وجهات نظر

العدوان التركي على عفرين.. قرابة الشهر ولا نتائج عسكرية تُذكر

علي حسن


الإعلام تايم - العهد الاخباري


يستمر العدوان التركي على مدينة عفرين وقراها، قصفٌ مدفعي وجوي مكثف يشير إلى أنّ العدوان التركي قد أخذ منحى تصعيدياً أكثر مع اقتراب إتمامه شهراً كاملاً دون تحقيق أية نتائج تُذكر بسبب المقاومة العنيفة من قبل وحدات حماية الشعب الكردية، ويبقى المدنيون هم الضحية الأولى.


مضى على العدوان التركي على مدينة عفرين والقرى المحيطة بها قرابة الشهر، الجيش التركي وفصائل ما يسمى "غصن الزيتون" لم تُحقق شيئاً يُذكر، وفي هذا السياق قال مصدرٌ كردي من عفرين لموقع "العهد" الإخباري إنّ " نتيجة الأتراك ما تزال الصفر على المستوى العسكري، لكنهم على المستوى الإنساني قد أجرموا بحق أهالي المنطقة، فالبنى التحتية في عفرين والقرى المحيطة بها باتت مدمرة بشكل شبه كامل فضلاً عن القتل الممنهج للمدنيين واستهداف الأطفال والنساء والشيوخ، وهذا يعتبر جريمةً بحق الإنسانية وإرهاباً ضد شعبٍ أعزل"، مشيراً على حد تعبيره إلى أنّ " الأتراك يحاولون تحقيق مكاسب عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية لكنهم لا يستطيعون ذلك فيفرغون حقدهم بالمدنيين وهذا عملٌ جبان وفاشل ولا أخلاقي".



وهنا يقول مصدر سياسي سوري لـ"العهد" الإخباري إنّ " تركيا تحاول أن تقول إنها موجودة على الأرض وتريد لنفسها موقعاً في الحل السياسي يؤمّن لها بعض المصالح داخل الجغرافيا السورية، ولذلك يزجّون بالكثير من المسلحين الإرهابيين المرتبطين بهم في معارك مع وحدات حماية الشعب الكردية بهدف القضاء عليهم لضمان عدم عودتهم إلى الجغرافيا التركية مستقبلاً"، وأضاف قائلاً إنّ " الأتراك يعملون على هذا الجانب لأنهم يعلمون أن هؤلاء الإرهابيين سيرتدون في لحظة من اللحظات عندما يحاصرهم الجيش السوري إلى الجغرافيا التركية التي أتوا منها، إذ إن هذه المسألة تشكل رعباً حقيقياً للأتراك وتجعلهم يضعون الكثير من الحسابات لعدم عودتهم إلى تركيا، فالأراضي التركية قابلة للتشظي أكثر من الجغرافيا السورية، والمجاميع الإرهابية لديها مكاتب ومعسكرات وخلايا  داخل الأراضي التركية وعودتهم إلى الجغرافيا التركية مأزقٌ حقيقي لأنقرة".


وحول ما يُقال عن اتفاق بين الدولة السورية ووحدات حماية الشعب الكردية لدخول الجيش السوري وانتشاره في مدينة عفرين وقراها، أكد المصدر السياسي السوري ذاته أنّ " الدولة السورية لا تنتظر من أحد أن يعطيها الإذن أو جواز السفر للدخول إلى عفرين فهي أرضٌ سورية، لكن هناك بعض الأحزاب الكردية التي تقود الشعب الكردي الأعزل باتجاهات مختلفة وهذا أمرٌ خطير وانعكاساته على المجتمع الكردي كبيرة جداً، لكنها في نهاية المطاف تبقى أرضاً سورية ولولا الدعم اللوجستي والعملياتي الذي يقدمه الجيش السوري لم تستطع عفرين الصمود حتى الآن أمام الجيش التركي واعداد المسلحين الهائلة التي زجّ بهم التركي في مقدمة جنوده".


وأضاف أنه "على تلك القيادات الكردية أن تعي تماماً وبنظرة ثاقبة أنها جزء من الجغرافيا السورية، كما يجب عليها أن تعتبر من دروس التاريخ وإذا كانوا يريدون حكماً ذاتياً فقد صدرت تصريحاتٌ مسبقة حول هذا الموضوع وإمكانية مناقشته، لكن عليهم ألّا يأخذوا المكون الكردي إلى أماكن أخرى خاطئة فهم أبناء سوريا ولهم دورٌ وطني على امتداد الجغرافيا السورية"، لافتاً إلى أنّ " تصريحات نائب وزير الخارجية فيصل المقداد السابقة واضحة بأن الدولة السورية ستواجه أي عدوان على أراضيها ولا تحتاج الإذن من أحد، إضافةً إلى التصريح الأخير الذي قال فيه إنّ السماء السورية ليست مستباحةً لأحد وإن أي طيران سيدخل الأجواء السورية سيتم إسقاطه، وهذه رسالةٌ ليست للعدو الصهيوني فقط بل للعالم أجمع وأوله تركيا مضمونها أنّ الأزمة السورية وصلت إلى منعطف يجب الوقوف عنده فاستباحة السماء السورية أمرٌ لم يعُد مسموحاً".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=50539