الحدث السياسي

الزعبي: لن نناقش أي بند قبل بند مكافحة الإرهاب .. المقداد: طرح الحكم الانتقالي والإرهاب بشكل متواز وهم


أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن الوفد الرسمي السوري لن ينتقل في جلسات المحادثات القادمة مع وفد الائتلاف إلى مناقشة أي بند قبل مناقشة بند وقف العنف ومكافحة الإرهاب بشكل واضح وصريح وتسمية الأشياء بمسمياتها والاتفاق على ذلك.
وأشار الزعبي في تصريحات للصحفيين أمس الأربعاء إلى أن وفد الائتلاف قام بطرح ورقة حول ما يسمى "هيئة الحكم الانتقالية" إلا أن الوفد الرسمي السوري تحدث عن مسألة الإرهاب وقدم مطالعة بالوثائق حول جرائم الإرهابيين المرتكبة في سورية خلال السنوات الثلاث الماضية والتي راح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب السوري وبالتالي ما تمت مناقشته هو مسألة الإرهاب.
ولفت الزعبي إلى أن الاتفاق على بند مكافحة الإرهاب بكل محدداته ومكوناته شرط رئيسي ولكن ليس بمعنى الشروط المسبقة فالوفد الرسمي السوري أتى إلى جنيف على أساس بيان جنيف الأول الذي يتحدث عن وقف العنف وبالتالي الإرهاب وعلى هذا الأساس يبني موقفه.
ورداً على سؤال حول ما يقوله أعضاء وفد الائتلاف بأن مناقشة بند "هيئة الحكم الانتقالية" يمكن أن تكون مساعداً للقضاء على الإرهاب وهل دار نقاش حول ذلك في الجلسة قال الزعبي .. هذا الكلام لم يجرعلى الإطلاق وهناك أيضاً كلام يتحدثون به بعد الجلسات لم يجر ابداً إضافة إلى أنهم ينسبون لهم أحياناً كلاماً يقوله الوفد الرسمي في محاولة لتلميع صورتهم إلا أنه لا يمكنهم أن يلمعوا هذه الصورة فألوانها باهتة وهي صورة هذا الجزء من المعارضة.
وأشار الزعبي إلى أن الحديث عن توازن في النقاش بين بندين غير مجد وغير واقعي وغير منطقي ، مبيناً أن أعضاء وفد الائتلاف يتحدثون عن سلطة لأنهم طلاب لها وهم غير قادرين على الاطلاق على وقف العنف وليس لهم صلاحية على أحد.
ولفت الزعبي إلى ما صدر من تصريحات عن مجموعات إرهابية مسلحة على الأرض تقول إن وفد الائتلاف الموجود في جنيف لا يمثلها ولا يعبر عنها وهي ترفضه شكلاً ومضموناً وهذا يؤكد أن هذا الوفد لا يمثل أحداً.
وأكد الزعبي أن وفد الجمهورية العربية السورية  يمثل الشعب السوري ويناقش المواضيع كافة وأنه عندما يجد وفد الائتلاف نفسه مستعداً لمناقشة مكافحة الإرهاب ولديه الجرأة الكافية على ذلك وتسمية الأشياء بمسمياتها بما في ذلك مناقشة مسألة الإرهاب سوف ننخرط معه في هذا النقاش وعند التوصل إلى نتائج نتحدث عن مسألة أخرى.
وجدد الزعبي التأكيد على أن الوفد الرسمي ليس لديه أي مشكلة على الإطلاق ولا مانع في مناقشة بيان جنيف بما فيه الحكومة الانتقالية وإنماً بنداً بنداً وبشكل متسلسل.
واعتبر الزعبي أن الاستمرار بالحوار وبالنقاش والإصرار على المصالح الوطنية للدولة السورية هو المخرج الوحيد لجميع الأطراف.
ورداً على سؤال حول المنتظر من الاجتماع الروسي الأمريكي بحضور الوسيط الإبراهيمي أوضح الزعبي أن هذا الاجتماع يندرج ضمن الاجتماعات الدورية التي لم تنقطع سواء قبل بدء انعقاد الجولة الأولى والجولة الثانية في جنيف ولن تنقطع لاحقاً مع استمرارها.
ورداً على سؤال حول وجود ضغوط دولية من أجل تحريك عجلة المحادثات أكد الزعبي أن سورية دولة سيدة وحرة ومستقلة ولا يضغط عليها على الإطلاق، موضحاً أن روسيا لم تمارس في يوم من الأيام ضغطاً سياسياً، واصفاً من يعتقد بأن هناك ضغطاً ما يمارس على سورية بأنه واهم.
من جهته أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن أي تغيير في تسلسل بنود بيان جنيف هو قتل لمؤتمر جنيف، مشيراً إلى أن فكرة طرح التوازي بين وقف العنف والحكومة الانتقالية هي فكرة وهمية لا تقود إلى أي تفاهم.
وبين المقداد في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء أن الوفد الرسمي السوري "منفتح على مناقشة محددة وفقاً لبيان جنيف والتسلسل الذي ورد فيه دون أي اصطناع لأولويات لا تنسجم مع البيان والأولويات المنطقية التي يدافع عنها والتي يجب أن تبدأ بوقف العنف والإرهاب".
ورداً على سؤال إذا ما كان من الممكن مناقشة موضوعي الحكومة الانتقالية ومكافحة الإرهاب بالتوازي قال المقداد: "هذه الفكرة وهمية ولا يمكن أن تقود إلى أي تفاهم لأن النهج الحقيقي في معالجة المشاكل والمسائل المطروحة في بيان جنيف يتم باعتماد التسلل المحدد في البيان وأي ابتعاد عن هذا التسلل هو وصفة لقتل مؤتمر جنيف".
وأشار المقداد إلى أن وفد الائتلاف أساء استخدام أجندة المناقشات وبدأ بالحديث عن الحكومة الانتقالية الأمر الذي يناقض أولويات الوفد الرسمي .
وأوضح المقداد أن الوفد الرسمي السوري تابع النقاش الذي بدأه أمس حول موضوع مكافحة الإرهاب وقدم رؤيته انطلاقاً من آلام الشعب السوري ومعاناته التي فرضتها المجموعات الإرهابية المسلحة بسبب القتل والذبح الذي تمارسه منذ ثلاث سنوات على السوريين، مضيفاً إن "الوفد الرسمي قدم في اجتماع اليوم ورقة رداً على الأكاذيب التي ساقها وفد الائتلاف أمس فوضع النقاط على الحروف وأوضح أنه يجب وضع حد للتضليل الذي استمروا بممارسته وخاصة أن عشرات المجازر كانت قد تمت من قبل المجموعات الإرهابية".
وشدد المقداد على أنه يجب ألا يكون هناك أي اجتهاد فيما يتعلق بجدول أعمال مناقشات مؤتمر جنيف لا إضافة ولا إنقاص والوفد الرسمي ملتزم بوثيقة جنيف التي حددت بشكل أساسي الأولويات وجدول الأعمال"، معتبراً أن أعضاء وفد الائتلاف الموجودين في جنيف "لا يمثلون من يقولون أنهم يمثلونه وما يجري في المناقشات يثبت هذا".
ورداً على سؤال إذا ما كان الوفد الرسمي اطلع على الوثيقة التي قدمتها المعارضة بخصوص رؤيتها للمرحلة الانتقالية قال المقداد: "المعارضة ألقت بهذا البيان الذي لم نصغ إليه لأنه أتى خارج جدول الأعمال الذي نعتقد أنه يجب أن يناقش ويقر كما هو في بيان جنيف".
وبشأن اتهامات وفد الائتلاف للوفد الرسمي بأنه لا يريد أن يناقش موضوع "هيئة الحكم الانتقالية" حتى تنتهي الحكومة السورية من مكافحة الإرهاب وتتخلص منه قال المقداد: "هذا كلام كذب وليس صحيحاً.. نحن نريد أن نناقش ونتفق على رؤية شاملة لكيفية مكافحة الإرهاب ومنع التدخل الخارجي في الشؤون السورية ومنع من يسلح القتلة من الاستمرار في ذلك.. ونحن نعتقد أن مكافحة الإرهاب ستأخذ مزيداً من الوقت".
ورداً على سؤال حول موقف المجتمع الدولي من الإرهاب في سورية وكيف يمكنه مساعدتها لوقفه.. أكد المقداد أن المجتمع الدولي الحقيقي يمكنه تقديم المساعدة لسورية وليس الدول التي تدعم الإرهاب،  مضيفاً.. "هل نستطيع أن نقول إن رجب طيب أردوغان جزء من المجتمع الدولي وهو الذي يدعم الإرهابيين.. وهل نستطيع القول إن بعض الدول الأوروبية تقاتل الإرهاب وهم في نفس الوقت يدعمونه ويرسلون الإرهابيين لكي يقتلوا السوريين.. هذا سخيف ونحن بحاجة لرأي المجتمع الدولي الحقيقي الذي يقف ضد الإرهاب".
وحول اجتماع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف مع المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الابراهيمي وما قيل عن خلاف حول موضوع أولويات النقاش في محادثات جنيف قال المقداد: "لم يطرح هذا الموضوع في الاجتماع المشترك صباح هذا اليوم لكننا سنكون سعداء بالاستماع إلى وجهة نظر الأصدقاء الروس عندما نلتقي بهم مساء وأعتقد أنهم يؤكدون دائما على احترام الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ووثيقة جنيف كما تم اعتمادها بالأصل".
وبشأن الاجتماع الثلاثي الروسي الأمريكي مع الابراهيمي.. قال المقداد: "إن الموقف الأمريكي معروف وموقفنا نحن معروف والموقف الروسي أكثر من معروف لذلك لن نحكم على نتائج هذا الاجتماع لأنه يخص الأطراف الثلاثة ولا أريد أن أدلي بأي تصريحات نيابة عن هذه الأطراف".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=4936