تحقيقات وتقارير

بين أسعار جنونية وتبرير تاجر.. مواطن يستنجد


الإعلام تايم - رنا الموالدي


زيادة أسعار مرتقبة ينتظرها الشعب السوري  بقلق وتوجس، فالجميع يتحدث عن الشتاء المقبل وما ستتخذه المحلات مع بدء الموسم الجديد من زيادات  قد لا يتوقعونها.


نفس الأزمة تواجه الجميع كل موسم شتاء من مصاريف المدارس إلى الدروس الخصوصية المتواصلة طيلة العام الدراسي، مستلزمات الشتاء الأساسية يضاف إليها عبء الملابس الشتوية التي يزيد سعرها من عام لعام  كالعادة  ليصبح شراء قطعة واحده عمليه حسابية معقده .


فريق "الاعلام تايم" كان له جولة في أحد أسواق العاصمة، حيث وقفنا على الحركة لنجدها عادية دون إقبال الأمر الذي أرجعه مختلف الباعة والزبائن إلى الأسعار والتي تختلف باختلاف الماركات واختلاف المحلات التي يرتادها المتسوق فهناك محلات مشهورة  لا تعرف بضاعتها التخفيضات أبداً، فلو حاولت شراء ملابس الشتاء في عز موسم الحر، فستجد أن أسعارها ثابتة وذلك كاف لجعلها في مستوى يعجز معظم الناس عن التفكير في الشراء منها، مقارنة  بالمحلات العادية "الأكثر ملاذا وأمناً " إذ تتناسب ربما مع المقدرة الشرائية لاسيما وأن جودة ونوعية البضاعة لاتقل  مستوى عن تلك التي تباع في المحلات الراقية ذات الأسعار المرتفعة بحسب متسوقين.


وعن التحضيرات بحسب مواطنين، سجل إجماع على ارتفاع في الأسعار وزيادة في الميزانية المخصصة لاقتناء كسوة الشتاء، حيث لا يقل سعر لباس لطفل عمره 3 سنوات عن 35 ألف، مجرد كنزة وجاكيت و بنطلون، أما ملابس البنات فإنها أكثر تكلفة، حيث لا يقل ثمن لباس متوسط ترضى به البنت عن 50 ألف، فيما عرفت ملابس الرجال المفضلة وهي جواكيت الشتاء ارتفاعا أيضاً، أما ملابس النساء  شهدت ارتفاعا كبيرا مقارنة بغيرها، ليجدوا أنفسهم بين حيرة  التفكير في شراء الملابس الشتوية وتفضيلها على شيء آخر يكون أهم لعوائلهم ".


إلى الطرف الآخر في المعادلة الصعبة  وبسؤال أحد أصحاب المحلات" أوضح أنه بالفعل بدأ في عرض الملابس الشتوية قبل الموعد المحدد لها بسبب عزوف المواطنين عن شراء الملابس الصيفية"، مفسراً كعادة كل التجار جنون الأسعار أن المصانع والمستوردين هم من يتحكم في الأسعار ويقومون برفعها على المستهلك، وليس أصحاب المحلات، لكن المواطن يرى من وجهة نظره أن التاجر هو الذي يحدد سعر الملابس وهذا بالتأكيد غير صحيح لان متطلبات جلب البضائع يترتب عليها مصروفات كبيرة.


مدير حماية المستهلك حسام نصرالله بيّن أن المديرية يظهر عملها وفق الصلاحيات المعطاة لها والمهمات التي تقوم بها بإصدار لوائح الاسعار بناء على بيانات الكلفة المقدمة للبضائع والتي تشمل جيع مستلزمات الشتاء و مراقبة الاسواق للتأكد من التزام الأسعار.

وعلى الأرض تقوم المديرية بجولات تفقدية تتضمن زيارات لعدد من المحلات التجارية، للتأكد من اتباع شروط أسعار المنتجات المعروضة للبيع وكل مخالفة يتعرض صاحبها للمعاقبة وفق نص القانون 14 


على الجانب بدأت بعض المحلات الإعلان عن عروض "تنزيلات كبيرة" لموديلات الموسم الماضي، تمهيداً لطرح جديد الموسم، وهو في الوقت الحالي أمر غير اعتيادي في هذه الفترة، لكن موجة الغلاء دفعتهم إلى محاولات لجذب الزبائن علها تكون فرصة لبيع ما تبقى في مستودعاتهم ولشراء الناس ما ينقصهم من ملابس وأحذية وغيرها، بأسعار منخفضة قد تصل إلى أقل من السعر الأساسي.


في محلات بيع الملابس المستعملة التقينا العديد ممن نفذ صبرهم في البحث عما يناسب مدخولهم الشهري لكسوة الشتاء، فلجؤوا إلى الاستنجاد بمحلات البالة علهم يجدوا ضالتهم مقارنة بمحلات الملابس الجديدة التي ترتفع أسعارها طرداً مع انخفاض درجات الحرارة، لتخبرنا إحداهن " لم أفكر إطلاقاً في زيارة هذه المحلات لأنني متأكدة أن الأسعار خيالية، أما ملابس الباله  فهي معقولة وما يهمني هو أن أشتري و أدخل السرور إلى نفسي و أسرتي".


أجواء استثنائية طبعت شوارع العاصمة غلبها استياء أغلبية المواطنين وتذمرهم من غلاء مختلف أنواع الملابس، فنجاة المواطن من التهاب أسعار بعض المواد الاستهلاكية خلال الاسابيع الماضية والتي عرفت استقراراً وانخفاضاً بعض الشيء جعلته يأمل أن ينجو مرة أخرى من هذا الارتفاع في أسعار الملابس، غير أنه اصطدم  بأسعار خيالية تكوي جيبه.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=48463