وجهات نظر

باختصار : السيادة السورية

زهير ماجد


الإعلام تايم- الوطن العمانية

 

هؤلاء فتحوا على أنفسهم بابا لن يغلق ، أولهم اميركي أخطأ الهدف في اللحظة المضادة له، والثاني التركي الذي علق في فخ عفرين رغم أنه أعلن على لسان رئيس وزرائه بن علي يلدريم أن ثلاثين كيلومتراً بعداً عن الحدود هو المطلوب، بمعنى أن كل هذه الحرب من أجل حزام أمني أو مجال عازل. وأما الثالث فهو الكردي في المجال الأميركي الذي صار على مشرحة لن يعرف فيها متى يتم اخراجه من اللعبة أو متى قتله.

 

نقول هذا على أمل أن لا يكون الروسي له حسابات الخاصة في تلك المنطقة الساخنة والمفتوحة على سخونة أكثر ، مما سمح لهذا اللعب الواضح الأبعاد بتحقيق غاياته، أم أن الروسي يعرف الفخ الذي نصب للأميركي والتركي فتركهما يدفعان ثمناً باهظاً.

 

كل ذلك يحدث ضد السيادة السورية، دقة الحدث أن السوري واقف يتأمل، ومن ضرورات العمل السياسي أو العسكري في حالة دقيقة كهذه، أن يتنبه الى مخاطر أية خطوة ، لابد من فهم موقف الحلفاء وكيفيته في هذه الظروف، كما لابد من دراسة جديدة لواقع جديد بات عنصراً أساسيا في المعادلة التي ربما كانت فجائية، وهي عادة أميركية على كل حال ، لكن النص التركي كان واضحاً تماماً وليس فيه ما يستره.

 

لن تقوى قوة على السيادة السورية .. هي أمانة الحريص على تحقيق غاياتها مهما كلف ذلك .. ففي الوقت الذي تشتبك فيه المفاهيم بالمواقع، يظل الجيش العربي السوري على تقدمه في أرياف ومدن وقرى دون أن تتأثر وتائر تقدمه، بل بالعكس فهو يتقدم غير آبه باللعبة الدائرة التي يراها بعين الغضب، بل بدأت خططه تدخل الصورة وهو صاحب الأرض ومالك الوطن والأقدر على طي الصفحات السوداء مهما كانت التكلفة، وهو قد دفع آلاف الشهداء فلن يبخل بعدها على إعادة حق مختطف الى صورته الاولى.

 

السيادة السورية تحرير بالدرجة الاولى .. من قال أن الأميركي المتغطرس ليس خائفاً من أية خطوة سورية، وأن التركي ليس مستعجلاً لطي صفحة من أجل أن لا يكرس واقعاً يحوله الى محتل، وإن فعلها فسيرجم بكل الطرق التي تصون الأرض السورية وتحميها من عبثه.

 

هي السيادة السورية، والتاريخ يدخل مرة واحدة، ثم من قال أن المصاعب ليست في حسابات القيادة السورية التي تقرأ جيداً كل آخر مهما كانت عظمته .. الكل على أرض غير المحتل غاشم، تجوز عليه حرب لا هوادة فيها .. وباختصار الاختصار، سيأتي يوم يتم فيه انقاذ هذا المحتل من إرباكات سقوطه اليومي في فعل التحرير الذي هو اقنوم السيادة السورية.

 

ليست أميركا مغفلة ولا تركيا أيضاً، الطرفان يعرفان أي فعل وجرم يرتكبان، وأي منزلق ينتظرهما، وكيف ستتحول قواتهما الى السقوط في الفخ الذي رسمانه هما بأنفسهما. هنا فقط ، سيادة واحدة لا يمكن النقاش حولها ولا التنازل عنها قيد أنملة ولا القبول في التفاوض أبداً بشأنها . أنها قداسة الأرض وما تعنيه.

 

سوف يتذكر الكردي أنه سقط في الحضن الاميركي الذي لا قاع له ولا صاحب .. ألم يقرأ العديد من الأميركيين وفي طليعتهم المهندس السياسي الأكبر كيسنجر الذي قال وردد أن صداقة اميركا مشكلة وعدواتها كارثة ! .. وهو بالتالي واقع الآن في المطب الاول ، واذا أراد التخلص سيكون المطب الثاني بانتظاره.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=50051