وجهات نظر

"انتصار ستالينغراد"

وسام جديد


الاعلام تايم

منذ أيام قليلة كنت أتابع فلم ( Enemy At The Gates ) الذي يتكلم عن قصة حصلت خلال الحرب العالمية الثانية عن بطولة قناص في الجيش السوفييتي يسمى "فاسيلي زايتسيف" والذي أصبح بطلا قوميا وأسطورة تتناقلها الأجيال.

 

"فاسيلي" الذي استدعاه الجيش السوفيتي كغيره من الشباب لقتال الغازي النازي، تاركين خلفهم حياتهم وزوجاتهم وأحبابهم، كان يعلم أنه سيذهب في رحلة قد تكون الأخيرة له، حيث لم يعد من الحرب إلا قلة قليلة جدا؛ حرب خلفت ملايين الضحايا وطحنت الأخضر واليابس.

 

في ساحة المعركة، استل "فاسيلي" السلاح وأخذ يرمي على مجموعة معادية فأرداهم جميعا قتلى، من حينها بدأت صحيفة "الجيش الأحمر" تكتب، وبشكل يومي، يومي عن بطولات "فاسيلي زايتسيف"وتنشر صوره، مع تقارير عن عدد من قتلهم من الضباط الألمان مما حوله إلى بطل أسطوري لدي السوفييت، وأصبح "فاسيلي"هو أمل المدينة المحتلة (ستالينغراد) بل وأمل الجيش الأحمر.

 

أكثر ما شدني في هذا الفلم (الضابط السياسي) الذي اكتشف "فاسيلي"ومن ثم أصبح صديقه المقرب، ومن حينها أخذ يكتب عنه قصص وروايات البطولة، حيث كان له مادة يومية دسمة لعرضها على أبناء الشعب الروسي بشكل عام، وعلى المقاتلين المتواجدين على الجبهة بشكل خاص، من أجل أن يستمدوا منه العزيمة والإصرار.

 

هذا الضابط رفع صوته عاليا مخالفا جميع زملائه، عندما طالبهم قائدهم الميداني بإيجاد أمر ما يدفع المقاتل السوفييتي للصمود والمقاومة، حيث اقترح بعضهم معاقبة وطرد ذوي المقاتلين الفارين من أرض المعركة، وبعضهم اقترح إعدامهم ميدانيا، في حين قال الضابط السياسي "أعطيهم الأمل وارفع لهم معنوياتهم."


كان هدف (الضابط السياسي الذي يعمل في مكتبه) إبقاء "فاسيلي" رمزا للمقاومة والبطولة من خلال عرض بطولاته للمقاتلين، وتعظيم أفعال"فاسيلي" أمام"فاسيلي" نفسه حتى رأى نفسه بطلا مقاوما سيكون انتصار الأمة السوفيتية على يديه.

 

"فاسيلي" ذاك القناص الذي ما خابت طلقاته أبدا، والذي قتل من النازيين حتى أصبحت أرقام قتلاهم الذين يسقطون على يديه مجرد حدث يتكرر يوميا، كان رمزا للمقاومة والصمود في ملحمة عظيمة، لكنه لم يكن البطل الوحيد في هذه الحرب بل كان هناك أقله المئات من الأبطال على امتداد ساحات المعركة.

 

وكما كان "فاسيلي" الأمل والصمود والرمز، كان الضابط السياسي سبب من أسباب انتصار السوفييت على النازيين، حيث تمكن من تحويل مقاتل بارع إلى بطل لا يهزم، كما ساهم بإيصال هذه المعنويات والمشاعر إلى كل مقاتل على الجبهة ليخلق بذلك أبطالا جددا يتشاركون في صناعة النصر الذي تحقق فيما بعد، نصر كتبه التاريخ وتعلمته أجيال وأجيال حتى أمست ملحمة انتقلت من الصمود والمقاومة إلى انتصار عظيم اسمه "انتصار ستالينغراد".
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=50145