وجهات نظر

باختصار: ملفات تحرق يد الأميركي أو تبردها

زهير ماجد


الإعلام تايم- الوطن العمانية

 

عدنا إلى الخربطة، أو بالأحرى إلى استدراك اميركي بالعودة الى لعبتها في أن الشرق الأوسط ملعبها الأساسي والرئيسي والذي لولاه لما كان لها كل هذا الحضور والنعيم. وفي هذا الاتجاه لابد للأميركي ( ترامب) سوى خيار القضايا اللاهبة، ليس لحرق أصابعه، بل لإعادة تسخين المنطقة والعالم بما يضمن له التألق وحيداً.

أول الملفات المشتعلة هي إيران، وثانيها حزب الله، وربما قبل هذا وذاك كوريا الشمالية .. خيارات ساخنة ذات حرارة عالية، هذه ليست أعداء، الأميركي لا يعادي، الجبار يتطلع حواليه بازدراء إلى كل ما يحيط به فلا يرى من يجاريه في الجبروت والقوة، فيتجبر أكثر.

هذه مجرد ملفات تحتاج لإعادة وضعها على الطاولة من أجل أن يظل الأميركي كما قلنا سيداً لكل ما يخص العالم وخصوصاً الشرق الأوسط. وكلما كان للملف حرارة عالية وملتهبة، كان هنالك أصول للعبة الأميركية. الملف الإيراني في أعلى درجات التتابع الذي ينذر بتوقعات متناقضة، منهم من يرى رفضاً من ترامب له، ومنهم من يعتقد أن الرئيس الأميركي سيرميه إلى الكونجرس ليغسل يديه من أي قرار شخصي، والبعض يسأل ماذا سيكون عليه الموقف الأوروبي الذي وضع امضاءاته عليه.

 

أما ملف حزب الله، فهو ليس جديداً بالنسبة للأميركي طالما أن الاسرائيلي من يتابع الهمس والقول والكتابة ضده، كونه مشكلته التي يبحث عن حل لها ضمن منظوره أو تصور الأميركي له، بل يتابع الطرفان التنسيق به على أعلى المستويات كونه وجودياً بالنسبة لإسرائيل، وبالتالي في غاية الأهمية للأميركي. ولا بد هنا من تكرار القول، أن الاسرائيلي ليس لوحده في منطقة الشرق الأوسط من يضع ملف حزب الله على الطاولة اليومية باعتباره الوجبة الدائمة أمام القيادة وحتى الناس، بل هنالك في هذا الشرق من ينتظم في منظور اسرائيل ومن ينشغل مثلها في البحث عن الطريقة التي يتم فيها قتل حزب الله.

الملف الكوري الشمالي لا يشغل البال الاسرائيلي، فهو بالتالي أقل سخونة عند الأميركي، مع أن بعض التحليلات تراه الأقرب إلى الصراع المفتوح الذي يقترب من مفهوم حرب بين الطرفين، خصوصا وأن الكوري يرفع سقف التحدي إلى ذروته، وكلما فتح الأميركي بابا للحوار، أغلقه الكوري الا بما يراه مناسباً لعملية الحوار التي يجب أن تتم من خلال مفهومه الخاص لها.

 

اذن الشرق الأوسط يتجه إلى الخربطة التي من شأنها أن تعيد المنطقة الى حماوة لا هبة، وهي بالتالي تستفز الأطراف المستهدفة، ليس على سبيل القلق، بل الاستشعار عن بعد بأن أخطاء الأميركي التي ترتكب في هذه الفترة وخصوصاً في الملف النووي، سوف تصيب العالم كله، بل سوف تدخل الشرق الأوسط في صراع جديد مآله قديم، وعودة على بدء، سيبدوان المتضرر الاكبر من هذا كله القارة الأوروبية، وتحديدا في الملف النووي .

هل ما يتحدث عنه الرئيس ترامب من مفاجأة في منتصف هذا الشهر هو ذاك الملف الذي وضعت ايران كل الاحتمالات بشأنه، ورسمت من بعيد أسرار البيت الأبيض الأميركي التي لم تعد بالنسبة لها أسرارا بقدر ما هي خيار لعبة اسرائيلية لم يستطع الاميركي مقاومتها، بل هو من رأى فيها خيراً من أجل حضور دائم التوهج في المنطقة، وكما قلنا فإن الأميركي قد لا يساوي حضوره شيئا أن لم يكن اللاعب الدائم والأقوى في الشرق الأوسط كما يقول محمد حسنين هيكل.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=48375