مجتمع

"العين الثالثة" حقيقة أم ضرب من الخيال!


الاعلام تايم _ رشا غانم


"مستحيل والله كنت عرفانة أنّو هيك رح يصير معي ، مو معقول هالإحساس، مارح كذب إحساسي أبداً " ، تقول نور.

 

تتابع " أنا أستطيع أن أقرأ أفكار النّاس حولي ، فلا يمكن لعبارة أن تمر أمامي دون أن يكون لديها تأويل عندي، فانا أستطيع أن أميز الشخص الذي يضمر بكلامه شيء سيء تجاهي عن طريق هذه الملكة حتى ولو لم يلمح به".


نصادف في حياتنا الكثير من الأشخاص ممن يؤكّدون أنّهم يشعرون  بحدوث الأشياء قبل وقوعها الفعلي وكأنما لديهم قدرة على التنبؤ بالشيء ومعرفته قبل حدوثه.

 

باسل - ممارس للتأّمل منذ 23 سنة- ، يقول "إنّ تشبيه الحاسة السادسة بجهاز إرسال واستقبال تشبيه غير دقيق".. يتابع " الحاسة السّادسة  لا تقتصر لا على جنس ولا على دين ولا وعلى ضع اجتماعي، وتفسيرها غامض جداً، ممارسو اليوغا منقطعون لممارسة هذا الرياضة ، فكل واحد منهم يمتلك موهبة من نوع ما، منهم من يستطيع قراءة ماذا سيحدث معك في المستقبل ومنهم يروي لك ما حدث لك في السابق ، مشيراً إلى أنّ الارادة لا تدخل في نطاق الحاسة السادسة فالمنام الصادق أكبر دليل على ذلك  ".


تالا، تصف حاستها السّادسة بالصّادقة تماماً، ولكن عن طريق أحلامها، فمن المستحيل بحسب وصفها أن ترى منام إلا ويحصل في اليوم التالي، وتقول أنّه عندما يخطر على بالها شخص أو تفكر فيه وتكون لم تراه منذ زمن، فإّنها لابد وأن تسمع عنه شيء أو تراه في اليوم التّالي.


بينما برّرت إيفا الحاسة السادسة بقانون الجذب، فتفسيرها أنّه عندما نتوقع شيء فلابد أن يحدث لأننا نقوم بجذبه.

الحاسة السادسة تعرف بأنها إحساس فطري لا إرادي بعيد عن المنطق يمكن صاحبه من معرفة المجهول والتنبؤ بالمستقبل، وأغلب الناس يمتلكون مثل هذه الحاسة وبدرجات متفاوتة، وبما أن الإنسان العادي ليس له وسيلة اتصال بالمستقبل فإنه من المرجح أن يعتمد على الروح لاكتشاف المستقبل المجهول، وكان قديماً يعتقد بأن تلك الحاسة خرافة وليس لها تفسير علمي، ولكن الدراسات العلمية الحديثة أثبت أن الحاسة السادسة موجودة لدى كل إنسان وتظهر بصورة واضحة عند الشعور بالخطر، وتوجد فعليا في الجزء من المخ الذي يتعامل مع حل الصراعات.
يقع موضوع الحاسة السادسة في علم النفس الحديث في مجال الباراسيكلوجيا أو علم نفس الخوارق وتدرس أحيانا تحت مسمى علم نفس ما عبر الشخصية حيث يتألف مصطلح الباراسيكولوجي "ما وراء علم النفس" من شقين أحدهما البارا "Para" ويعني قرب أو جانب أو ما وراء، أما الشق الثاني فهو سيكولوجي" Psychology" ويعني علم النفس.


علماء النّفس قسموا الحاسة السّادسة إلى عدّة أنواع، فالحاسة السّادسة يمكن أن تكون عبارة عن قدرة الشخص على قراءة أفكار شخص ما، أو التنبؤ بما قد يحدث في المستقبل ، وهذا النوع من الحاسة السادسة ، هو النّوع الأكثر شيوعاً بين الناس .
وردت الحاسة السادسة بمسمى الفراسة أيضاً وأتّى على ذكرها الرسول الكريم "واتقوا فراسة المؤمن، فإن أصابت، فإنها لاتخطىء".

 

هل هناك حاسة سادسة حقيقةً أم هي مجرّد وهم لاوجود له وما حقيقة هذه الحاسة؟


اختلف العلماء والباحثون في حقيقة وجود الحاسة السّادسة ، فالبعض منهم أكدّ على وجودها ، حيث أنّها مصطلح يشمل الظواهر النفسية الخارقة كالإلهام والتخاطر والاستبصار والرؤية عن بعد. ولكنّ البعض الآخر اعتبرها ضرباً من الخيال والوهم، وعمدوا إلى كونها أحاسيس وهميّة لا أساس لها، منوّهين إلى أنّ الشّعور بما سيحدث أو توقّع أمرٍ خارج إطار الحواس الطبيعية لا يُعتبر أمراً خارقاً للعادة، لكنّه من الممكن أن يحدث نتيجة تخزين الدماغ لشتّى المعلومات في ما يتعلّق بموضوعٍ ما البعض الآخر يرى أنّه من  الممكن الاستعاضة عن مفهوم الحاسة السّادسة بمفهوم الفراسة.


العالم الألماني "رودلف تستشنر" هو أول من تناول ظاهرة الإدراك الحسي الخارق بدراسة جادة أوائل العشرينات، وأطلق عليها مصطلح E.S.Pالمنسوب مجازاً إلى الحاسة السادسة، صنفها إلى فروع: الاستبصار، والتنبؤ، ونفاذ البصيرة إلى الأشياء والأشخاص والأحداث، وقراءة الأفكار والمشاعر، وإدراك لمحات من الماضي والمستقبل، والمعلومات التي تلتقطها المدارك الخارقة التي لا تصدر بالضرورة عن نفاذ البصيرة، وإنما تتولد في العقل الباطن كالذكريات، وهي في نفس الوقت حاسة، لتكن الحاسة السادسة ما دامت لم تستخدم إحدى قنوات الحواس الخمس للتوصل إلى المعلومات، وفي كل الأحوال تنتقل المعلومات من اللاوعي إلى العقل الواعي .. وأشار العالم "آرثر كوستلار" إلى أن الحاسة السادسة تكون نابعة من قوى وقدرات ووظائف روح الإنسان، وهي بذلك قدرة تتجلى وتتفتح تدريجياً مثلما ينمو الحس والضمير والوعي درجة بعد درجة تصاعدياً على سلم النمو والإرتقاء والتطور.


خيرية أحمد _اختصاصية في علم النّفس_ أكدّت لموقع الإعلام تايم بأنّ العلماء ومنذ زمن طويل حاولوا تحديد العضو المسؤول عن الأحاسيس الخارقة ويعود ذلك  إلى أيام أرسطو وأفلاطون - مروراً بابن سينا وابن رشد. وقبل وقت طويل من اختراع أجهزة المسح المغناطيسي رجح العلماء وجود الحاسة السادسة فيما يعرف بالجسم الصنوبري في الدماغ و"الجسم الصنوبري" غدة غامضة اختلف العلماء في تحديد وظيفتها رغم مسؤوليتها عن إفراز هرمون الميلاتونين. ويعتقد ان هذه الغدة العريقة "ذات الشكل الصنوبري" مسؤولة عن الظواهر النفسية الخارقة وتلعب دورا مهما في توارد الخواطر، واستشفاف بالمستقبل، والإحساس عن بعد، والشعور المسبق بالكوارث. وقد وصفها الفلاسفة الهنود بـ "العين الثالثة"، وقال عنها الفيلسوف الفرنسي ديكارت: "إنها الجهاز المنسق بين الروح والجسد" .


سواء ما كان من قراءة أفكار شخص ما أو الإحساس بشيء قبل حدوثه أو رؤية منام وحصوله في اليوم الآخر يندرج تحت مسمّى "الحاسة السّادسة"، فهي شيء جميل ونعمة منّ بها الله على هؤلاء الأشخاص، فهنيئاً لهم.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=50197