفظت كل هؤلاء الشذاذ ليجدوا مأوى آمنا لهم في الغوطة الشرقية،  والا اسألوا الطفلين أحمد ديركي و عمر أوضباشي، ماذنبهما، ولماذا لم يتحرك حماة الانسانية في باريس ولندن وواشنطن.


كلّ هذا الضجيج الذي تُحدثه الدول الراعية للإرهاب حول الغوطة الشرقية تحت عناوين إنسانية مزعومة، يندرج في سياق المحاولات الحثيثة لإبقاء هذه القاعدة الارهابية مصدر تهديد لدمشق وأهلها، "أنقذوا أطفال الغوطة" "أنقذوا أطفال ادلب" "أنقذوا أطفال السعوديين والبريطانيين والأميركيين والتونسيين الذين مارسوا "جهاد النكاح" مع "مجاهدات نكاح"قدمن الى الغوطة و غيرها في مناطق انتشار "الجهاديين"، من ملاهي وبارات لندن وباريس والمانيا وأميركا، لينجبوا أحفاد أبي بكر البغدادي وأبي محمد الجولاني والظواهري، ويكملوا مسيرة آبائهم وأمهاتهم في جهاد النكاح وأكل الاكباد وقطع الرؤوس.

 


في الغوطة وخان شيخون.. شهد شاهد منكم
"موتوا بغيظكم".. فالشاهد من أهلكم.. والتسول الوجداني والانساني انتهى.. يمارسون أخطر أنواع الارهاب ويظنون أن الرأي العام العالمي غافلاً عما يصنعون.. ليس المهم من يموت وكم العدد، المهم أن تستولوا وتمرروا "بروتوكولات" سهرت أعين سنوات وسنوات لاعتمادها  وتحقيقها.. "المدنيون" في نصوصها من هم على الجغرافية المنتشرة فيها التنظيمات الأكثر إرهابا ووحشية ودموية، أما باقي سورية لا وجود للمدنيين فيها ولا وجود للإنسان فيها، وفي أماكن قصف طائرات "تحالف واشنطن" حيث المجازر والمذابح التي تحدثها بحق الابرياء في أرياف حلب والرقة ودير الزور، وحيث تقصف طائرات كيان الاحتلال وتقتل أطفال فلسطين وطائرات تحالف العدوان السعودي حيث تقتل أطفال اليمن، أيضاً لا وجود للمدنيين ولا وجود للنوّاحين والبكّائين. 


ولنقف على حقيقة التحضيرات لاستخدام الكيميائي واتهام الدولة السورية،  لابد أن نستعيد ما كشفته تقارير في مواقع غربية وأميركية ومراكز أبحاث، أعدها صحفيون كبار أمثال الكاتب الاميركي سيمور هيرش في تفنيد واقعي ومنطقي لحادثتين افتعلتهما التنظيمات الارهابية في الغوطة 2013 وخان شيخون 2017، فهل أتاكم حديث "سيمور هيرش":
يقول هيرش في تقرير له رداً على مزاعم الادارة الاميركية في اتهام الحكومة السورية: أظهرت المخابرات البريطانية التي حصلت على عينة من السارين الذي استخدم في هجوم 21 آب في الغوطة 2013 أن الغاز المستخدم لا يتطابق مع الدفعات الموجودة في ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، مضيفاً وبحسب مسؤول استخباراتي سابق في الولايات المتحدة، "أولئك الذين يسعون إلى جر أوباما(الرئيس الاميركي السابق) للحرب قاموا باستخدام غاز السارين داخل سورية لاتهام الحكومة بأنها قطعت الخطوط الحمراء".


وأضاف هيرش أنه في 20 حزيران/يونيو من نفس العام، نشرت وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية تقريرا لـ DIA من خمس صفحات يتضمن إحاطة لنائب مدير الـ DIA ديفيد شيد بأن "جبهة النصرة" تنتج غاز السارين. (وذكر التقرير أن السارين الموجود لدى القاعدة هو الأكثر تقدما منذ أحداث 9/11، ووفقا لمستشارين في وزارة الدفاع والاستخبارات الأميركية.. القاعدة أجرت اختبارات على الأسلحة الكيماوية ويوجد لديها شريط فيديو يظهر تجارب استخدام الغاز على الكلاب".


واستند التقرير على معلومات استخباراتية سرية من العديد من الوكالات وقال إن "تركيا والسعودية أمنتا السارين، بكميات كبيرة، بعشرات الكيلوغرامات، وبذلت الجهود لإنتاجه في سورية".


وبعد شهر من نفس العام ألقي القبض على أكثر من عشرة أعضاء من جبهة النصرة في جنوب تركيا كان بحوزتهم 2 كيلوغرام من غاز السارين السام. وكانت المجموعة تشتري صمامات، وأنابيب لبناء مدافع الهاون، و"السلائف الكيميائية" لغاز السارين.
واستشهد التقرير بمسؤول استخباراتي أميركي "نعلم الآن أن الهجوم كان عملية سرية خطط لها رجال اردوغان لدفع أوباما لتجاوز الخط الأحمر، وكان من الضروري تنفيذ هجوم الغاز قرب دمشق بسبب وجود مفتشي الأمم المتحدة هناك "كانوا قد وصلوا إلى دمشق في 18 آب للتحقيق في هجوم سابق".


كما لابد أن نذكر ما خلص اليه تقرير  جامعة "معهد ماسشوستس للتكنولوجيا"، الأميركية العلمية في الولايات المتحدة، الذي أعده الدكتور ثيودور بوستول مع الخبير ومفتش الأسلحة السابق في الأمم المتحدة ريتشارد لويد أن مدى صواريخ الحاملة لغاز السارين التي استعملت في الغوطة الشرقية بدمشق في الهجوم المذكور (الأربعاء 21 آب/اغسطس 2013) تدل على أن هذه الذخائر لا يمكن أن تكون قد أطلقت من قبل الجيش العربي السوري، والمعلومات التي طرحت أمام الشعب الأميركي يوم 30 آب 2013 وأمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ يوم 3 أيلول (سبتمبر) 2013 كانت خاطئة ومضللة ولا بد من شرح ذلك أمام الشعب"، فيما أشارت مجموعة "ماكلاتشي" للنشر التي تصدر عدداً من الصحف الأميركية إلى أن "صواريخ السارين التي تم العثور عليها في الغوطة الشرقية لم تتطابق مع السلاح الكيميائي الموجود لدى الحكومة السورية الذي تم تسليمه لمنظمة حظر السلاح الكيميائي".

 

في خان شيخون لم يختلف المشهد
وفيما يخص حادثة خان شيخون شكك "بوستل" كليا في صحة تقرير المخابرات الامريكية الذي قدمته الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وأكدت فيه استخدام الطائرات السورية أسلحة كيميائية لضرب خان شيخون، وأكد في مقال مدعم بالوثائق والتحليل العلمي نشره في صحيفة "كونتر بنش" الامريكية الالكترونية، أن القنبلة الكيميائية المزعومة التي القيت على خان شيخون لا يمكن أن تكون أطلقت من الجو، وإنما كانت موجودة على الأرض، وأن الروس أبلغوا الامريكيان رسميا بأن الطائرات الحربية السورية ستقصف البلدة قبل 24 ساعة، وأعرب البروفيسور بوستل عن استعداده للذهاب الى البلدة المنكوبة والادلاء بشهادته، موحياً بأن هناك منّ فجرها على الأرض، وكان من بين المنتقدين البارزين الآخرين للأدلة ضد الحكومة السورية مفتش الأسلحة السابق سكوت ريتر والصحافي الفائز بجائزة "بوليتزر" هيرش.


وكان تقرير نشره مركز "إهس جين" للإرهاب والتمرد، ومقره لندن، وهي وكالة رائدة للتحليل الأمني، قال فيه إن الجيش السوري يسيطر على معظم المناطق السورية وبالتالي هو ليس بحاجة لاستخدام أي سلاح خطير بل على العكس كان يدعو الى وقف إطلاق النار، ثم يأتي الهجوم الكيميائي من الارهابيين، الامر الذي اعتبره جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما: "ربما نتعلم الحقيقة بشأن هذه الهجمات المشؤومة في المستقبل غير البعيد".


وفي رد على موقع "انتي ميديا" الأمريكي أن القوات الحكومية السورية تتحمل مسؤولية الهجوم بالأسلحة الكيماوية في خان شيخون بريف ادلب 2017.، نفى بوستول لـ"أنتي-ميديا" أنه "لا يوجد على الإطلاق أي دليل على وقوع أضرار بالقنابل في أي من المواقع الثلاثة المزعومة "التي قدمتها في الأصل صحيفة نيويورك تايمز"، والتي قالت في وقت سابق أن محققين دوليين وتقنيين مختصين في تفكيك العتاد الحربي، أكدوا أن الارهابيين شنّوا هجومين بأسلحة كيميائية في تل براك والحسكة، كما نشر موقع "WND" الأمريكي في عام 2013، في وثيقة سرية مسربة للاستخبارات الأمريكية، أكدت أن إرهابيين في سورية، امتلكوا وصنعوا غاز السارين السام بغية تنفيذ هجمات كيميائية، ضد المدنيين في المحافظات السورية.


ختاماً.. فليعتبر "أولو الابصار" أن الارهاب المستورد والمصنّع في مناطق انتشرت فيها التنظيمات الارهابية لم يكن يوماً همها حماية المدنيين والاطفال بل كانوا وكما عادتهم وفي كل مرة "يقتلون القتيل ويمشون في جنازته"، فالدروع البشرية(المدنيون) هم ورقتها الرابحة تحتمي خلفها لتنفيذ مخططات كتب لها الفشل في كل مرة، حيث الجيش العربي السوري لها بالمرصاد..


ولنذكر من يريد أن يتعظ "فلعل الذكرى تنفع": إن "السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه" راجعوا تاريخ حلب قبل كانون الاول وبعده 2016..


وحتى لاننسى.. بالأمس استهدف جيش أردوغان أطفال عفرين في ريف حلب بالغازات السامة ولم تنتفض حمية الانسانية في المنظمات الدولية، كما لابد أن نذكر بأن رئيس كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أخذ على عاتقه معالجة أطفال خان شيخون بعد "إفك الكيميائي"، فهل تجهزون أطفال الغوطة ليكونوا في أحضان نتنياهو في أعقاب "مسرحية مرتقبة لإفك كيميائي جديد في الغوطة".. إن كان جوابكم بـ"نعم".. فهنيئاً لكم أحضان أردوغان ونتنياهو".     

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=50773