وجهات نظر

من منا يعيش العيد بمعناه الحقيقي؟

منال أيوب


الإعلام تايم-الديار

 

مرّ العيد بسلام، مرّ مثل كل عام من دون أن يترك وراءه إلا ولادة المخلّص الذي يولد في بعض القلوب من جديد، ليزيل منها الحقد والضّغينة والحزن والكآبة والأسى. 

 

مرّ العيد بسلام، لكن كنا نريد أن يمرّ بطريقة تمسّ بصميم روحانية العيد، وتصيب الهدف الرئيسي لهذا العيد المجيد.

 

تزيّنت الشّوارع والأحياء والمنازل، وملأت الأضواء القرى والمدن، تحضّر الجميع لاستقبال العيد واشتروا الهدايا والملابس والمأكولات الفاخرة... وصل بابا نويل، وقدّم الهدايا للناس، وزرع البسمة على وجوه الأولاد الذين يحصلون على الهدايا في أسخف الظّروف ولعشرات المرّات خلال السنة الواحدة، ولا فقط في عيد الميلاد.

 

مرّ العيد، وقد ترى أن أكثريّة الناس تتفاجأ بقدوم العيد، وبمروره من دون الشّعور والإحساس به، وهذا ما نخاف منه! في حين ترى البعض الآخر يعيش العيد بسلام ويشعر بدوره الجميل وبزرعه البسمة على الوجوه.

 

من تربّى على الهدف الحقيقي للعيد، هو الذي سيعيش كل عمره فرحاً بقدوم العيد، وسوف يشعر بالتغيير في حياته عندما يولد المخلّص فيه من جديد، ليزيل من قلبه الحقد والألم والتّعب وكل الأمور المزعجة التي تؤثّر سلباً على حياة أي شخص.

 

ومن تربّى على الأهداف الثانوية للعيد، وبأن العيد ليس إلّا هدايا باهظة، وعشاء ملكي، أو رحلة سفر للترفيه والتسلية... ستزول من داخله بهجة العيد سنة بعد سنة ومع التقدّم في العمر.

 

العيد هو التّجدد والولادة من جديد، هو تصفية القلوب ومساعدة الفقير بدلاً من إهداء الهدايا الثمينة التي يمكن أن تزرع البسمة على وجوه عشرات الأطفال الذين يعيشون الجوع والفقر ويدهسون حفاة على الأرض.

 

لم تكن المظاهر يوماً هي الأساس في الأعياد، ولم تكن الهدايا هي الهدف في الأعياد، المهمّ في العيد أن نكون أشخاصاً قابلين لولادة جديدة لنعرف قيمة العيد الحقيقية ولنعيش الفرحة الحقيقية، ونُفرح كل شخص بحاجة لهذه الفرحة ليقضي على الحرقة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=49632