تحقيقات وتقارير

وعد بلفو 100 عام على الجريمة؟


الإعلام تايم - لما محمود

 

يصادف الثاني من تشرين الثاني من كل عام، الذكرى السنوية لصدور وعد بلفور المشؤوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحقَّ لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بناء على المقولة المزيفة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".


غيرت كلمات وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور والمعروفة بوعد "بلفور" تاريخ منطقة الشرق الأوسط حيث اتخذته الحركة الصهيونية مستندًا لإقامة دولة "إسرائيل" المحتلة على حساب خراب فلسطين وتشريد أهلها في الشتات، و في عام 1948 قامت المليشيات الصهيونية بطرد ما يقارب مليون رجل وامرأة وطفل قسرًا من وطنهم"، ويبلغ عدد الشعب الفلسطيني أكثر من 12 مليون نسمة متفرقين في جميع أنحاء العالم، أجبر بعضهم على الخروج بالقوة من وطنهم في عام 1948".


هذا اليوم هو الأهم في تاريخ تـأسيس "إسرائيل" والمنطقة العربية، لأنه تحوّل بعد سنوات خمس من صدوره إلى "قانون دولي" بموجب صك الانتداب على فلسطين صيف 1922، ليصبح تنفيذ الوعد ملزماً للمجتمع الدولي، وما أضمره الصك من إلزام، أعلنه الواقع المستمر منذئذ.


العلاقة المستجدة بين الشمال الأوروبي بمطامعه الاستعمارية، والتراجع الحضاري في مناطق الجنوب، لم تكن سوى علاقة استخدام كل منجزات التقدم الغربي، لإنجاز سيطرة بشعة للشمال على الجنوب، فأفرزت تلك الحالات السياسية الغريبة، المتمثلة بوثيقة "وعد بلفور"، التي تشكل أسوأ نموذج تاريخي على المستوى الأخلاقي المنحط في ممارسات دول الاستعمار الغربي لتسلطها على مناطق الجنوب والشرق، ومنها الوطن العربي.


ممارسات السياسة الدولية التي تحولت فيها منظمات الأمم المتحدة من راعٍ لمحاولات الحفاظ على قدرٍ من الأخلاق في السياسات الدولية، إلى مسوّغٍ لأشكالٍ متعددة من السقوط الأخلاقي المتلازم مع كل تقدم تنجزه دول الشمال أو بعضها.


كان وعد بلفور من أخطر الوثائق السياسية الاستعمارية، لأن بريطانيا تصرفت بحق الشعب الفلسطيني في وطنه، وقدمت الأرض للحركة الصهيونية دون حق قانوني أو تاريخي أو إنساني.


فأرض فلسطين العربية كانت منذ الكنعانيين عامرة بالسكان والحضارة وباللغة عربية، وكان زعماء الحركة الصهيونية الأغنياء ينتهزون الفرص لتوطيد علاقتهم مع بريطانيا لإقامة دولة يهودية في فلسطين، مقابل الدعم اليهودي النشط لمصلحة بريطانيا في المستقبل والفوائد التي تعود عليهم إذا ما أقيم كيان قومي لليهود في فلسطين.


بريطانيا كانت ولا زالت الملومة على سياستها الاستعمارية، والتي كانت فعلاً الخطوة الأولى للاستعمار الصهيوني الذي يعيشه الفلسطينيون تحت احتلال "إسرائيل" المتمادية في تهويد فلسطين لتحوله إلى دولة"  قومية يهودية" لها أحلام لحدود أوسع من فلسطين التي ادعت أنها كانت أرضاً جرداء من غير شعب، ومنذ ذلك التاريخ و"إسرائيل" التي لا تتوقف عن ممارساتها ضد الفلسطينيين كل يوم .


وتعالت الأصوات المُطالِبة للحكومة البريطانية بضرورة التراجع عن "جريمتها" بحق الشعب الفلسطيني، المتمثل بوعد بلفور، وأن تتحمل مسؤولياتها السياسية والأخلاقية عن الظلم الذي أوقعته بالفلسطينيين وتعترف بحقوقهم التاريخية.


ويطالب الفلسطينيون رسميًا وشعبيًا، بريطانيا بالاعتذار عن هذا الوعد، الذي مهّد لإقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية، ويواصلون سعيهم من أجل استرداد حريتهم، سواء كان ذلك من خلال حل الدولتين أو من خلال النضال من أجل الحصول على حقوق متساوية لكل من يعيش في فلسطين التاريخية".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=48752