وجهات نظر

باختصار: مسارات جديدة

زهير ماجد


الإعلام تايم -الوطن العمانية

 

قلنا في هذه الزاوية قبل أكثر من شهر إنه لابد من بوكمال مهما حاول الأميركي المنع إليها، فهي اليوم مدينة الصراع الذي يريد تثبيت الفصل بين سورية والعراق ، أي بإغلاق الخط القادم من إيران عبرها إلى سورية فلبنان.

في منطقة الصراع الأوسع، تتغير معادلات، تتحول من تحالفات إلى مسارات، فمن قال مثلاً أنه قد يصل وقت ما، يتوجد الموقفان الروسي والتركي لقتال جبهة " النصرة " في إدلب .. لابد من فهم مشكلة كردستان التي ستغير لدى التركي مالم يكن يريد الوصول إليه، وهو الذي بدأ عملية تحوط من خطوة البارازاني الانفصالية، خوفاً على أكراده.

ثم من كان توقع أن يذهب أردوغان إلى إيران، في الوقت الذي تبدو الدهشة على الجميع، من زيارة الملك السعودي إلى روسيا، ومحاولته وضع أوراق أساسية له بيد الروس، فحين لا يتحدث لا هو ولا وزير خارجيته الجبير حول مصير الرئيس السوري الأسد نكون أمام تصور ما صار من تفاهم سعودي مع الروس.

النقطة المركزية الآن، تبدو انتظاراً لما سيقدم عليه الرئيس الأميركي ترامب اتجاه الاتفاق النووي مع إيران .. فهو يردد أن انتظروا مفاجأة في هذا الصدد، لكن ظل نتنياهو هو الغالب على هذا المشهد، بمعنى أن إسرائيل تضغط باتجاه خروج أميركا من الاتفاق، في حين تبدو أوروبا والصين وروسيا في قمة التمسك به، مما يعني صراعا بينه وبينهم، أو على الأقل يحاذر المضي في موقفه.

الإيرانيون من جهتهم لهم ردود متعددة على خطوة ترامب إن فعلها، لعل أبرزها رد قائد الحرس الثوري الإيراني الذي جزم أنه في حال خروج أميركا من الاتفاق المشار إليه، سوف يكون على إيران أن تتعامل مع الجيش الأميركي مثلما تتعامل مع " داعش"، بل أنه أضاف على الأميركي أن يبعد جنوده عن الحدود الإيرانية مسافة ألفي كيلومتر على الأقل، بمعنى أن يخرجهم من منطقة الصراع السوري العراقي اللبناني ، أي من منطقة الشرق الأوسط برمتها.

إنها مسارات جديدة إذن في منطقة تتشقلب فيها الصراعات والتحالفات حتى تبدو كأنها بدأت البارحة .. وهنا لابد إضافة إشارة لها عنوان أيضا، فلماذا أوقف الأميركي التأشيرات إلى الأتراك الذين يرغبون الذهاب إلى أميركا ..إنها محاولة فاضحة لاحتضانه لخطوة البارازاني الانفصالية التي يرعاها ويقيم لها تفاصيل تجميلية كي تحقق أهدافها، فإذا ما نجحت ، وقع المحظور ، وهو قسمة تركيا والعراق وإيران وليس معروفا إذا ما كان أكراد سورية يطبقون تلك الخطوات الانفصالية ، علما أن الواقع في شمال سورية مختلف تماماً نظرا للحالة الفسيفسائية الواضحة هناك بالنسبة لواقع السكان الخليط بين مكونات متعددة.

هل تعني تلك المسارات الجديدة اقتراب الحل السوري والعراقي .. ربما يكون الجواب أكثر ترددا هذه المرة ، إذ أن مشكلة كردستان سوف تتعمق ضبابياً وتدخل في صراعات تختبيء وراء كم المواقف المضادة لها، وخصوصاً إذا ما أقدم البرازاني على خطوات تصعيدية ورفض التراجع عما أقدم عليه، إضافة إلى نقطة جوهرية مفادها خروج الأكراد الرافضين لخطوته عن صمتهم.

ثم ماذا عليه جنوب سورية وهو لب الصورة، فأقدام من ستبقى هناك، وقد ذهب نتنياهو مرات إلى موسكو ليقول للروس بأنه يرفض تماماً وجود إيران وحزب الله على حدود كيانه.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=48334