تحقيقات وتقارير

نسور سورية.. رجال صدقوا فجاءهم النصر المبين


الاعلام تايم _ طارق ابراهيم


"كانت الطائرات الإسرائيلية تصطدم بحاجز اللهب، عندما كانت تحاول مهاجمة القوات العربية في الجبهة الشمالية، وإن كل ثماني طائرات إسرائيلية تحاول اختراق هذا الحاجز يعني التضحية بسبع منها، وهذا ما كبد الإسرائيليين أفدح الخسائر بل إنهم واجهوا في كثير من الأيام كوارث حقيقية وفي إحداها ضحوا بإحدى وتسعين طائرة في خلال عشر ساعات"... جريدة اللوموند الفرنسية 11/10/1973م.. اعتراف صريح من صديق العدو لا بل من العدو نفسه،  بالدور البارز لسلاح القوى الجوية والدفاع الجوي الذي ظهر جليا في حرب تشرين التحريرية، حيث أسقط المئات من طائرات العدو سواء بالاشتباك المباشر أم عبر وسائط الدفاع الجوي، وجعل العدو أمام عجز حقيقي عن القيام بأعمال حاسمة كان يظن أن له "الذراع الطويلة" فيها، وتوج سلاح الجو مدى أهميته في الانزال الذي أثمر بتحرير مرصد جبل الشيخ.


مواقع النسور ووسائط دفاعهم، التي تأسست في 16 من تشرين الأول عام 1946، ولما لها من عامل الردع وتحطيم أسطورة جيش الاحتلال كانت ضمن خطة الاعتداء بل وكانت في مقدمة أهداف الحرب الارهابية المستمرة منذ سبع سنوات على سورية، وكانت من أسباب هذا الاستهداف الممنهج ضمن أجندة الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية وتنفذها أيادٍ تدعّي زوراً انتسابها للعروبة.. مشاركة سلاح الجو ورغم ضآلة الامكانيات في حرب 1948 وفي صد عدوان 1956 على مصر، كما شاركت في الدفاع عن لبنان ضد العدوان الاميركي الاسرائيلي المشترك1982.


العهد والعقائدية التي تربى عليها نسور سورية الابرار أثبتته أفعالهم وأخلاقياتهم والقيم السامية التي تميزوا بها وظهرت جلية باعتماد مبدأ "سماؤنا حلال لنا حرام على غيرنا"، فكانوا خير رجال"صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا"، ولبوا النداء "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون"، فجاءهم النصر المبين..


ومع تواضع إمكانياتهم مقابل الحشد التكنولوجي الذي قدم لأعداء الوطن والعقيدة، فقد سطر نسور الجو أبلغ ملاحم البطولة في وجه أشرس هجمة عرفها التاريخ القديم والمعاصر.. ورغم ذلك وقف نسر سورية صامدا صابرا في وجه رياحها الصاعقة متسلحاً بالعقيدة والايمان وكله يقين أن ثمن عزة الوطن غالٍ والتضحية في سبيل ذلك ثمرته الجنة التي "لا يلقاها الا الذين صبروا"، فكان خير نموذج يحتذى به.


العميد الطيار المتقاعد رياض حسن قال في اتصال هاتفي لموقع الاعلام إن ماقدمه نسور سورية في الملمات التي أصابتها أنموذجا في العطاء، فهم أعطوا الوطن أغلى مايمتلكون للحفاظ على سيادة سمائه وتحريمها على كل من تسول له نفسه أن ينشر روائح نتنه مكان عبق الياسمين.


"إن ما فعله نسورنا ورجال دفاعنا الجوي البواسل كان خارقا ، وإنهم لجديرون منا بكل الحب والتقدير والإعجاب"، أضاف العميد حسن مستشهداً بقول القائد الخالد لنسور الجوية في تشرين التحرير، يخوض اليوم نسورنا كما فعلنا بالامس "معركة الشرف والعزة ، دفاعا عن أرضنا الغالية ، وبعزيمة صلبة وتصميم قاطع على أن يكون النصر حليفنا فيها.. فعدو اليوم ، مثل من سبقهم من دعاة الحروب ، لا يقفون عند حد ولا يردعون،  إذا لم تردعهم الشعوب المؤمنة بحقها، المكافحة في سبيل حريتها ووجودها".


ووجه العميد حسن كل التحية  لنسور سورية في القوى الجوية والدفاع الجوي، بمناسبة ذكراهم الـ71 الذين قدموا الاف الشهداء في وجه استهداف الوطن فكانوا خير من رمى العدو بسهم الحق، وخاصة  وقوفهم بثبات وعزيمة ضد الهجمة الارهابية التي تستهدف بلدنا منذ سبع سنوات.


واليكم قصة أحد نسورنا التي تناولها موقع الاعلام في وقت ليس بالبعيد:
جاء الامر.. سيدي يطلب إليك أن تقفز وتترك الطائرة لأنها لن تقوى على آداء المهمة.. عطل فني سيتسبب في كارثة.. صدر الحكم السقوط حتمي.. لبرهة من الزمن.. الافكار متسارعة في ذهن الطيار الشهيد أيهم خضرة.. إما أن تقفز بمظلتك وتنجو بنفسك تاركاً الطائرة التي أصيبت بعطل فني بعد إقلاعها من مطار حماة، لتتحطم فوق الاحياء السكنية المكتظة بالمدنيين بحي النصر بحماة، أو تحاول أن تبعد الاذى عن المواطنين في المنطقة قدر الإمكان وبالفعل كان ثمن ذلك غالياً إنها الروح .. أما الطائرة فقد تحطمت في حديقة المختار داخل حي النصر بحماة وأنقذ بذلك حياة عشرات المدنيين القاطنين بالمنقطة.


نعم إنهم نسورنا الذين "يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"، وما أجلّها لو كانت الروح.. ماحدث ليس نادرة أو قصة فريدة بل واحدة من آلاف قصص التضحية والبطولة التي يقوم بها مغاوير الجيش العربي السوري...


هو واحد من آلاف الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وجعلوا من أجسادهم سداً منيعا في وجه الارهاب التكفيري والسموم الوهابية وأزلامها الذين أتوا "لنصرة الشام" على حد زعمهم، ضحى بحياته من أجل إنقاذ حياة آلاف الأسر القاطنة في ‏حي النصر، وقبل أن يسقط مقاتلته حاول التحفيف من الحمولة بعد إعلام المطار بعطل أصابها ، وقد أعطيت الأوامر بترك المقاتلة والهبوط بمظلته.. أبى الشهيد خضرة فحاول المناورة وإفراغ حمولته بأماكن غير مأهولة أو غير مكتظة قدر الامكان.


المحاولة الاخيرة، كانت بأن يقترب ما أمكن من مدرج الهبوط مجنباً الحي الأضرار من انفجار ولكن الشهادة كانت أقرب، ليضحي بنفسه داخل مقاتلته..


هؤلاء هم أبطال الجيش العربي السوري الذين حاول الاعلام المعادي شيطنتهم، هؤلاء من علينا جميعاً دعمهم والوقوف بجانبهم، لأنهم يقاتلون من سرقوا نفطنا وقمحنا وقطننا ومعاملنا، ويحاربون قتلة علمائنا وأطبائنا، ومخربي كنائسنا وجوامعنا، ويواجهون من هدم مشافينا ومدارسنا، ومن اقتلع الخير من بلادنا.

  

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=48446