الإعلام تايم - خيرية أحمد

"الجنون، السخرية، الخجل، الارتباك، الشك، الخوف" جميعها كلمات نسمعها عند ذكر "زيارة العيادة النفسية والحاجة إلى الدعم النفسي"، ناتجة هذه الكلمات عن غياب المفهوم الايجابي للصحة النفسية بالإضافة إلى قلة المعرفة، وكثرة المعلومات المغلوطة والخرافات المرتبطة بالصحة النفسية.

لذا تشكل الصحة النفسية جزءاً لا يتجزأ من مفهوم الصحة الذي عرفته منظمة الصحة العالمية في إعلان "ألما آتا" لمبادئ الرعاية الصحية الأولية (1978) بأنه "حالة من اكتمال السلامة جسدياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرد انعدام المرض أو العجز". وبذلك تصبح الصحة النفسية "حالة من العافية يمكن فيها للفرد استخدام قدراته وتعزيزها من أجل التكيف مع أنواع الإجهاد العادية والعمل بتفان وفعالية والإسهام في مجتمعه.

وتحيي بلدان العالم 10 أكتوبر/تشرين الأول من كل سنة اليوم العالمي للصحة النفسية، حيث يكرس هذا اليوم لتعريف الناس بمخاطر التوتر النفسي والأمراض النفسية.

وكان الاتحاد العالمي للصحة النفسية أول من بادر بتحديد يوم 10  تشرين الأول عام 1992 للتوعية بالصحة النفسية. حصلت هذه المبادرة على دعم منظمة الصحة العالمية. جعل هذا اليوم في بلدان العالم لنشر الوعي الصحي بين الناس وتعريفهم بمخاطر التوتر النفسي وعلاقته بالأمراض الأخرى، وتهدف الفعاليات التي تقام إلى التقليل من انتشار الاضطرابات النفسية بسبب الأوضاع الاجتماعية ومشاكل العمل وغير ذلك.

كما أن "عدم الأمان، فقدان الأمل، التحول الاجتماعي السريع، انتشار العنف، عدم احترام الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية" جميع هذه العوامل والتحولات تشكل ضغوطاً نفسية شديدة هي الأرضية الأساسية لعدم الحفاظ على مستوى فاعل من الصحة النفسية.

وتُعد الصحة النفسية من الأمور المهمة التي يستطيع الفرد أن يوفق بينه وبين البيئة التي يعيش فيها، فهي تساعده على العيش بسلام ومواجهة التحديات والأزمات التي تواجهه بحيث يكون قادرا على التكيف مع تلك البيئة وبصورة.

 

فالصحة النفسية تمثل الأساس اللازم لضمان العافية للفرد والجماعة والمجتمع، وتمكين الجميع من تأدية وظائفهم بشكل فعال.

وهذا ما يؤكد عليه أحد العلماء بقوله "من يمتلك الصحة يمتلك الأمل، ومن يمتلك الأمل يمتلك كل شيء".