وجهات نظر

زعيم "الحرية والسيادة" يعلن استقالته من السعودية

وسام جديد


الإعلام تايم - رأي

 

أعلن رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، السبت، استقالته من منصبه بشكل مفاجئ، لكن سرعان ما توضحت نواياه، فطبيعة استقالته، والاعلان عنها من قلب الرياض عبر قناة العربية، ما هو إلا أمر سعودي واضح بشكل سافر ووقح، لا يقل وقاحة عن إعلانه الحرب على إيران بقوله إن "يد إيران في المنطقة ستقطع" ؛ وقاحة تزداد درجتها عند محاولاته المستمرة للإساءة للمقاومة اللبنانية.

 

التصعيد السعودي هذا سيضع لبنان على صفيح ساخن، وهو بالأساس كان عائم على رمال متحركة غير مستقرة، لكن ما حصل يمكن أن نعتبره أنه جاء ردا على انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه على المحور الإرهابي الأسود المدعوم سعوديا، وكان آخرها تحرير مدينة دير الزور من تنظيم "داعش" والالتقاء القريب مع القوات العراقية المرابطة على الحدود.


هذه الانتصارات لابد أنها فعلت فعلها بآل سلول، ما دفع بهم للبحث عن منطقة ثانية تبقي عدوهم الأوحد "الإيراني" في حالة حرب وصدام مستمر، بالتالي منع إيجاد حالة سلام في المنطقة تدفع بمشروعهم التكفيري الوهابي إلى الجحيم، في وقت تغرق "إسرائيل" في بحر الأمان والسلام السعودي، لذلك لا يوجد أفضل من لبنان لتحقيق هذا الأمر.


كما أنه ليس من المستغرب أن يتزامن إعلان الحريري مع التصريحات الأخيرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي أشارت إلى استنفار في ما يسمى بـ"الجبهة الداخلية" للكيان الصهيوني خوفا من صدام ما مع المقاومة اللبنانية في الفترة القادمة !


من تبجح بالحرية والسيادة والاستقلال يعلن استقالته من دولة أخرى، دولة يحسب عليها بالانتماء العقائدي والفكري وحتى الولاء، حيث يشبه شكل الإعلان هذا وأسلوبه تصرفات زعماء العصابات والمليشيات في سورية الذين تناثروا هنا وهناك وخسروا كرامتهم وشرفهم كما خسروا الميدان.


سعد الحريري أداة سعودية لا يمكن أن نستغرب فعله اليوم، لكن ما حصل هي رسالة للشعب اللبناني بشكل عام ولأتباعه بشكل خاص أن حقيقة "السيادة والاستقلال" ما هي إلا كذبة و"ضحك على اللحى" وان اغتيال الحريري الأب حصل تنفيذا لقرار سعودي، كما هو واضح من صورة ما حصل اليوم (فأما إعلان الاستقالة أو بالذبح جيناكم)

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=48769