وجهات نظر

من "بانا" حلب الى "نور وآلاء" الغوطة.. "عظم الله حزن المتباكين"

طارق ابراهيم


خاص_ الاعلام تايم


هل تذكرون قصة الطفلة "بانا العابد" المسماة "أيقونة حلب" أصغر "مجاهدة تويترية" في العالم، والطفل "عمران" الذي شاءت الاقدار أن يبقى وهو وكرسيه وجلسته العجيبة بعد "القصف المدمر"، والطفلة فاطمة بنت الارهابي "أبو النمر" التي أراد لها والدها أن يكون غداؤها مع الشهداء والصديقين بعد تفخيخها وتفجير طفولتها في قسم للشرطة بدمشق، واليوم "نور وآلاء" في الغوطة..  تعددت الاسماء والغاية قتل الطفولة السورية بعد تغذيتها بـ"بول الابل" الوهابي و ثقافة القتل في مناهج جامعة "ابن سعود"، لتكون جزءاً من الحرب الاعلامية النفسية التي تشنها وسائل الاعلام في الغرب،  ضد أي حملة عسكرية يخوضها الجيش العربي السوري لتحرير منطقة من الارهاب، فكانت "بانا" الصيد الثمين للحملة الاعلامية التي شنت ضد الجيش في عمليته التي حرر فيها أحياء حلب في وقت سابق من العام2016، من أبي "بانا" وأخوته في "النصرة" وغيرها من التنظيمات الارهابية.


"اكذب اكذب حتى يصدقوك".. هذا ما جرى في حلب ويجري الإعداد له الآن في الغوطة، من التحضير لاستخدام الكيميائي واتهام الجيش عبر فريق إنقاذ جبهة النصرة "الخوذ البيضاء"،  الى تجنيد الاطفال(نور وآلاء) بكافة النشاطات سواء بحمل السلاح أو اللعب على وتر العواطف الانسانية، بالأمس كانت "بانا"، واليوم بدأت قنوات أميركية وغربية وتركية بالإعداد لأسماء أطفال من داخل الغوطة يتضرعون وليس لهم من منقذ الا جيوش نتنياهو و أردوغان و ترامب وابن سلمان، ثم يأتي "توكلهم على الله" أو هو خارج أجندة "التوكل"عندهم أصلا، فـ"أطفال الخلافة" في الغوطة يستصرخون من هو أسرع بالإجابة "مجلس الامن"!!!.. "أنقذنا قبل فوات الاوان"، وفق ما تم تلقينهم.. آوان يعلم من جنّدهم أنه آت لامحالة وهو "نصر من الله وفتح مبين" للجيش العربي السوري.


يحاولون في كل مرة، إقناع الرأي العام العالمي عبر نشاط إنساني مضاعف، مستغلين الطفولة البريئة ومخالفين كل قرارات ومناشدات وتحذيرات منظمات الطفولة الاممية من الزج بالأطفال في النزاعات الدولية، وخصوصا أطفال سورية الذين استغلتهم -وماتزال- الالة الاعلامية المعادية بشتى أنواع الاستغلال، في مناطق انتشرت فيها التنظيمات الارهابية.. في كل مرة تفشل ما كينتهم الاعلامية في إلصاق تهمة أن ما يهم الجيش العربي السوري هو استهداف الاطفال وقتلهم، ليصيبهم الذهول من النتائج، فالتجارب أثبتت عكس ادعاءاتهم، والا كيف انتقلت أيقونتهم "بانا" من حضن إرهابيي "الخوذ البيضاء"الى حضن "الخليفة أردوغان ؟ بعد تمثيلها الدور بدقة متناهية من الحملة الاعلامية العالمية التي أطلقتها امرأتان في الولايات المتحدة وتبنتها وسائل الاعلام البريطانية والاميركية.


الان مع بدء الحملة العسكرية لإعادة الأمان والسلام الى محيط العاصمة دمشق.. ولسان حال سورية يقول "آن الآوان للغوطة الغناء أن تثمر مشمشا ولوزا وجوزا وأطفالا، هي الان في حالة مخاض، وتتقيأ كل ما شربه أطفالها من "بول الابل" الوهابي، وما دخل الى خزائنها من ورق "بنيامين فرانكلين" الاميركي، فأطفال المدارس وعشاق الحدائق وعمالها وشوارع دمشق وحمائم الاموي، اشتاقت الى السلام والى الامسيات الآمنة على الشرفات، وهي التي لطالما أذرفت دمعا، ودماً من قذائف وهابيي الغوطة التي قتلت الاطفال وهم على مقاعد الدراسة".


من يتصور بأن من السهل استباحة عذرية دمشق، سيأتيه الجزاء الاوفى، فكل الشياطين التي حاولت تدنيس شرف الشام رماها الله بشهاب ثاقب.. وللإرهابيين في الغوطة استنهضوا "علوشكم" واسألوه فعنده الخبر اليقين.. و للمراهنين على دمشق ابحثوا وتمعنوا بتاريخها واسألوا المغول والسلطان كيف تكسرت أنيابهم على أبوابها.. دمشق "تمهل ولا تهمل".. وخاصة من أبكى شوارعها ومآذنها وكنائسها وعشاقها .. وجعل قهوته الصباحية من دم أطفال مدارسها وصبغ ياسمينها وعبقه بلون ورائحة الدم والموت.


تساؤل لابد منه في ظل ما يخرج من "غرف عمليات الغوطة"من مقاطع مصورة مفبركة لأطفال أصيبوا أو قتلوا أو يستغيثوا، ستكون كما كانت لسابقتها من الحملات الاعلامية.. إما لأطفال غزة أو العراق الذين فتكت بهم آلة الحرب الصهيونية والاميركية أو لأطفال اليمن الذين تفتك بهم آلة حرب "تحالف العدوان السعودي".. غرف عمليات "تنعم بكافة أنواع الاسلحة الحديثة وثمنها يتجاوز مليارات الدولارات، ومختلف أنواع وسائل الاتصالات، وأدوات التعذيب نادرة الوجود الا في معتقلات "اسرائيل" و"غوانتنامو التوبة في دوما"، ثم يخرج الاطفال في مقاطع مصورة بأحدث أجهزة الاتصالات يبكون مخازن الاغذية الفارغة، يبحثون عن كسرة خبز أو شربة ماء.

(والصورة هنا للطفلة الحلبية "بانا العابد" التي انتقلت من حضن أمها الى حضن قتلة الطفل الحلبي عبدالله عيسى ثم الى حضن الخوذ البيضاء أصدقاء الارهابي السعودي في حلب عبدالله المحيسني وأخيراً الى حضن الخليفة أردوغان).


اليوم وفي ظل صمت دولي عن جرائم الارهابيين بحق أطفال سورية، وجرائم بحق المدنيين داخل الغوطة الشرقية واستخدامهم كـ"دروع بشرية" ومنعهم من الخروج عبر ممرات إنسانية الى مناطق أعاد لها الجيش العربي السوري الامن والامان، كي لا يكونوا ضحايا حرب فرضتها تنظيمات إرهابية شذت عن كل المفاهيم الدينية والانسانية والاخلاقية، لا يسعنا في نهاية المطاف الا أن نهنئ أطفال الغوطة على هذا "الحرص" و"الخوف" العالمي، فلعلّ الاقدار تسوق لهم حضناً دافئاً كحضن الخليفة أردوغان، أمّا للذين يستغلون الاطفال نقول: "عظّم الله حزنكم" ونسأله أن يديمه، ففي دوامه نصر مؤزر للجيش وطرد لكم من الاراضي التي استبحتم فيها كل المحرمات.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=50660