مجتمع

الإحصاء يحكم الكون..


الاعلام تايم  _  خيرية أحمد


عندما نتحدث عن "الوصف، التحليل، التنبؤ، الدلالة، اتخاذ القرار، البحث، الاقتصاد، العلوم... الخ" هنا نشير إلى ماض وحاضر ومستقبل.. متغيرات وظواهر علمية لها خصائصها التي تترجم بطرائق وقوانين ومعادلات لقيم كمية ونوعية، وبالتالي نوصف الظاهرة ونفسر أسبابها ونستخلص نتائجها ونصدر قرار عليها، جميع ما ذكر سابقاً يدل على أسلوب معالجة البيانات والاستفادة منها الذي يتم عبر "علم الإحصاء" الأساسي في العلوم والأبحاث على اختلاف مجالاتها ووظائفها.


في 20 تشرين الأول يُحتفل باليوم العالمي للإحصاء الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة اعترافاً بأهمية الإحصاء.


اللجنة الإحصائية بالأمم المتحدة المنشأة في عام 1947 وضعت معايير منهجية ‏ومبادئ توجيهية دولية في جميع مجالات الإحصاء تقريبا، وأدت دوراً أساسياً في مساعدة ‏الحكومات على تحسين تقاريرها الإحصائية وزيادة إتاحة البيانات وتيسير مقارنتها من بلد ‏لآخر ومن منطقة لأخرى أكثر من أي وقت مضى.


كما بذل الكثير من الخبراء الإحصائيين جهود متفانية لإعداد تقارير ‏ومنشورات إحصائية. فهم يؤدون خدمة عامة لا يُستغنى عنها، خدمة تزويد المواطنين بمعلومات عامة يُعَول عليها ومحايدة عن مجتمعاتهم المحلية، وقيمُهم ‏الأساسية - وهي الخدمة والنزاهة والجدارة المهنية - تستحق كل الدعم لدى جميع الأمم.‏


"علم الإحصاء" يُعرف على أنّه ذلك الحقل العلميّ التطبيقيّ الذي يُعنى بشكل أساسي في جمع المعلومات ذات العلاقة بموضوع الدراسات والبحوث، والعمل على عرضها وتنظيمها ثمّ تحليلها وتبويبها بهدف الوصول إلى حلول منطقية للمشكلات، وبالتالي اكتساب القدرة على اتّخاذ القرارات السليمة بشأنها ضمن منهج علمي سليم، دون عشوائية وتخمين بل على أساس تحليلي سليم.


استُخدام هذا العلم بصوره البسيطة منذ القدم، واقتصر ذلك على عد السكان بهدف الشؤون العسكرية أو شؤون القتال أو لغرض توزيع الثروات على السكان، أمّا حديثاً وفي ظل الثورة العلمية والمعلوماتية والتقنية تطوّرت طرائق وأساليب الإحصاء الخاصّة بتقصّي الحقائق والوصول إلى نتائج أقرب إلى الواقع، حتّى انقسم علم الإحصاء إلى نوعين أو جانبين رئيسين هما الجانب النظريّ، والجانب التطبيقيّ أو العمليّ، أو الإحصاء الرياضي، حيث يتمثّل الجانب النظري في الاشتقاقات والقوانين والمعادلات والنظريات الإحصائية، أمّا الجانب التطبيقي فيتعامل هذا الجانب مع تطبيق الجوانب النظرية السابقة والقواعد لحل المشكلات المختلفة.


ويُعد "علم الإحصاء" علم العد أو الحصر لقيم الظواهر المختلفة المحيطة والمؤثرة في النشاط اليومي ثم أصبحت هذه الوظيفة تعطي لنا المزيد من البيانات والمعلومات التفصيلية في كل المجالات بأسلوب يخدم أغراض التخطيط والتنمية الإقتصادية للبلاد من خلال الإعتماد على النظريات الإحصائية في تحليل التغيرات وتفسير العلاقات بين المتغيرات وإيضاح أسبابها. لم تعد هذه الوظيفة قاصرة على تعداد السكان أو التعداد الإقتصادي فحسب بل أصبح يوجد الآن إحصاءات خاصة بالقوى العاملة وإحصاءات مالية ونقدية وغير ذلك لما هو ضروري وأساسي في عملية التقدم والتطور.


اليوم العالمي للإحصاء يعزز الوعي العام بأهمية العمل الذي يقوم به الإحصائيون كل يوم. فمن خلال جمع البيانات الدقيقة والموضوعية والقابلة للمقارنة، فإنهم يقدمون الدعم لمجموعة واسعة من النشاطات الوطنية والدولية، بما في ذلك جهود التنمية التي تهدف الى تحسين حياة الفقراء والضعفاء.


فلا غنى لأي بحث من البحوث الاجتماعية عن "علم الإحصاء"، حيث يعد الإحصاء أحد أدوات البحث العلمي، فلكي يجري الباحث بحثاً يتعلق بدراسة ظاهرة معينة لا بد له من أن يجمع البيانات عنها قبل أي شيء آخر، ثم يقوم بوضع هذه البيانات في صورة يسهل معها فهمها (أي عرض البيانات)، ومن بعد ذلك يشرع في تحليلها لكي يستخلص النتائج الخاصة بهذه الظاهرة، ومن ثم يتبين أو يستنبط القوانين التي تسير تبعاً لها هذه الظاهرة توطئة لاتخاذ القرار المناسب فيما يتعلق بالتدابير التي ينبغي اتباعها حيال هذه الظاهرة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=48515