تحقيقات وتقارير

لا يسعها تقرير مكتوب.. إنجازات الجيش في 2017 لاتعد ولاتحصى


الاعلام تايم _ رنا موالدي


على مدى السنة الماضية كنا أمام نصر حلب الذي هيأ لانطلاق مسار سياسي جديد بدايةً بتوجيه ضربة قاصمة للمشروع الأردوغاني وكسر شوكة تركيا، و تالياً بتحضير الأجواء لدخول سورية والمنطقة في مرحلة تحولات جيوسياسية وهو الناتج الجغرافي الذي نعيشه الآن لجهة إطلاق معارك التحرير باتجاهاتها المختلفة والتحولات الكبيرة في المواقف التي أطلقت الحرب على سورية.


من هنا كانت متابعة عمليات الجيش السوري التي أخذت وتيرة متسارعة في 2017 شيء.. و أن تقوم بجردة حساب شيء آخر تماماً، حيث أن تلك الانجازات سجلها الجيش في ظروف أقل ما يقال عنها معقدة و صعبة للغاية كون الساحة تكتظ بعشرات التنظيمات الإرهابية من "داعش" و "جبهة النصرة" و غيرهما الكثير.


ففي  آذار أعلنت القيادة العامة للجيش استعادة  مدينة تدمر والمناطق المحيطة بها بعد سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة ليشكل تحرير المدينة من جديد مرحلة مفصلية في الحرب على الارهاب، فهذه المنطقة هي عقدة الوسط في الجغرافيا المشرفة على عدة مناطق من حدود العراق الى الحدود اللبنانية ومن دير الزور والرقة الى الحدود الأردنية، لذلك فإن نتائج معركة تدمر لا تحتسب بالكيلومترات التي طهرها الجيش بل بالنتائج الاستراتيجية للمعركة على كل المستويات.


أما في العاصمة  دمشق و تحديداً في أيار  و على وقع تتالي الانتصارات والنجاح الميداني بدأ الجيش  تطهير أحياء  تشرين وبرزة والقابون من العبوات الناسفة والألغام بعد استسلام وخروج المجموعات المسلحة منه وتم فتح الطريق بين برزة ومحيطها في دمشق وعادت الكثير من الخدمات إلى تلك الاحياء بما يتناسب مع  واقع  عودة الاهالي.


هو واقع  برزة وقبله كان  داريا و  الزبداني وكان مضايا تنفيذاً لما اصطلح على تسميته باتفاق الفوعة كفريا والزبداني مضايا والذي قضى بخروج قرابة 8000 مواطن من الفوعة وكفريا في ريف إدلب الشمالي والتي ضرب المثل في صبرهما على معاناة الحصار الخانق الذي فرض عليهما طوال عامين متتاليين في ظل حرب مفتوحة شنتها المجموعات المسلحة  حيث لم يخل يوم  من قصف أو قنص أو محاولة اقتحام على المحاور المختلفة في محيط البلدتين.
كما تم في  أيار أيضاً  إعلان مدينة حمص آمنة  وذلك بعد إخلاء حي الوعر وخروج المسلحين تزامن ذلك مع اعلان الجيش العربي السوري تقدمه في ريف السويداء الشرقي على الحدود مع الأردن، معلناً سيطرته على سد الزلف وظهرة أم السلاسل والعيثة ومركز البحوث العلمية، وفي اليوم الـ 24  من أيار كان تحرير مطار الجراح العسكري والقرى المحيطة به في ريف حلب الشرقي.


و بالانتقال الى غرب مدينة دمشق كان لوداي  بردى حصته من أحداث 2017 و الذي تحول من منطقة سياحية و مصيف، إلى مرتع للمسلحين حيث تم تعطيل عمله بشكل كامل خلال تواجد المسلحين فيه، و توقفت جميع منشآته السياحية حول النهر.


في تلك البلدة المغذية للعاصمة دمشق بمياه الشرب، وضع ارهابيو النصرة ثقل عملياتهم الإجرامية، حيث فخخوا النبع بعدد هائل من العبوات الناسفة ما حتم على الجيش التريث في التقدم، ريثما توضع الخطط المناسبة لظروف معركة حاسمة من هذا النوع،  الى أن جاء القرار أخيرا واتخذت الإجراءات بقطع جميع الطرقات التفاوضية على المسلحين بعملية شبهها قادة الميدان بأنها عملية جراحة دقيقة ليتم  فعلاً وبطريقة احترافية، منع المسلحين من تفجير النبع بعد سد كافة المنافذ عليهم  إلى أن اكتملت عملية تطهير البلدة بنجاح والتي  جمعت بين دقة الرمايات المركزة على مخابئ المسلحين ومقارهم من جهة و دقة التسلل والاقتحام من جهة أخرى، ما نتج عنه تحرير مساحة لا تقل عن 400 كيلومتر مربع من المنطقة.


الجيش الذي سيطر على مساحات واسعة  ضم خلالها المدن الكبرى وطرق الربط بينها  من مناطق النفط كان أبرزها تحرير مدينة دير الزور في سياق حرب يخوضها، منذ آذار 2011،  فبعد سلسلة من العمليات الدقيقة تم تحرير  دير الزور بالكامل وإنهاء أسطورة تنظيم "داعش"  التي صنعها الأميركي وأعوانه في المنطقة وحاولوا أن يرهبوا بها الدول والقوى المعارضة للهيمنة الاستعمارية والمقاومة للاحتلال الصهيوني.


أما بالنسبة لمحور الغوطة الغربية فإن العمليات العسكرية المستمرة  للجيش هناك أدت إلى استعادته  لتلال هامة ومرتفعات استراتيجية أبرزها تلال المفتول والبردعيا المشرفتين على بيت جن ومغر المير الأمر الذي أدى لحصار مسلحي "النصرة" بشكل كامل وإعلان استسلامهم" حيث تم بموجب اتفاق  ترحيل قادة ومسلحي "النصرة" إلى إدلب مع عائلاتهم في حين تبقى مدينة درعا وجهة غير محسومة بالنسبة لباقي المسلحين المتحالفين مع جبهة النصرة.. وسيتم بموجب الاتفاق نفسه تسليم كامل قرى جبل الشيخ للجيش لتعود دوائر الدولة إليها فيما بعد، يعقب ذلك دخول المهجرين من أهالي تلك القرى إلى بيوتهم بعد إنهاء عمليات تمشيط الجيش للمنطقة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها مسلحو النصرة أثناء المعارك لينهي الجيش بذلك وجود الفصائل المسلحة في منطقة جبل الشيخ وبالتالي كامل الغوطة الغربية للعاصمة.


بعد سنة كاملة من انتصارات متتالية لا تحصى بتقرير واحد يمكن القول إن الجيش السوري حقق  تحولات مفصلية ويوشك على إنهاء تنظيم داعش وهو ما سيحقق للجيش احتياطياً كبيراً في القوى والوسائط القتالية ليوظف في المواجهات القادمة إذا ما وصلت اتفاقيات مناطق خفض التصعيد إلى طريق مسدود، وهو ما يمكن أن يشكل ضغوطاً على الجماعات الإرهابية وداعميها  بالنظر إلى تعاظم قوة الجيش بعد إنهاء داعش الإرهابي.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=49667