وجهات نظر

باختصار : بين البوكمال والقائم

زهير ماجد


الإعلام تايم- الوطن العمانية

 

كاتب هذه السطور كتب قبل شهور لا بد من البوكمال مهما طالت الحرب والموانع ومهما طال الشوق للقاء الأخ العراقي عند الحدود التي قد تكون الحالة العربية الحالية خير دافع لإسقاطها سواء بالتفاهم او بالقوة.

غدا سيرتفع العلم العربي السوري على تلك المدينة التي سيكون لإعادتها إلى حضن الوطن، طرح وجهة النظر السورية بصوت أعلى سواء على لسان الرئيس بشار الأسد كما سبق وكررها، أو أي من المسؤولين السوريين، بأن وجود أية قوة غير سورية على الأراضي السورية هي احتلال. فماذا سيكون عليه الموقف التركي الذي يبدو من خلاله حراكه أنه يتشبث باحتلاله، وكذلك الأميركي الذي يتخذ قواعد له، وغيره من قوى مختلفة.

اللافت في المشهد العراقي السوري، أنهما تقاربا في وقت واحد، بلغا مساحة التلاقي وكأنهما اتفقا على أن يصلا معاً الى نقطة عناق الأجساد بعد اشتياق الروح. فبين القائم والبوكمال خط وهمي ينبغي اسقاطه، ويقول أحد القياديين العراقيين أن دبابات عراقية عبرت الى الجانب السوري، وفي الحقيقة فإن السوري حيث يقف هو في أرض عراقية، والعراقي حيث وصل هي أرض سورية .. كتب أحد الكتاب العرب العروبيين ذات مرة أن اعتقونا من حدودكم أيها العرب، من المعيب عليكم أن تسجنوا أنفسكم في وهم لأن زارعه أجنبي أراده لكم كي يمنعكم أن تقووا عليه لأنه يعرف تاريخكم إن وحدتم.

بعد إنهاء الحساب مع "داعش" بإنهاء وجوده مهما تبعثر في الأرض وفي المساحة الجغرافية، لابد من الحساب مع كل من يعتقد أن الأرض السورية سائبة .. اذا لم يفهم هؤلاء بالكلمة الدبلوماسية، فعليهم أن يفهموا أن الجيش العربي السوري على جهوزيته بإكمال معركة تحرير كامل التراب السوري .. ومثلما لم يبخل العراقيون بدحر الأميركي المحتل وأخرجوه مدحوراً مهزوما من بلادهم، فالسوري أيضاً يملك كل الوسائل لتحقيق أمر كهذا ، وعندما " يجن دم الثوار والأحرار " كما قال الشاعر سعيد عقل ، وكل سورية ثوار في هذه الأيام، من رئيسها حتى أصغر من فيها.

هنالك قواعد موضوعة في سورية حول كيفية تحريرها شبرا شبرا، ولن يسمح بتكرار مأساة اسكندرون، أو بحلم أميركي يفتقد الى الحد الأدنى من القدرة على البقاء أو التذاكي من خلال ركوبه موجة الأخوة الأكراد الذين بقدر هيامه بهم لأسباب مصالحه، لابد أن يبيعهم غداً كعادته المتبعة في كل مراحل علاقاته المعروفة.

من الواضح أن الرئيس الأسد يصر على أن لا انتصار نهائياً في سورية، ثمة أسس لإعلانه كما يرى، بل هنالك موانع حتى الآن، النصر الوحيد أن لا يبقى لسورية شبر واحد خارج سلطتها، جغرافيتها الواحدة الموحدة هي الهدف الذي لا نقاش حوله ويجب أن يرتفع علمها على كل واد وسهل ونهر وساقية وبيت في أقصى مكان وفي كل مدينة وريف وقرية وعلى كل معبر ….

بين البوكمال الذي هو أنفاس كل سورية والقائم الذي يحمل أنفاس كل العراق يتم ترجمة السر الأخوي الذي لن يفهمه الأميركي وغيره .. سر أكبر من أي كلام، في التاريخ والجغرافيا وفيه وحدة الدم وفي أدوار أقدم عاصمة في العالم دمشق وشقيقتها بغداد، بين المكانين عالم عربي يهوم بروحه، فلقد جن دم الثوار.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=48767