نافذة على الصحافة

صحيفة الأخبار: واشنطن تحيي تهديد الكيميائي


الإعلام تايم - صحافة


كتبت صحيفة الأخبار أن الولايات المتحدة تحاول تعزيز دورها في الملف السوري عبر مسارين متوازيين: الأول طُرح على شكل وثيقة ترسم خريطة طريق لمحادثات التسوية السياسية المرعية أممياً، والثاني عبر التلويح بالرد على هجمات كيميائية مفترضة، بدعم من مؤتمر باريس الذي خصص للضغط على دمشق وموسكو.

ضمن هذا الإطار تعيد الولايات المتحدة الأميركية إطلاق تهديداتها تجاه دمشق، متذرّعة بمزاعم حول استخدام الأخيرة لأسلحة كيميائية خلال العمليات العسكرية الدائرة.


الوعيد الأميركي بخيار التدخل العسكري، الذي سبق وترجم على شكل ضربة محدودة طاولت مطار الشعيرات العسكري في حمص (مطلع نيسان من العام الماضي)، جاء بعد سلسلة من الإجراءات الأميركية ــ الفرنسية المشتركة، التي انطلقت منذ توافق الرئيسين الأميركي والفرنسي على تطويب استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، كخط أحمر لبلديهما، بما يخص الملف السوري.


وأفضى الجهد المشترك إلى تشكيل مجموعة اتصال (دعاها إليها الرئيس إيمانويل ماكرون) ضمّت الدول الراعية للمعارضة السورية، وتبلور أول إنجاز لها ضمن اجتماع إطلاق شراكة دولية ضد الإفلات من عقاب استخدام الأسلحة الكيميائية الذي استضافته باريس في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، وكان موجّهاً ضد دمشق وموسكو في آن واحد.


المستجد في التهديدات الأميركية جاء بعد حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الفصائل المسلحة في غوطة دمشق الشرقية، تتهم القوات الحكومية بقصف مواقع بغازات سامة من نوع جديد.
إذ رددت واشنطن مصطلح الغاز الجديد، بطريقتها، عبر الإشارة إلى احتمال تطوير القوات السورية لأسلحة كيميائية جديدة، وفق ما أوضح مسؤولون في الإدارة الأميركية لوكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، ليعود وزير الدفاع جايمس ماتيس، ويؤكد أنّ غاز الكلور استُخدم مرات عدة، فيما لا يوجد دليل على استخدام غاز السارين.


الدفع الأميركي بهذا المسار التصعيدي عبر الملف الكيمائي، ترافق ــ كالعادة ــ مع المبادرة الجديدة التي طُرحَت في جولة محادثات فيينا الأخيرة، عبر ورقة موقعة من واشنطن وحلفائها، تضع إطاراً لمسار الحل السياسي المفترض عبر المحادثات المرعية أممياً.


وبينما استهدفت الورقة مباشرةً الضغط على مسار مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، فهي تأتي ضمن سلّة متكاملة مع التلويح بعصا "الكيميائي" في محاولة لتغيير توازنات التسوية السياسية المدفوعة بما يجري في الميدان.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=50247