تحقيقات وتقارير

الاختلاف لا يعني الخلاف ..كل تسامح وأنتم بخير


الإعلام تايم - عروب الخليل

 

الدعوة لنشر التسامح والغفران و المصالحات، و الترفع عن كل الأحقاد والتطلع الى المستقبل.. وإعادة ترتيب وترميم العلاقات الاجتماعية والانسانية بين الشعوب وحتى بين أبناء الشعب الواحد، دائما ما تأتي بعد فوضى وحروب، ففي الماضي البعيد قامت في أوروبا حروب بين الطوائف الدينية المختلفة ، راح ضحيتها  مئات الآلاف وخاصة في فرنسا وايطاليا واسبانيا وغيرها.

 

إن مبدأ التسامح مبدأ انساني قبل أن يكون مرتبطاً بأي منظومة فلسفية أو دينية أو فكرية ويعني حق الفرد في ممارسة طقوسه الدينية وشعائره المذهبية بدون أي ضغوط دينية أو سياسية أو فكرية من الآخرين.

وكي لا نكون كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال، هناك أسئلة كثيرة تدور حولنا ولم تكن تعني لنا  شيئاً.

التعصب يولد التعصب ، التزمت يولد التزمت ، الإهانة ، الدعاية. كلها عناوين لبدايات بلا نهاية يبدأ المحرضون على الكراهية يطورون الحجج وينشرون المعلومات المغلوطة لغايات تبدو للأخرين بلا أهداف.

"لا إكراه في الدين" وقوله تعالى "لكم دينكم ولي دين" آيات كريمة تدل أن التعصب الديني والعرقي مخالف للقرآن الكريم.

ولأن ثقافة التسامح تبدأ من المنزل إلى المدرسة والعمل، يكون التشديد على التعليم والمناهج التربوية وحقوق الإنسان.

يعتبر التّسامح أحد المبادئ الإنسانية، الذي يعني نسيان الماضي المؤلم بكامل إرادتنا، وهو أيضاً التخلي عن رغبتنا في إيذاء الآخرين لأيّ سببٍ قد حدث في الماضي، وهو رغبة قويّة في أن نفتح أعيننا لرؤية مزايا النّاس بدلاً من أن نحكم عليهم ونحاكمهم أو ندين أحداً منهم.

قد يرى البعض أن التسامح انكسار، وأن الصمت هزيمة، ولم لا يعرف أن التسامح يحتاج قوة أكبر من الانتقام، وأن الصمت أقوى من أي كلام، لأن الذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب وتأخذ بالثأر وتعاقب بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين..

التسامح على مستوى الدولة موجود وخير دليل مراسيم العفو الرئاسي لعدة مرات وإتاحة العودة لحضن الوطن والمجتمع، ولنكن كما دولتنا ورئيسها متسامحين وغافرين.

حتى 1672015 كانت مراسيم العفو الرئاسي قد تجاوزت العشرة مراسيم منذ بدء الأزمة السورية ، وذلك ضمن الجهود، التي تبذلها الدولة لدفع عجلة المصالحات الوطنية وتوفير مناخ مناسب لتعميمها على كل المناطق السورية ...

السيدة شفيعة أم لشهيدين عند سؤالنا لها إن كانت  تستطيع التسامح تجاه من كان سبباً في ألمها جرى أجابت: هناك قضايا لن نكون أقل من الوطن والسيد الرئيس يعرف أن الأمهات ستسامح وقد رأينا الأمهات السوريات بمختلف ثقافاتها كانت تقول (فدا سورية)

وتابعت أم الشهيدين أن الوطن يجب أن يبنى على التسامح شئنا أو أبينا، أكيد أتألم وأتمنى أن يحاسبه الله  ويقتص ممن قتل أولادي، ولكن على  الصعيد الشخصي أؤمن أن الحقد يهدم صاحبه قبل غيره، فهو لم يستهدفني لأنه لا يعرفني وأنا لم أعرفه  بل استهدف الوطن.

وبقدر التسامح نبني الوطن الألم والوجع يبقى بالقلب ولكن الحياة مستمرة والله هو من يأخذ حقك

وعندما يقال لك احتسبي نفسك لرب العالمين هو فوق كل قانون في الدنيا ولأن الحقد يهدم صاحبه قبل غيره ونحن كسوريين من وجودنا كنا متعايشين وسنبقى كذلك .

ما الضير أن نحافظ على حرية الفكر والضمير والمعتقد وتحترم اختلافنا وفق حقوق الانسان

ولعله من المفيد الإضاءة لإيجاد قوانين تجرم العنصرية والكراهية والتمييز.

ولأننا نشأنا على أن الوطن فوق أي اعتبار استطعنا بوطنيتنا البقاء  وستبقى سورية أرضاً موحدة  وشعباً واحداً على قاعدة المساواة بالحقوق والواجبات.

 جميل أن يكون هناك يوم عالمي للتسامح، ولكن الأجمل أن يلتزم الجميع بقيم التسامح.

وأخيراً هي دعوة من القلب لنبذ الكراهية وإبادة القلوب السوداء الممتلئة حقداً وإحلال السلام والتسامح والمحبة في كل أمور حياتنا .

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=48956