تحقيقات وتقارير

"العين حق".. فاحذروا سهامها!!


الاعلام تايم _ رشا غانم


"أنا اليوم مارح اقدر كفّي نهاري حاسة كل شي رح يصير بالغلط شفتي كيف طلعت فيني نظرتها كتير غريبة أكيد أكلت صيبة عين".


نور-شابة مثقّفة وجامعية- تُؤمن بدرجة كبيرة بالعين وبقدرتها على التّأثير بشكل سلبي على حياتها- فهي كغيرها من الكثيرين ممن يؤمنون بقدرة العين "الحاسدة" على التأثير على مصيرهن وتعطيل أشياء إيجابية عندهم.


ليلى ، ترى أنّ العين مرتبطة بالطّاقة السلبية، فبرأيها أنّ الإنسان الذي يُصيب بالعين هو شخص لديه طاقة سلبية".


تقول ليلى " عندما يأتيني إطراء من شخص في عينيه نظرة طيبة تجاهي فأنا أستطيع أن أشعر بذلك، ويكون لدّي طاقة إيجابية لكي أًكمل نهاري بصورة جميلة وعلى العكس تماماً، فعندما يأتيني تعليق يحمل بطياته حسد أو رغبة بإزعاجي ،فيتولد عندي ردة فعل سلبية مقابل هذه الطّاقة السيئة، وأشعر بأنني لن أقدر أن أكمل نهاري بالطريقة التي كنت أتمناها وأشعر بأنّ طاقة جسمي تنحط بالكامل".


تختلف وجهة نظر النّاس بشأن العين الحاسدة أو الشريرة ولكنّهم كّلهم يتفقون بأنّ للعين قدرة على التأثير عليك بشكل سلبي حتى لو بشكل طفيف ، إلاّ أنّ البعض ينحاز فيها إلى أقصى الدرجات، و يبالغ في احتسابه للعين وبتأثيرها على حياته .


تالا، بالمقابل، تعتقد أنّ تأثير العين ليس مقتصر على الشخص الحسود وإنّما حتّى الشخص المحب ممكن أن يصيب الآخرين بعينه، فليس من الضّروري، أنّ الشخص المصيب بالعين أن يكون شخص كاره لك ، وتصديق على كلام تالا، فهناك مقولات شعبية بأنّ الأم من كثرة حبها لأولادها تصيبهم بالعين، وكما يقال لا يحسد المال إلا أصحابه.


يؤمن باسل بالعين أيضاً ويقول" العين موجودة وأثرها مباشر وفيزيائي، فهناك بعض النّاس قادرين عن طريق نظرات وأشعة أعينهم أن يحدثوا تأثير مباشر، كتحطيم الأشياء ووقوع خصامات مفاجأة بين الزّوجين.


ذو الفقار يعتبر أنّ العين ليست سوى أداة بينما الدماغ هو المسؤول عن ذلك فالإصابة بالعين تعود لسبب علمي من وجهة نظره، فهي عبارة عن إرسال واستقبال إشارات من الدّماغ ، فالشخص المُصيب بالعين يقوم بإرسال إشارات من الدّماغ والشخص الآخر إمّا يستقبلها بقوّة أو أن يستطيع استيعابها.


العديد من الثقافات تؤمن بالعين الحاسدة وبقدرتها على التسبب بالإصابات أو جلب الحظ السيئ للشخص الموجهة إليه هذهِ النظرة، لأسباب عديدة قد تكون حسداً أو كراهية ويشير هذا المصطلح أيضاً، إلى قوة تصدر من أشخاص معينين تؤدي لإصابة آخرين بالعمد، والتسبب لهم بسوء الحظ عن طريق نظرة الحسد أو تمني قلة الحظ. و تعرف في اللغة الفارسية  بـالإصابة بسبب العين أو بـ (العين السّيئة) أما في اللغة التركية تعرف بـ "نزار،" وهي كلمه مشتقة من الكلمة العربية (نظر) وفي أفغانستان بـ "تشاتشيم مورا" أما في اليونانية "توماتي" و "مالديخو" بالإسبانية و مالوكيو"بالإيطالية: وأما في مجتمع الهاواي فتعرف بـ "العين النتنة".


كيف ينظر الّدين إلى موضوع الإصابة بالعين وكيف يعلًل تأثيرها؟
خطيب مسجد الإمام علي بن ابي طالب- في حي المزة بدمشق، الدكتور خالد القصير، خلال حديث معه بشأن الإصابة بالعين قال لموقع الاعلام تايم"الإصابة بالعين مرض حقيقي وتأثيره موجود". مستشهداً بما ورد في الاثرعن رسول الله صلى الله عليه و سلم: "العين حق " أي: أن ضررها كائن واقع، لا يكذبه إلا من قل حظه من العقل والشرع ومعرفة الوقائع على حقيقتها.

المشرف العام على المكتب الإعلامي في أوقاف دمشق الدكتور القصير أضاف " عقلاء الأمم- على اختلاف أديانهم- لا ينكرون تأثير العين، وإن اختلفوا في كيفية تأثيرها وسببها".. "فالعائن تنبعث من عينه قوة سمية تتصل بالمعين فيتضرر بقدر الله تعالى. ولا يستغرب هذا؛ فإن هناك نوعاً من الأفاعي إذا وقع بصرها على الإنسان هلك".


ويضيف الدكتور القصير"كم من زوجين تحولت الحياة بينهما إلى جحيم قد تنتهي بالطلاق.وكم من أب كان يعيش بين أولاده الناجحين في حياتهم، البارين بأبيهم، فدب بينهم الخلاف والقطيعة.وكم من إنسان كان يعيش في نعمة وارفة فتبدلت نعمته إلى نقمة ومسرته إلى محزنة".ومن تأمل سبب هذا التحول المفاجئ سيجد أن العيون الخبيثة الحاسدة قد أطلقت سهامها إلى تلك النعم فأصابت مقاتلها.


يؤكد د.خالد أنّ قوة أثر العين قد تأتي بسبب آخر غير الحسد، فتأتي بسبب الإعجاب، وهذا الإعجاب قد يكون بإعجاب الإنسان –ذكراً كان أو أنثى- بنفسه، أو أولاده أو زوجه أو غيره، فقد يطلق كلمة الإعجاب -من غير ذكر الله تعالى في حال غفلة- فيصيب نفسه أو غيره.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدعُ له بالبركة؛ فإن العين حق".


وأوضح أنّ هناك وسائل للوقاية من العين من أهمها ذكر الله تعالى والاستعاذة به من شر العيون الخبيثة.

والعين هو نظر باستحسان أو بغض فتنبعث جواهر لطيفة غير مرئية من عين العائن لتتصل بالمعيون فيحصل الضرر ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية ، فالغريب بالموضوع أنّه  قد يكون أعمى، فيوصف له الشيء ، فتؤثر نفسه فيه، وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطئه تارة، فإن صادفته مكشوفا لا وقاية عليه أثرت فيه وإن صادفته حذرا شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام لم تؤثر فيه وربما ردت السهام على صاحبها.


أمّا عن التفسير العلمي للعين وتأثيرها فلم يختلف أبداً عن تفسير الدين لها، ولقد ميز الياباني "هيروشي موتوياما" بين الشخص العادي والشخص غير العادي بأن الأخير لديه قدرة وطاقة نفسية داخلية تجعله صاحب عين ضارة. واستطاع أن يصمم أجهزة دقيقة لقياس الطاقة أثبت أن هناك انبعاثاً للطاقة من جسد هذا الشخص، هي التي تسبب التأثير على الشخص العادي.


ويضيف موتوياما، أن الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة فيمكنهم إيقاظ انبعاث تلك الطاقة ذات الشفرة الخاصة عن طريق التركيز، أو أثناء انفعالاتهم الداخلية الناتجة عن حالة نفسية غير مستقرة نتيجة تمني زوال النعمة وعدم الرضا النفسي، لتؤثر على الشخص المصاب بالعين فتفسد انسياب الطاقة في جهازه العصبي أو غيره.


رغم أن العين لها الاثر السلبي الكبير، لكن علينا أن نؤمن بأنّ قدرة الله هي أقوى من أي عين حاسدة أو شريرة.. ولا ندخر أي وقاية ممكنة من هذا الداء الخطير.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=49870