أحوال البلد

ملتقى الحوار المجتمعي السوري.. جلسة وطنية بامتياز


الإعلام تايم - خاص/ رنا الموالدي


سورية التي عاشت سنوات صعبة وما حدث فيها من ممارسات ظلامية بغية العودة بها إلى العصر الحجري الذي يتنافى و قيمها الحضارية ومبادئها  الأخلاقية الراسخة في إنسانيتها ورقيها الحضاري.. هي اليوم تمضي قدماً وبثبات نحو المستقبل مقتنعة وأكثر من أي وقت مضى بأن الحوار هو السبيل الوحيد للوصول إلى السلام والاستقرار الاجتماعي.


هذا ما أكده المشاركون في  ملتقى الحوار المجتمعي الوطني السوري عندما تحدثوا عن أجواء الحوار و المحبة والتسامح في سورية.


"الاعلام تايم" حضر الملتقى الذي ضم العديد من الشخصيات البارزة و هدف بحسب منظميه إلى  إثارة المزيد من الحوار بما يسهم في تأسيس الوحدة المجتمعية و المساهمة في تمكين السوريين بالمعرفة والأدوات التي يحتاجونها لبناء أسس تطوير المجتمع والتنمية المستدامة وقيم المواطنة.


الملتقى الذي تخلله جملة من المداخلات كان أبرزها مداخلة وزير الاعلام المهندس محمد رامز الترجمان والذي نظر إلى الملتقى على أنه نموذج وخطوة مشجعة وواعدة  تثبت أن الانفتاح والحوار بين السوريين يمكن أن يفعل المستحيل، ويمكن أن يخلق إمكانات لا حصر ولا حدود لها.


ورأى ترجمان، أن الحوار الجاد هو عنوان المرحلة القادمة  من أجل الوصول الى الحل الذي يضمن وحدة وسيادة وسلامة واستقلال البلاد.

من جانبه قال وزير المصالحة الوطنية علي حيدر أن "مثل هذه الملتقيات يمكن أن تؤسس لمصالحة وطنية من خلال تفاعل فكري عقلي لانتاج الأفضل و أن مصلحة الوطن هي من جمعت أبناءه وعززت نسيج المجتمع الواحد"، مؤكداً في حديثه على مصطلح الحياة الواحدة بدلاً من التعايش فالحياة هي صنعة الانسان العاقل وسورية ليست قطعة فسيفساء إنما هي نسيج سوري واحد متداخل الخيوط.

 

أما مداخلة رئيس الهيئة السورية لشؤون الاسرة أكرم القش ركز خلالها على التنمية وبناء القدرات وإيجاد آلية جديدة في المسار التنموي من خلال تفعيل المجتمع الاهلي و المحلي والمدني، ليكون قوة فاعلة ومحرك الوصول إلى المجتمع الحديث بمعزل عن المحركات التقليدية بتلبية احتياجاته الأساسية و الاصلاح المؤسساتي والاداري بما في ذلك مسألة قانون العمل، إضافة إلى تعزيز الجهود والخبرات في كافة المجالات خاصة الشباب في مجال التعليم و العمل والمشاركة.


بدوره رأى وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن الإسلام بعيد عن التطرف والتكفير بل هو يحمل مضامين الوسطية السمحة، لافتاً الى دور الملتقيات  لفتح قنوات الحوار والنقاش حول مجمل القضايا المجتمعية للوصول إلى المصالح العليا للمجتمع السوري.


و ضمن محور دور المؤسسات الدينية خلال الحرب بينت عدة مداخلات ما قدمته تللك المؤسسات لوضع قاعدة ثابتة للحوار بين أبناء الوطن للتصدي لكل من يحاول الاساءة وتشويه الحقيقة لرد خطر الارهاب التكفيري وهنا برز دور الخطاب الديني في التحليل بدل التلقين والعمق في فهم النصوص والتركيز على الجانب الاخلاقي في الدعوة.


وأخيراً أجمع الحاضرون في الملتقى على أهمية التوجه إلى تمكين المجتمع السوري، واعتبروه واجباً على كافة مؤسسات الدولة  مؤكدين أن الحوار الوطني السوري هو المخرج الوحيد للأزمة.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=10&id=48912