تحقيقات وتقارير

مجدداً.. قذائف الحقد تحصد أرواح الابرياء في دمشق


الإعلام تايم - لما محمود

 

"قذائف الإرهاب" تعود من جديد وبقوة لتحصد أرواح الأبرياء المدنيين، من أطفال ونساء وشيوخ... التنظيمات الإرهابية في غوطة دمشق الشرقية لم تجد ما ترد به على الهزائم التي يلحقها الجيش العربي السوري لإرهابيّها، سوى الانتقام من المدنيين في أحياء دمشق بقذائف حقدها.


إرهابٍ ممنهجٍ وإجرام بحقّ الأبرياء، لا يسلم من شرّهم بشرٌ ولا حجر، حوالي 81 قذيفة صاروخية هو حصيلة ما سقط على المدينة ومحيطها، منذ بداية شهر 11 حتى اليوم، أودت بحياة 25 شهيد و103 جريح.


أصغر ضحايا الهاون طفل يدعى إيلي الحلبي حيث لم يكمل سنته الثانية، وقضى إثر سقوط قذائف هاون على منطقة جرمانا، ليلحق به وفق مصدر في قيادة شرطة دمشق شاب (18 عاما)على مدخل المدينة اليوم، فيما استشهد مساء الامس اثنان من لاعبي المنتخب الوطني بالجودو ضياء الدين بدر وأحمد خانجي وأصيب أكثر من 15 لاعباً بعضهم إصابتهم خطيرة.


قذائف لا تستثني صغيراً أو كبيراً... تسقط بشكل متتالٍ، ففي الوقت الذي تسقط فيه قذيفة في مكان، تليها بعد ثوانٍ قذيفة في المكان نفسه، أو في نقطة قريبة منها، لذا ينصح بالابتعاد مباشرة عن نقطة سقوط القذيفة إلى أقرب ساتر يحمي من شظاياها، التي قد تصل إلى 40 متراً كحد أدنى، ومدى قد يزيد على 200 متر حسب نوع القذيفة.

 

الجرحى والضحايا يذهبون، في الغالب، بالشظايا، وليس بانفجار القذيفة، فالانفجار المحدود من الناحية الجغرافية يخلّف شظايا تخرج من داخل القذيفة، وهي عبارة عن قطع معدنية صغيرة تتطاير فور انفجار الهاون في كلّ الاتجاهات، والمسافات التي تختلف باختلاف نوع الهاون، فإذا أصابت هذه الشظايا جسم الإنسان جرحته، وربما قتلته مباشرة.


قذائف الهاون كسلاح حربي هو نوع من أسلحة القصف العشوائي لعدم دقتها في إصابة الأهداف، فضرب قذيفة الهاون يعتمد بشكل أساسي على الاحداثيات، في حين أن هذه الإحداثيات تتغير مع تغير سرعة الرياح، وبطبيعة الحال سرعة الرياح غير ثابته، إضافة إلا أن انحراف 1 سم عن الإحداثيات في إطلاق القذيفة، يؤدي إلى انحراف عشرات وربما مئات الأمتار عن الهدف في مكان نزولها. ناهيك عن أن إعدادات وزن الحشوة الموجود داخل القذيفة يحدد أسلوبا آخر لتحديد الإحداثيات، وعوامل أخرى تتعلق بنوع الهدف إذا كان ثابتا أو متحركا، أو اسطوانة الهاون ونظافتها.


ومن الجدير ذكره هنا أن شظايا قذيفة الهاون قد تصل لمسافة من 50 إلى 300 متر مربع في محيط مكان سقوطها وغالبا ما كان يسقط ضحايا جراء إصابتهم بالشظايا.

غبار القذائف لن يحجب شمس سيدة المدن.. وألسنة اللهب الغادر ستنير جباه الرجال.. باقون هنا .. ودمشق لن تغادرنا مهما زاد تعطش مطلقي القذائف للقتل... رغم كل الآلام البقاء للأقوى وستبقى رائحة الياسمين فواحة كما كانت وستغسل دماء المظلومين على هذه الأرض وتحررها من الإرهاب الذي حل بها..

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=49041