وجهات نظر

موسم صيد الغزلان في فلسطين .. شكرا للمطبعين


الإعلام تايم- مقالات وآراء

 

لو كنت اسرائيليا لتسليت بالصيد في الضفة الغربية .. انه موسم الصيد بعد الربيع .. صيد البط أو صيد الغزلان .. أو صيد الشبان .. لو كنت اسرائيليا فإنني سأركب سيارتي الجيب كما كل الصيادين المحترفين .. وأكمن لطريدتي الفلسطينية أو (الصيدة) كما ورد في قاموس بن جاسم السياسي وزير الربيع العربي الاسلامي الذي كان صاحب اكتشاف مصطلح (نحن نعاج يااعزائي) .. وعندما تصبح (الصيدة) في المدى المجدي لسيارتي انطلق بسرعة هائلة مفاجئة كما ينطلق الوحش السريع ليسقط (الصيدة) أرضا .. وعندما يسقط الغزال الفلسطيني جريحا ومضرجا بدمه أنهشه وهو حي .. وهو يقاوم جريحا واضعه في سيارة الجيب رغم آلامه وأفترسه وهو حي ..

 

في مشهد قاس يعرضه هذا الفيديو فان الجنود الاسرائيليين كمنوا للشبان الفلسطينيين ثم اندفعوا بسيارتهم بسرعة الى أن صدموا أحدهم دون اكتراث بحياته .. وكان من الواضح أن غايتهم سحقه بالسيارة غير أبهين .. ولكن السيارة لم تتمكن من الاندفاع بسبب عائق أمامها بعد أن صدمت الشاب .. وبعد أن اصطاد الجنود الشاب الفلسطيني أو الغزال الفلسطيني الرشيق الذي سقط جريحاً .. تكالبوا عليه كالضباع أو الكلاب البرية ووضعوا أقدامهم على رأسه و بدؤوا بنهشه حياً ..

 

مشهد لا تراه الا في حقول السافانا الافريقية في برامج الحيوانات المفترسة حيث الضواري تفتك بأجمل الغزلان والظباء .. وأنا عندما رأيت هذا المشهد في فلسطين لم أجده يشبه الا مشهداً قاسياً من عالم الحيوان عندما تهاجم كلاب برية غزالاً وحيداً .. وتفتك به بوحشية وهو جريح .. ورغم جراحه فإنه ينهض ويقاوم .. في تداخل المشهدين فإن الكلاب البرية التي تتكاثر على الغزال الجريح الذي يقاتل وهو أعزل كأنها في الضفة الغربية وليس في أفريقيا .. الفلسطينيون العزل يقاتلون بلحمهم العاري وأمعائهم وهم ينزفون .. والكلاب حولهم واثقة الخطى وعلى يقين أن لا نجدة ستأتي .. لا من العرب ولا من المسلمين .. لن أعتذر عن قسوة المشهد لأن المشهد الفلسطيني أكثر قسوة .. وبلادة العرب والمسلمين أكثر قسوة من كل شيء

 

https://www.youtube.com/watch?v=zgu6TXp1kxM

 

المشهد في فلسطين يشبه ما يحدث في حقول السافانا ولا داعي بعد اليوم للسفر الى أفريقيا لاستعراض الحيوانات الضارية وهي تلاحق الغزلان بل تفرجوا على حقول الضفة الغربية وستجدون طلبكم .. ولذلك أدعوكم جميعا لشكر الملك سلمان رجل الحزم .. وابنه محمد .. اللذين يقصفون أطفال اليمن لا الكلاب المتوحشة الاسرائيلية .. وأدعوكم لشكر أمراء النفط واحداً واحداً .. ولن يفوتنا أن نشكر جلالة الملك عبدالله الثاني الذي فتح جبهة جنوب سورية وغرفة الموك أمام آلاف المسلحين لاجتياح سورية .. أما فلسطين فلها منه كل الخطابات الرنانة وكل الخطوط الحمراء ..

 

ولا تنسوا أن تشكروا الشيخ يوسف القرضاوي الذي قضم لسانه أو قرضه الإعياء من شدة ما لهج بالشكر لله والدعاء لنصرة الثوار السوريين .. وبالطبع لن أغفر لكم أن لم تشكروا تنظيم الإخوان المسلمين وشقيقته جبهة النصرة والبطل المغوار الفاتح الجولاني لانفعالهم لرؤية هذا المشهد .. وباسمكم جميعاً أتوجه بالشكر الى أئمة الحرم المكي ومشايخ الأزهر والى أمام الأمة رجب طيب اردوغان الذي ذهب ليميع الانتفاضة في الجمعية العمومية رغم أن السفير الاسرائيلي يتنزه في استانبول تحت شرفة قصر أمينة أردوغان يومياً .. وكأن اسرائيل حصلت على القدس من الجمعية العمومية وليس بالسلاح وبموافقة المسلمين والعرب قبل الأمريكان .. وكان يمكن لأردوغان أن يرسل مساعدات انسانية للفلسطينيين فيها سلاح و قناصات دقيقة تحت صناديق الماء والدواء كما فعل مع ثوار سورية الذين أصيبوا بالتخمة من السلاح لدرجة أنهم كانوا يبيعونه لوفرته وغزارته ..

 

وأخيرا أشكر كل المطبعين الذين اكتشفوا أن اسرائيل لا تكرهنا ولاتكن لنا العداء وهي قوة ديمقراطية نتعلم منها كيف نحترم حقوق الانسان ..

 

شكرا لكم .. شكرا لكم .. فعلا شكرا لكم .

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=49475