نافذة على الصحافة

لماذا نقل الرئيس البشير البندقية من الكتف السعودي إلى الأردوغاني؟


الإعلام تايم - صحافة


كتب موقع "رأي اليوم" أن الرئيس الرئيس السوداني عمر البشير يتعرض هذهِ الأيّام إلى حملة انتقادات شرسة من بعض الوسائِط الإعلاميّة السعوديّة، وَصل بعضها إلى درجةِ معايرته بنكران الجميل السعودي الذي تمثّل في القِيام بجُهود كبيرة لدى الأُمم المتحدة وواشنطن لرَفع العُقوبات المَفروضة على السودان.


الحملة هذه تأتي بسبب التقارب الكبير المتنامي حاليًّا بين الرئيس البشير والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتَوقيع الجانبين، أثناء زِيارة الأخير للخَرطوم، عِدّة اتفاقيّاتِ تعاون اقتصادي، أبرزها َنح تركيا جزيرة "سواكن" على شواطِئ البحر الأحمر قبالة السّواحل السعوديّة، لاستثمارها اقتصاديًّا.


و تابع "رأي اليوم " أن السعوديون، وحسب ما يرد من مقالات في إعلامِهم الحكومي يرون أن الوجود التركي في جزيرة "سواكن" الذي تشير أنباء غير مؤكّدة أنّه قد يَتطوّر إلى وجود عسكري، قد يَكون موجهًا للمشاغبة على بِلادهم.
و تابعت "رأي اليوم" ما يمكن استخلاصه، من خلال قراءة ما بين السطور، أن الرئيس السوداني أُصيب بخيبة أمل لعدم إيفاء حليفه السعودي الجديد بالعديد من الوعود بالدّعم الاقتصادي، لإخراج بِلاده من أزماتِها، ولهذا قَرّر الانتقال إلى المعسكر التركي الروسي.


الرئيس البشير، بات في الفترةِ الأخيرة أكثر تأثّرًا بالمدرسةِ “البرغماتيّة” الأردوغانيّة، حسب وَصفه لها، أي نَسج التّحالفات حسب مَصالح بلاده، ويمكن القَول أيضا أنّه شعر بالكثير من الغربة عندما انتقل من المعسكر الروسي التركي الإيراني إلى المعسكر الأمريكي السعودي، وقَرّر تصحيح هذا الخطأ في الأيّام الماضية، بالعودة إلى حاضِنته الطبيعيّة مِثلما قال مسؤول سودانيّ قَريب من البَشير لـ"رأي اليوم".


وقال "رأي اليوم" من يتابع خِطاب الرئيس البشير الذي ألقاه بمناسبة الذّكرى الـ62 لاستقال بِلاده يلمس تجسيدًا لهذهِ الحقيقة، حيث أشاد بالاتفاق الشّامل على تعاون استراتيجي مع كُل من روسيا وتركيا ونَدّد بالحِصار الأمريكي المَفروض على بِلاده مُنذ عشرين عام"


و حسب  "رأي اليوم" أن  المشكلة الأكبر التي ستواجه الرئيس البشير في العام الجديد، ليست مع السعوديّة وحدها، وإنّما أيضًا مع مصر التي سترى في هذا التغلغل الاقتصاديّ والعسكريّ التركيّ في ساحتِها الجنوبيّة تهديدًا استراتيجيًّا لها، ومُحاولةً لتَقويض مصالِحها، وفَتح جَبهات استنزاف ضِدها.


و خلص الموقع أن الرئيس أردوغان ضرب ضربته العربيّة الأفريقيّة، وجذب السودان إلى معسكَره، مثلما فَعل مع دول أُخرى في الجوار المصري مثل تشاد والصّومال، وربما تونس أيضًا، ولا نستبعد أن يكون تحرّكه القادم في اليمن، فالبَحر الأحمر يوشك أن يتحوّل إلى بحيرة تركيّة، فلا أحد يستطيع أن يتنبّأ بخَطوات أردوغان المُقبلة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=49709