تحقيقات وتقارير

"عذراً الجهاز خارج الخدمة".. الى متى؟


الاعلام تايم _ مارينيت رحال

ما يزال مشهد الازدحام الكبير و الارتال الطويلة  تتصدر المشهد "الشارعي" في دمشق مع مطلع أول كل شهر أمام صراف مزدحم يبدأ المواطنون بالتسابق اليه.. اعتذارات جميلة "عذرا الجهاز خارج الخدمة مؤقتا"، تثير غضب وأحياناً سخرية من ينتظرون أيام الشهر الثلاثين لينتهي بهم الامر "انتظر" فكلمة "مؤقتا" قد تمتد إلى ساعات و ربما لليوم التالي أو أكثر.. 


موظفون ومتقاعدون يسعون في شوارع دمشق بحثاً عن صراف آلي حيث أصبحت عملية السحب ممكنة في أي وقت ومن أي مكان دون مراجعة فرع المصرف.. يشعر المرء وكأنه تَحقق له ما يرغب، لكن حين يستيقظ من حلمه ويرى الواقع على حقيقته، يعلم أن هذه الأتمتة وخدماتها المتطورة لم ترق إلى المستوى المطلوب في الأداء وتحقيق الأهداف المرجوة التي تسعى للوصول إليها، وخصوصاً في اختصار الوقت وتبسيط الإجراءات، بل بالعكس لقد ازداد الأمر سوءاً وأدى إلى مزيد من التعقيد في الإجراءات وهدر الكثير من الوقت.


في استطلاع لموقع "الاعلام تايم" يقول مجد موظف في إحدى الجهات العامة" إن معظم الصرافات الآلية خارج الخدمة.. ونضطر أن نجول على عدة صرافات في أماكن متباعدة و نصرف الكثير من المال على المواصلات  لنجد صرافاً يعمل .. ويكون الصراف شديد الازدحام".


و اشتكت بتول من  توقف الصرافات الآلية بعد انتهاء الدوام الرسمي اليومي وكذلك خلال أيام العطل،  لتطوف على الصرافات و إمضاء يومها بالتنقل من مكان لآخر بحثاً عن صراف يعمل.


وفي لقاء موقع "الاعلام تايم" مع معاون مدير المعلوماتية في المصرف العقاري المركزي و مشرف عام الصرافات الالية حازم النوري أكد أن أكثرية الصرافات و موثقة ببيانات صرفت أكثر من المعدل الذي يجب صرفه كنقود فهناك سقف تأميني للصرافات لا يمكن تجاوزه، فالصرافات خارج المراكز سقفها  التأميني 5 مليون ل.س يوميا و التي داخل المراكز سقفها التأميني  12 مليون ل.س يوميا و ضمن فترة الرواتب و أثناء الدوام يصل سقف لصرافات المركزية الى 20 مليون ل.س يوميا.


وأضاف النوري أنه ضمن الدوام "نغذي الصرافات الداخلية و بعد الدوام و تسكير الصالات  حوالي الساعة 4  نقوم بتغذية  الصرافات الخارجية" ليتمكن الناس من السحب مساء، مشيراً الى أن كل كل الصرافات يغذيها موظف واحد و ذلك  لنقص الكوادر البشرية، فيما يجب أن تقع المهمة على مجموعة مؤلفة من مشرف صراف و مساعد مشرف و سائق و الطاقة اليومية لكل مجموعة أن  تغذي 5 صرافات لا اكثر، أمّا الان شخص واحد فقط هو المشرف و أمين الصندوق و يغذي يوميا 22 صراف تقريبا  مع  العلم أنه لدينا في دمشق 122 صراف.


ولفت النوري الى أنه لا يوجد حلول لنقص  الكوادر البشرية بما أن الرواتب تنزل في وقت واحد، علماً أنه قبل الحرب كان هناك صرافات في الريف تلبي حاجات المواطنين، وقد خرج 60 صراف منها من الخدمة ما أدى الى ضغط على صرافات المدينة و بكوادر عمل محدودة جدا.


وأكد النوري أنه بقرار من رئاسة مجلس الوزراء يتم إعداد دفتر شروط لشراء 100 صراف الي عوضا عن المهترئة التي انتهى عمرها الافتراضي و إصلاحها مكلف جداً، مطالبا بدعم القرار بكوادر بشرية.


وبين النوري  ان الحل الوحيد للموظف لقبض الراتب في حال الصرافات كانت خارج الخدمة هو التوجه لصرافات المراكز المتواجدة في مركز المزة و الجامعة و المركز الرئيسي في  شارع 29 أيار  تكون  صرافاتها دائما ضمن الخدمة  للساعة 6 مساء، معتبراً أن المشكلة الرئيسية هي بالدرجة الاولى نقص الكوادر البشرية وعدد الصرافات. 


لماذا لا تقوم كل مؤسسة تقرر توطين راتب موظفيها بإحضار صراف آلي خاص بها و تضعه ضمن بناء مؤسستها؟ سؤال يمكن عند الاجابة عنه نكون قد تجاوزنا مشكلة الصرافات والماراتون اليومي في أول كل شهر.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=48729