وجهات نظر

القنابل الموقوته في خطاب ترشح عنان للرئاسة المصرية!

الدكتور جمال المنشاوي


الإعلام تايم-رأي اليوم

 

يبدو أن الأيام القادمة في مصر ستكون حُبلي بأحداث جسام وتطورات مثيره في الوضع السياسي العام وفيما يخص انتخابات الرئاسة علي الخصوص, فبعد الترشح الدراماتيكي لأحمد شفيق وما تخلله من أحداث انتهت بتنازل بطعم العلقم لأتباعه ومؤيديه ومعارضي السيسي من كل الاتجاهات ,مما أصاب الجميع بحالة من اليأس في وجود مرشح قوي يستطيع منافسة السيسي في الانتخابات القادمة ,إذا بالفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش المصري السابق يلقي مفاجأة من العيار الثقيل بإعلانه الترشح لرئاسة الجمهورية كمنافس قوي للسيسي.

 

وترشح عنان يمثل صدمه قويه للسيسي لأنه ابن المؤسسة العسكرية التي يعشقها الشعب المصري ويحتمون بها عند الملمات, ووصل للرجل الثاني في ترتيب قيادات الجيش المصري ,وكان قائدا للسيسي الذي كان رئيس المخابرات الحربية وقتذاك ,وله شعبيه قويه هو والفريق طنطاوي داخل أفراد القوات المسلحة وقياداتها بحكم خدمته الطويلة وتوليه أعلى المناصب فيها ,وعاصر أحداثا جسام  وخطيره في تاريخ مصر تمثلت في قيام ثورة 25يناير وإدارته للمشهد وقتها حتى انتهى بتنحي مبارك حتي إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي انتهت بتولي مرسي الرئاسه والذي أقاله هو وطنطاوي فيما بعد ويقال أنه كان بالتعاون مع السيسي ليصعد لسدة القيادة, إذن فالرجل ذو خبره عسكريه كبيره أضاف لها خبره سياسيه بوجوده في قلب أحداث جسيمه وضخمه ووجوده بقرب داهيه سياسيه وقتها تتمثل في اللواء عمرسليمان وتعامله مع كافة الاتجاهات السياسية وقتها مثل شباب الثورة وجماعة الإخوان والسلفيين والأناركيين والشيوعيين مما كوّن لديه خبره ومعرفه بطريقة تفكير الجميع.

هذا كله ينفي عنه فقد القدرة والسيطرة علي مقاليد الأمور والتحكم في مفاصل الدولة بحكم تاريخه الذي استعرضناه سابقاً, بحيث لو تولي لا تستطيع الأجهزة المتنفذة كالجيش والشرطة والقضاء والإعلام محاربته وتعطيل سلطاته كما حدث مع مرسي أو مع خالد علي لو نجح في الانتخابات, وبهذه المقدمة نستطيع الدخول إلي لب الموضوع وهو خطاب الترشح الذي ألقاه الفريق عنان أمس وفجر فيه مجموعه من القنابل سريعة الانشطار منها اعتبار ترشحه ( واجب قومي لإنقاذ الدولة المصرية التي هي دولة البشر وليس دولة الحجر) في إسقاط ظاهر علي اهتمام السيسي بمشاريع انشائية عملاقه تستنفز ميزانية البلاد وتؤثر علي حياة الناس بالسلب وقد لا يكون هذا وقتها كبناء العاصمة الإداريه الجديدة ..

في مقابل حاجة الناس للطعام والشراب والصحة والتعليم والسكن والذي تدهورت أحوالهم في هذه الجوانب بصورة كبيره بعد تعويم الجنيه المصري والارتفاع المستمر في الأسعار والذي يهدد حياة الناس بصورة فعليه, ووصف ألأمر والواقع الفعلي الآن( بالكبوه والتدهور), ومنها أيضا إشارته للشعب بالشعب المصري (السيد) مما يعطي تفعيلاً لمباد ئ الدستور من حيث سيادة الشعب, ومنها تنبيهه  لخطورة الإرهاب والإشاره الى الأوضاع المعيشيه السيئه وهو ما يحاول السيسي تلاشيه وتوصيل رساله للناس أن ما يعانون منه نوع من الإنجاز والإعجاز, وكان من أخطر إشاراته (تآكل قدرة الدولة المصرية في مواجهه مشاكل الأرض والمياه والموارد البشرية!).

فالأرض تعني التفريط في جزيرتي تيران وصنافير للسعودية في سابقه لم تحدث في تاريخ مصر وجيشها الذي كانت حروبه كلها للدفاع عن الأرض وهو كرجل عسكري يدرك خطورة ذلك من ناحية الشرف العسكري, والمياة تعني التراخي والتساهل والغفله في إتفاقات سد النهضه الأثيوبي وتوقيع إتفاقية النوايا الحسنه سنه 2015 بالخرطوم دون إلزام الجانب الأثيوبي بشيء وهو ما يهدد حياة المصريين وشريان معيشتهم بالمعني الحرفي للكلمة, كذلك اعتراضه علي تغلغل الجيش في الحياة المدنية بكل أطيافها ,بناء مقاولات استيراد تصدير مناقصات مما ساهم في إغلاق الباب أمام القطاع المدني للتحرك ولو بصورة ضعيفة مما يعد عسكره تامه للبلاد بما يشكله من خطر وانحراف الجيش عن مهمته الأساسيه ,تركيزه علي الفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية في ظل حالة التغول الغير مسبوق من السلطة التنفيذية ممثلة في السيسي علي بقية السلطات فمجلس النواب تم تكوينه بأعين المخابرات فصار طيعاً هيناً ليناً يفعل ما يريده السيسي لدرجة أنه فرط في تيران وصنافير بعد أن حافظ عليهما الحكم القضائي النهائي من أعلي محكمه اداريه بالبلاد!.

كذلك تدخل السيسي في ترشيح رؤساء الهيئات القضائية وإصداره قوانين تعطي له هذا الحق بما ينفي مبدأ الفصل بين السلطات حسب الدستور, إشارته إلى الحريه والتعدديه التي أصابها الجمود والإحباط والخوف بعد سيطرة الأجهزه الأمنيه علي كل هذه المجالات التي يتحرك فيها المجتمع المدني بأحزابه وإعلامه بصحافته وقنواته ومواقعه الالكترونيه التي تعاني من الكبت والتضييق والحجب والإغلاق, تعيينه للمستشار هشام جنينه رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات والذي أقاله السيسي بالمخالفة للقانون لإعلانه أن الفساد وصل ل600مليار جنيه وهو ما أشار السيسي لأكثر من هذا الرقم بعد ذلك نائباً له لشؤن حقوق الإنسان ومقاومة الفساد في إشاره معنويه لتركيزه علي هذين الملفين وتحدياً للسيسي بإعادة الاعتبار للرجل, والثاني تعيين الدكتور حازم حسني نائبا سياسيا له ومتحدثا رسميا باسمه وهو اختيار ينم عن احترامه لأهل التخصص وتقديمهم في مجالهم كما كان يفعل مبارك من تقديم أسامه الباز في الأمور السياسية وبخلاف السيسي الذي يعتمد ويثق برجال الجيش فقط حتي في الأمور السياسية كما يظهر للعيان, كذلك دعوته أجهزة الدولة للحياد وقت الانتخابات وعدم الانحياز للسيسي الذي لا يعدو كما قال مرشحاً محتملاً للرئاسة وقد يفقد منصبه بعد 3 شهور وهي دعوة لو استجابت لها أجهزة الدولة وهو أمر غير متوقع لأتت الانتخابات بنتائج غير متوقعه وقد تكون صادمه للسيسي وأجهزته.

كما قلنا لو سارت الأمور كما هي ظاهره ألآن فأن الشأن المصري قد ينقلب رأساً علي عقب لأن عنان ليس بالمرشح السهل وسيحظى بتأييد كثير من معارضي السيسي وراغبي التغيير الذي يعتقدون أنه قد قسا بما فيه الكفاية علي الشعب المصري بقوانينه الاقتصادية التي أصابت الشعب بالفقر, وكذلك سيصوت له من يريدون عقاب السيسي وتصفية الحسابات معه كجماعة الإخوان التي تعتبر السيسي عدوها اللدود وعندها ثأر معه ,وقد تجدها فرصه للتفاهم مع عنان علي ملفات قابله للبحث والحل مثل ملفات المعتقلين وأحكام الإعدام وعودة الجماعة للعمل العام وخلافه, الأيام كما قلت حبلي بالأحداث الجسام ومن عاش 4شهور أخرى سيري العجب العجاب!

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=50017