وجهات نظر

السياسي و... الراقصة

نبيه البرجي


الإعلام تايم-الديار

 

لماذا يصرّ بعض الساسة عندنا على دور القهرمانات؟ القهرمانات على أبواب ألف ليلة وليلة...

أحدهم ذكّرنا بالفيلم المصري "السياسي والراقصة". هنا التماهي ـ حقاً ـ بين السياسي والراقصة. لمن نرفع الكأس، لفيفي عبده أم لتحية كاريوكا؟

لماذا لا تعيّن هيفاء وهبي، أو مايا دياب، او ميريام فارس، وزيرة  للشؤون الاسترتيجية؟ (في اسرائيل يوجد المنصب ويشغله يوفال شتاينتس، وهو فيلسوف واستاذ جامعي).

كنا قد أشرنا الى أن الجنرال شارل ديغول، الذي يحمل صليب اللورين، علّق وساماً على صدر بريجيت باردو (صدرها الهائل) لأنها قدمت للخزينة الفرنسية أكثر مما قدمته مصانع مارسل داسو التي أنتجت الميراج.

وما أدراك ما فعلته طائرات الميراج بالعرب في حرب حزيران 1967. معلقون اسرائيليون اعتبروها آنذاك تجسيداً لنبوءة توراتية حول طيور بيضاء تقود العبرانيين الى النصر.

سفير لبناني روى لنا أن شخصية سياسية بلغ بها الغرام بالوزير ثامر السبهان حد السؤال " متى نراك سفيراً في ديارنا يا معالي الوزير؟".

السبهان الذي نقله لسانه من صاحب السعادة في بغداد الى صاحب المعالي في الرياض، فوجىء بالسؤال قبل أن تستدرك الشخصية اياها "هذا اعجاباً بك وبمواقفك، لكننا من القلب نريد لك الصعود الى الأعلى".

الى الأعلى؟ صدم السبهان. مجرد التفكير في ذلك تقطع رأسه. الأعلى أن يعين ولياً للعهد. لا، لا. لا ريب أن السبهان يريد منصب وزير الخارجية محل عادل الجبيرالذي لا يستسيغ "الانتهازية المفرطة" للساسة في لبنان. في جلساته، وكما يروي صحافيون سعوديون، يعدد الأسماء، بدءاً برأس كبير وضع تحت المجهر في بلاط الأمير محمد بن سلمان.

كان المرجع الدستوري الفذ ادمون رباط يقول ان الساسة في لبنان يتوارثون "لوثة القرن التاسع عشر". بعضهم في حقيبة القناصل والبعض الآخر تحت سراويل القناصل.

هي الشيزوفرانيا اللبنانية. تراثنا الفولكلوري يوحي بأن الله خلقنا من الزمرّد لا من الطين. سعيد عقل، استاذنا، الذي لم يستطع أن يحصل على مقعد نيابي في قضاء زحلة، لطالما قال اننا نحن، الذين مكاننا بين النجوم، عباقرة هذا الكون، مع أن بعض نواب القضاء لم يكن يساوي، وبحسب قوله، "بنطلون عاصي الرحباني".

نطأطىء الرؤوس، وتكاد تلامس أقدامنا، أمام دول الوصاية، بالأحرى دول الوصايات (والمصالح). أحدهم كاد يرتمي بين ذراعي سفيرة الأورغواي، في حفل أخير، لأن شريكاً له يحترف التهريب ما بين بلادها ودول أخرى في أميركا اللاتينية.

قطب حزبي، وعرف بتنبؤاته العجيبة والعجائبية، والى حد ما من مدرسة ليلى عبد اللطيف، أكد لزواره من بلدة في "الأطراف" أن انتقال السلطة في سورية حتمي "وأنا أرى بعيني رأس بشار الأسد بين يدي دونالد ترامب".

واثق، ربما عبر الخط الساخن مع السماء، كما كانت حالة جورج دبليو بوش، بأن "انتقال السلطة في لبنان أكثر من حتمي لأن بنيامين نتنياهو عازم على إزالة أي أثر لـ"حزب الله" في لبنان".

في عام 1974، قال لنا العميد ريمون ادة "أن لبنان مثل قطعة معدنية بين قطبين مغناطيسيين. القطب الأول هو العرب الذين تختزلهم سوريا، والقطب الثاني هو الغرب الذي تختزله اسرائيل. التوازن بين الجانبين كان يؤمن الاستقرار في البلد".

ادة رأى أنه مع النتائج التي أتت بها حرب حزيران 1967، انكسر التوازن، ودخل لبنان في المتاهة. هذا الكلام عشية الحرب الأهلية. الآن، المنطقة كلها تدور داخل الزلزال. الى أين يمضي لبنان؟

هذا اذا بقي شيء من الجمهورية التي اذ ولدت قيصرياً، بقيت على مدى قرن تقريباً تقتات من الأزمات...

الدنيا انقلبت على الدنيا. المتاهة تستولد المتاهة. من ينصح الساسة عندنا، بالأحرى أكثرهم، أن ينزعوا شاربي عنترة بن شداد ويحلّوا محلهما شاربي غوار الطوشي؟!

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=48455