وجهات نظر

ويبقى الفرح سورياً

منار ديب


الاعلام تايم - منار ديب

                                

وقفت دموع مقلتيها سداً منيعاً بين رؤية الحلم يكتمل وبين فرحها بما تسمعه وتراه في أنحاء سورية.. وكأنها غشاوة تعيدها إلى سبع سنوات، ذهبت بألمها وحزنها ودمائها وشهدائها وضحاياها لتتوج اليوم بالتفاف 23 مليون عربي سوري نسوا انتماءاتهم ومذاهبهم ومبادئهم وآراءهم، حول منتخبهم العربي السوري، منتخبهم الذي لازمته صفة العربي قبل السوري ليكون مسانداً ومقاتلاً ومدافعاً كالجيش العربي السوري، وليكون توأمه في رسم فرحة الانتصار على وجوه الشعب العربي السوري، توأمه في تناسي وجعه وقهره ليجعل الفرح سورياً.. سورياً فقط وبامتياز.

 

 

خاض المنتخب العربي السوري "الصرف" مباريات الملحق الآسيوي لتصفيات كأس العالم في سورسيا 2018 برجولة وشجاعة وبتحدي الصعاب رغم إمكانياته التي لا تقارن بالفرق الأخرى العالمية، ورغم الظلم الذي واجههم.. ليكونوا وردة نبتت من قلب الصخر ومن قلب الظلم والإرهاب العالمي عليه.

 

فشكرا لأنكم أيقظتم فرحنا النائم .. شكرأ لأنكم ما رضيتم السكون واستبدلتموه بالعزيمة والإصرار والشجاعة وكنتم سفراء للبطولة والرجولة، لتكملوا ما بدأه الجيش العربي السوري منذ سبع سنوات في حربه ضد الإرهاب والتكفير على أرض مقدسة لم تنجب إلا فرساناً يحملون راية السلام والإبداع والحب والفرح، وليستحقوا الاحترام والتقدير من قبل الجميع وهذا ما أقره الخصوم قبل المؤيدين.

 

23 لاعباً توحدوا كأنهم 23 مليوناً سورياً حول غاية واحد ليس تسجيل الأهداف فقط، بل جمع السوريين على المحبة والفرح والأمل بمستقبل مزهر يكتبه كل السوريين.. يكتب بالتسامح والتصالح.. بالإعمار، بالعمل على ترسيخ فكر الانتماء لتراب هذا الوطن.

 

ملايين تجمهرت واحتشدت في ساحات الوطن الشاسع ،رفعت الصوت واحداً لتقول نعم لسورية الواحدة الموحدة.. نعم للعلم الذي خطت ألوانه بألوان الأرض والحب والسلام .. نعم لكوادر سورية مبدعة وقديرة وجديرة بالاهتمام والاحتراف.. نعم لسورية الحضارة ..ليبقى الفرح سورياً.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=48349