تحقيقات وتقارير

إذاعة دمشق في عيدها الـ71.. هنا دمشق


الاعلام تايم _ رشا غانم


"هنا دمشق".. بهذه العبارة بدأت إذاعة دمشق بثها قبل 71 عاما في 3 شباط 1947، لتكون ثاني صوت إذاعي عربي بعد إذاعة صوت العرب في القاهرة.


  سبعة عقود من العطاء مرت خلالها إذاعة دمشق بتجارب وصعاب كثيرة.. أسفر عن دور هام في نشر الثقافة والفنون والفكر إلى العالم أجمع، لتكون ‏إذاعة وطنية لها مكانتها ودورها.. فعلى صعيد التغطية وصل بث الاذاعة جميع أنحاء العالم..‏ عبر موجات FM و AM وعبر الأقمار الاصطناعية والانترنت، وبلغات متعددة الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والعبرية والألمانية والروسية والتركية.


إذاعة دمشق كانت من الإذاعات السباقة في الوطن العربي، وأشهر ما كان يميّزها في تلك الفترة هو اهتمامها الكبير باللغة العربية، إضافة إلى تخريجها للكثير من مشاهير الغناء والطرب في الوطن العربي، كـفيروز، وعبد الحليم حافظ، وفايزة أحمد وغيرهم. وقد استطاعت إذاعة دمشق خلال السنوات الأولى من تأسيسها أن تواكب الأحداث العامة في الوطن العربي في تلك الفترة، والتعبير عن أحوال الناس ومعيشتهم وطرح مختلف القضايا الاجتماعية بأسلوب طريف، من خلال أعمال درامية ساهم في تقديمها عدد من الفنانين الرواد منهم، حكمت محسن وأنور البابا وتيسير السعدي، وفهد كعيكاتي، وأول صوت نسائي هدى الشعراوي حيث كانت أعمال مميزة ومرتبطة بالأحداث التي تمر بها المنطقة العربية في ذلك الحين.


وبمناسبة ذكرى ولادتها الـ71 ، يؤكد مدير إذاعة دمشق لموقع الإعلام تايم ، أسامة شحادة بأنّهم شركاء مع باقي وسائل الإعلام بكل أشكاله في هذه الرّسالة الصعبة والهامة والتي باتت أكثر أهمية في هذا الوقت بسبب الحرب الظالمة التي تُشن على هذه البلاد، متابعاً " نحن شركاء مع البناء، وعلينا إعادة بناء النفوس والعقول والأفكار".


في حديثه عن الصّعوبات التي واجهت الإذاعة في بداياتها، أشار شحادة إلى المكان الذي كانت تبث منه الإذاعة وإلى التقنيات، منوّهاً إلى صعوبة الوضع الاجتماعي والثقافي وقتها فلم يكن البلد ناضجاً بما فيه الكفاية حتى يعمل بالإذاعة من يريد ذلك، ومعظم النساء كانت رغبتهن العمل في الاذاعة ولكن لا يستطعن ذلك، إلى أن تمّ رفع السّوية الثقافية العامة والتعليمية في البلاد، وتمّ تجاوز هذه الأزمة، واتخذت الإذاعة من شارع النصر مقرا مؤقتا لها ومن ثم ساحة الأمويين في دمشق كمقر دائم.


ونوّه شحادة إلى أهمية عنصر الجذب ، حيث أنّ الوسائل الإعلامية تتمايز فيما بينها بعنصر الجذب، فلا فائدة من أي مادة إعلامية إن لم تكن تتميز بعنصر الجذب، الذي هو برنامج عمل في الاذاعة التي تعتمد أهم عناصر الجذب الاغنية والمادة الدرامية ، وتتميز إذاعة دمشق بأن نسبة المادة الدرامية المبثوثة هي أعلى  نسبة بين إذاعات المنطقة والوطن العربي".

أمّا بالنسبة للأغنية.. المشكلة أن إرضاء الناس بمادة واحدة غاية من المستحيل إدراكها.. _يقول مدير إذاعة دمشق_ لأنّ الناس لا يجتمعون على شيء، والحل هو أن نتوجه إلى كل هؤلاء من خلال مواد مختلفة، بمعنى نحاول أن نبث الأغنية  الجديدة والقديمة نسبياً والمُغرقة في القدم".


وخلال سؤالنا له عن مدى التأثير السّلبي للإعلام الحديث بكافة أشكاله على الإذاعة، يؤكد شحادة بأنّه من المعروف بأنّ الحداثة تلغي ماهو أقل حداثة "، مذكّراً بأنّ الإذاعة كانت منبر حقيقي لمن يريد أن يقول كلمته، وكان لديها قدرة كبيرة على الإقناع، حيث أنّها كانت تسيّر الشارع العربي بأكمله".


وكان للإذاعة دور كبير فبعض الاعمال الموسيقية والغنائية لم تكن تعرف الشهرة لولا الاذاعة كـ"الرّحابنة وفيروز "، كما أنّ السيّاسيّن والزعماء كانوا يحركون الشارع العربي من خلال الاذاعة  مثل أخبار الثورة الجزائرية، جمال عبد الناصر في عهد الوحدة "، الا أن التأثير الكبير للإذاعة بدأ ينحسر ولنقل من نسبة 95% إلى 10% بسبب التلفاز وما تلاه من فضائيات وذلك لان التّلفاز يشرك الحواس بأكملها، مؤكداً بأنّهم يعملون لإعادة الألق للإذاعة ولتكون عنصر مؤثر يصل إلى القلوب قبل العقول".


وشهدت الاذاعة خلال فترة الحرب على سورية عودة مؤثرة في نفوس السوريين من جديد، حيث انتبه المواطن السوري إلى السّم الذي حاولت بعض المحطّات العربية أن تبثه، فعاد إلى وسائل الأعلام المحلية الوطنية، وكانت للإذاعة حصة من المتلقي العربي، فعند انقطاع الكهرباء لجأ المواطن السوري للإذاعة، كالجندي المرابط في حالة الحراسة، والمزارع في حقله ".


وفي الحديث عن الخطط المستقبلية للإذاعة، ذكر شحادة أنّ  البلاد ككل بصدد إعادة الاعمار، فنحن لا نريد أن نصنع مدناً من ملح، علينا إعادة إعمار الحجر مع بناء  الانسان فكرياً ونفسياً ووطنياً، حيث ارتفعت نسبة البرامج الاقتصادية والبرامج الفكرية والثقافية والأدبية  التي تعيد بناء الانسان نفسه".



يذكر أنّ إذاعة دمشق تتبع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وفي جعبتها عبر تاريخها العديد من البرامج والمسلسلات الإذاعية التي تجاوزت شهرتها حدود سورية نذكر منها:
مسلسل يوميات عائلية، بطولة وفاء الموصللي وعصام عبه جي
مسلسل حكم العدالة، بطولة نخبة من فناني سورية
مسلسل ظواهر مدهشة، تأليف طالب عمران
برنامج مسابقات على الهواء طالب يعقوب
برنامج حكواتي الفن، إعداد وتقديم رفيق سبيعي

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=50262