تحقيقات وتقارير

مدير هيئة الطب الشرعي لموقع الاعلام تايم: مستمرون بعملنا لكشف إجرام الارهابيين


الاعلام تايم _ مارينيت رحال


لن ينسى السوريون صباحات كانت الشمس تلقي خيوطها الذهبية على شجر الياسمين و النارنج في سورية، كما لن ينسوا من جعل ألوان تلك الخيوط تتحول من اللون الذهبي الاشقر الى اللون الاحمر القاتم، بعد بدء ماسمي "الثورة" في أجندات أناس خرجوا ليخربوا ويدمروا ويقتلوا الشمس وألوانها، ويقتلون الانسان، فكانت الدولارات التي جاءتهم على حين غفلة تساوي أرواح أبرياء وماعليهم الا أن يضغطوا زر الاطلاق لقذائف حقدهم على أحياء دمشق الامنة.


دمشق الياسمين.. دمشق الحضارة والتاريخ والشعب الطيب، وبعد سنوات سبع عجاف ارتوت فيها سورية من ثدي الغدر والمؤامرات واللاإنسانية الدولية،  تحكي أشجار الياسمين و النارنج حكايات وقصص، عن مصاب أو  شهيد وهي مشدوهة من هول ما رأت، بعد أن اختلط مع عبقها رائحة البارود و شظايا قذائف الغدر.. معاناة عاشها و لا زال  يعيشها الشعب السوري الذي قدم الاف الشهداء.. سلاح أعمى لا يعرف صغيرا أو كبيرا وحتى الرضيع لم يسلم منه.


  وفي هلوسة الانتظار هنا وهناك، لا تستطيع أن ترصد الا بعض مخلفات القذائف على الارصفة و أسطح الابنية  وعبثية الأشياء التي خلفتها الحرب، ففي سورية التي بذلت ومازالت تبذل كل جهد لتحسين مستوى معيشة مواطنها، وحصلت على مراتب عالمية أولى حيث الامان والسلام والازدهار في مجالات الحياة كافة، كان رد الجميل استهداف أمنها وسلامها وبنيتها التحتية بالتخريب والتدمير.


مدير عام الهيئة العامة للطب الشرعي  الدكتور زاهر حجو، أكد على وجود معاناة  رهيبة للطب الشرعي فقد كانت موجودة قبل الازمة و تفاقمت بشكل كارثي أثناءها لانخفاض عدد الاطباء الشرعيين في سورية من 150 طبيب الى 56 طبيب و يعود السبب الى الضغط النفسي و الجسدي الكبير الذي يتعرض له الطبيب الشرعي و عدم وجود حماية قانونية له  أثناء قيامه بعمله.


وفي لقاء خاص لموقع "الاعلام تايم"، تحدث حجو عن نقلة نوعية ستتم هذا العام من خلال بدء العمل بمخبر البصمة الوراثية DNA بما يضمن نجاح عملية الاستعراف عن الاف الجثث مجهولة الهوية، ويضيف "هذا أقل واجب اتجاه الشهداء و ذويهم".


واعتبر حجو أن موضوع الاستعراف  إنساني و أخلاقي قبل كونه طب شرعي، مضيفاً أن الطب الشرعي على ارتباط وثيق بالنظام القانوني للبلد المعني، و قد أدى خلال الازمة الحالية في سورية دورا مهما و حاسما لكشف إجرام المجموعات الارهابية و فضح جرائمها حيث سجل  أكثر من 100 الف إصابة و أكثر من 20 الف مصاب بعجز دائم كلي أو جزئي و أكثر من أربعين ألف شهيد في المدن الرئيسية (دمشق _حلب _حمص _ اللاذقية )  كان لدمشق الحصة الاكبر حيث سجلت 18 الف  شهيد ضحايا القذائف و القنص و في حلب 13200 شهيد  و في حمص 9750 شهيد، و أما في اللاذقية 1730 شهيد الى  الان.


و ختم حجو قائلا ":رغم قيام المجموعات الارهابية بتخريب معظم مراكز مؤسسات الطب الشرعي الا أن الاطباء استطاعوا توثيق كل الحالات و الحوادث الحاصلة و خاصة حالات الانتهاكات الجنسية بحق مواطنات سوريات كما تم توثيق حالات لسرقة أعضاء قام بها إرهابيون بالتعاون مع جهات علمية متقدمة في دول الجوار"" .

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=49841