العالم العربي

قطر سوق للعبيد .. وأميرها ديكتاتور


أذاع التلفزيون الألماني تقريراً بعنوان "قطر سوق العبيد"، كشف فيه الغطاء، بالفيديو والصور، عن معاناة العاملين الوافدين للعمل في قطاع التشييد والبناء، الذي يشهد نمواً ملحوظاً في الإمارة الصغيرة استعداداً لتنظيم فعاليات كأس العالم 2022 .

وتستعد قطر لاستضافة البطولة المقررة في 2022، وسط حالة من الجدل بسبب ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف هناك، والانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان.

وقال التقرير إن العمال، الذين يأتي معظمهم من نيبال والهند، يعيشون في ظروف لا يمكن إلا أن يطلق عليها استعباد جديد، فالعمال لا يمتلكون عادة جوازات سفر، إذ أن أرباب العمل يصادرونها بمجرد وصول هؤلاء العمال إلى قطر.

وعرض التقرير مشاهد من أحياء راقية ومبانٍ شاهقة الإرتفاع، وقال أن هذه الصورة هي التي يسوق لها القطريون كبيئة نموذجية لتنظيم أكبر حدث رياضي في العالم.

لكن الحقيقة تختفي خلف هذه المباني المرتفعة، وتتجلى في معسكرات الإيواء التي أعدها أرباب العمل، على حواف المشروعات الكبرى، ليعيش فيها العمال.

و وصف التقرير أعضاء اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، الذين شاركوا في التصويت لقطر لكي تصبح الدولة المضيفة لمونديال 2022، بأنهم مُرتشون.

وذكرتقرير التلفزيون الألماني أن العشرات من العمال المغتربين قد قتلوا بالفعل أثناء عملهم في بناء الملاعب والفنادق ومشروعات البنية التحتية التي تشيد لاستقبال اللاعبين والمشجعين، وقال إمارة قطر تعامل العمال الأجانب كالعبيد.

وكانت صحيفة ( الغارديان) البريطانية أفادت في وقت سابق من العام الماضي بأنه فيما بين 4 حزيران/يونيو و8 آب/أغسطس ، توفي 44 عاملاً نيبالياً هناك، وجاءت وفاة العديد منهم بسبب حوادث العمل الصعبة.

كما وصف تقرير التلفزيون الألماني، الظروف التي يعيش فيها أكثر من مليون ونصف المليون من العمال الاجانب في قطر بـ الكارثية ، حيث عرض صورا قال إنها لغرف يسكنها العمال الاجانب ، وتظهر في الصور غرف تنتشر الحشرات في أركانها، وتتكدس فيها الاسرة واحدا فوق الاّخر، كما تظهر الملحقات الاخرى، كالمطبخ ودورات المياه، في حالة يرثى لها، ما دفع معد التقرير إلى وصف المكان بأنه لا يصلح للاستعمال الآدمي، ولا يرتقي إلى مرتبة الحاوية.

وسلط التلفزيون الألماني الضوء على تقرير منظمة العفو الدولية التي هاجمت نظام الكفيل في قطر واعتبرته أشبه بـ معسكرات العمل النازية في الشهر الماضي.

وقالت المنظمة الحقوقية الدولية إن أرباب العمل يجبرون العمال الأجانب على العمل إلى أكثر من 14 ساعة متواصلة تحت حرارة الشمس الحارقة.

وأكدت المنظمة أن قطر تحتجز العمال الذين يريدون مغادرة البلاد والهروب من هذه الظروف السيئة من خلال التحفظ على جوازات سفرهم ومنعهم من المغادرة.

وألقى تقرير التلفزيون الألماني باللوم على الفيفا، وقال إن مسؤولي الفيفا لا يريدون تحمل مسؤولياتهم تجاه ما يحدث في قطر.

كما وصف التقرير أمير قطر بالديكتاتور الذي يسكت على هذه التصرفات من أجل أن يغدق على الفيفا، بعد تسعة أعوام، بأكبر مهرجان لكرة القدم في العالمو ،أن أمير قطر، التي لا تتعدى مساحتها ولاية ميكلونبورغ فوربومون الالمانية الصغيرة، يستطيع شراء كل شيء، حتى ولو كان استضافة مباريات بطولة كأس العالم

عبد السلام وادو لاعب كرة القدم المغربي بعد مأساته  في قطر حين تم حجز جواز سفره لعدة أشهر، كان قد أدلى بتصريحات للتلفزيون الألماني قال فيها  "إذا لم تتوقف قطر عن ممارساتها فستكون البطولة التي ستنظمها "كأس العالم للعار"، "كأس عالم للعبودية"، "كأس عالم لانتهاك حقوق الإنسان".

واستشهد التقرير بالكاتب والناقد الإنكليزي أندرو جيننغز الذي تسائل لماذا يمنح الفيفا تنظيم البطولة لدولة ليس لها تاريخ في كرة القدم؟ يمكننا أن نفهم ذلك عندما نعلم أن أربعة عشر عجوزاً لم يسمع عنهم أحد يدلون بأصواتهم لصالح قطر، وبعدها يتم استبعاد 4 منهم بتهمة تلقي رشوة.

يذكر أن وسائل الإعلام الأوربية والأمريكية والمنظمات الحقوقية الدولية سلطت الضوء على أوضاع العمال في قطر ففي وقت سابق من العام الماضي أثارت (نيويورك تايمز) الأمريكية قضية انتهخاك حقوق العمال، وعالجته بعدها (الغارديان) البريطانية، كما تطرقت له لاحقا (دير شبيغل) الألمانية، كما كتبت (لوموند) الفرنسية خبراً رئيسياً في صفحتها الأولى "قطر آلاف العبيد في ورشات بناء ملاعب كأس العالم".

وكشفت صحيفة (صنداي تايمز) البريطاينة أن لجنة الاخلاق والقيم في "الفيفا" عينت مايكل غارسيا رئيس جهاز الانتربول (البوليس الدولي) السابق من أجل التحقيق حول تقديم حكومة قطر رشاوي لبعض الاتحادات الكروية، والافريقية خاصة، من أجل التصويت لصالحها لتنظيم هذه المسابقة الكروية الأهم في العالم.

كما صرح رئيس الفيفا جوزيف بلاتر في وقت سابق من العام الماضي أنه ارتكب خطأعندما منح تنظيم كأس العالم لقطر دون أن يأخذ بعين الاعتبارالحرارة التي تكون مرتفعة خلال الصيف.

مع الإشارة الى أن العبودية والرشوة للفوز بالأصوات وعامل الحرارة، تجعل بوادر سحب كأس العالم من قطر واردة للغاية لاسيما بدء ارتفاع أصوات ذات وزن سياسي ورياضي تعارض إجراء كأس العام في قطر.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=31&id=4882