وجهات نظر

باختصار : المرحلة الجديدة

زهير ماجد


الإعلام تايم-الوطن العمانية

 

في يوم عيد الاستقلال اللبناني هذا النهار، شكرا لكل من وضع قدما لتحرير سورية، وشكراً للرئيس ميشال عون على بُعد نظره وشجاعته .. وكل من أسهم باستقرار لبنان كل بطريقته وبأسلوبه وبتوقيعه.

لم تكن الزيارة المفاجئة للرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا، وتلك الحميمية أثناء لقائه بالرئيس بوتين، ليست للشكر فقط على الدعم المسؤول والواثق والملتزم، بل للقول بأن ثمة مرحلة انتهت، وهنالك أخرى بدأت، ولا بد للحليفين، الصديقين، أن يكملاها معا، فلربما في السياسة هنالك ما هو أصعب أحيانا من الحرب.

أعمق التحالفات وأبرزها وأنقاها تلك التي يتوحد فيها الدم في الميدان، كما يتوحد فيها قتال الشرفاء .. ذهبت كلمة بوتين في مؤازرة سورية في حربها مثلا راهن الأعداء على إمكانية انسحابه منها أو تغيير بوصلتها. لم يعرف حتى بعض جهابذة السياسة أن الرئيس الروسي حافظ عن ظهر قلب للتاريخ السوفيتي مع سورية، ومن هو حافظ الأسد بالنسبة إليهم، بل من هي سوريا العقيدة والجغرافيا..

وحين تكون إيران إلى جانبه، وبالعقل الاستراتيجي للجنرال الإيراني قاسم سليماني، فلا بد أن يطمئن الروسي إلى تحالفه الواسع، وإلى تفهم معاني التحالف ذاك عند كل طرف .. كانت معادلة في منتهى التناغم، فكان لها أن تنتصر وأن تكسب معاركها، خصوصاً وأن حزب الله بانضمامه إلى التحالف، منح الصراع بعدا استراتيجيا، لعله كان رأيا روسيا واضحا ذات لقاء روسي مع حسن نصرالله، فيما الكواليس ما زالت تحفل بهذا التفاهم مع الإيرانيين قبلها.

من حق لبنان اليوم أن يحتفل لأول مرة بعيد استقلال له طبعة جديدة، ليس لنظافة جروده من الإرهاب، أو استقراره الذي تم استفزازه لكن تم تفشيله، بل لأن العوامل أعلاه ساهمت بتحسين شروط السلم اللبناني الذي كان محط تساؤلات كثيرين، وسط عالم من الاضطراب الذي يصل حد حدوده، وقد كان لبنان عكس كل هذه المعطيات، فحين تختل السياسة في الشرق الأوسط، كان هو واجهتها المباشرة قبل غيره من دوله.

إنه لفرح عظيم أن ينجو لبنان حتى الآن من خراب المنطقة ومن خطط جهنمية زرعت في بعض دولها .. لا شك أن سورية حملت أيضا على كاهلها حماية لبنان وهي تقاتل على كل جبهاتها الداخلية أعتى أعداء التاريخ، صحيح أن حزب الله كان جنديا إلى جانب جنود سورية وإيران والقوة الروسية المتعددة الأشكال وغيرها من القوى العربية وغير العربية، لكن كان يؤكد أن مشاركته تحمي لبنان أيضا، وها قد وصل إلى اليوم الذي سوف تحفظه الذاكرة بأنه أبرز أيام لبنان وأكثره استقرارا خلال تاريخ عربي تموج به الاضطرابات من كل جانب.

قد لا تكفي الشكر لكل مساهم في رد وصد المؤامرة الكبرى التي كان مخططها الأكبر إسقاط القلعة سورية. فمنذ أن سقطت البوكمال، سيكون هنالك تحول في الصراع، دون أن يعني نهاية للمعارك الأخرى السياسية كما قال بوتين للأسد في سوتشي، بقدر ما يجب أن تكون بداية لفتح الملف السياسي بأفقه الجديد.

ما يسمى بالمعارضة السورية تزيد في انقسامها، وكلما انتصرت سورية صغر حجم من حمل كل منهم كراسيه الخاصة ذات يوم معتقدا أن دمشق باتت جاهزة إليها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=49050