نافذة على الصحافة

إعادة إنتاج الإرهاب.. استراتيجية أميركية بأدوات إقليمية


الإعلام تايم - صحافة


كتبت صحيفة الثورة أن  أميركا تعمل على أكثر من اتجاه لمحاولة منع انهيار مشروعها الاستعماري في المنطقة، بعد أن بدأ "داعش" يلفظ أنفاسه الأخيرة، في ظل الانتصارات السورية والعراقية على جميع جبهات القتال مع التنظيم الإرهابي، فتتشبث بالورقة الكردية كأداة للتقسيم، وتقبض بكفيها على جمر الإرهاب لإعادة النفخ فيه من جديد، وتحاول خلط كل الأوراق لإعادة الأمور إلى المربع الأول.‏


وتابعت الصحيفة "إقليم شمال العراق الذي تدفع به واشنطن نحو الانفصال، بات يحوي الآن عددا من معسكرات التدريب لإرهابيي "داعش" بعد أن نقلتهم أميركا إلى الإقليم من الحويجة، وبعض المناطق في البادية السورية، وبتمويل سعودي وإماراتي، بحسب ما أفادت به تقارير استخبارية، أكدت أن عمليات نقل الإرهابيين تتم أيضا باتجاه ليبيا وسيناء، بهدف إعادة إنتاج التنظيم ، واستثماره من جديد".‏


ولفتت الصحيفة أن أميركا تجهد أيضاً، وعبر القاعدة التي أنشأتها في التنف على الحدود السورية الأردنية للحفاظ على ما تبقى من داعش، فباتت تلك المنطقة قاعدة انطلاق للهجمات ضد مواقع الجيش العربي السوري، وهو ما أكدته وزارة الدفاع الروسية، وهذا يعيد إثارة العديد من الأسئلة حول الدور الوظيفي للأردن،ويكشف زيف الإدعاءات التي يطلقها مسؤولو النظام الأردني حول الاتجاه نحو تصحيح مسار تعاملهم مع التنظيمات الإرهابية التي احتضنوها، وأداروا دفة عملياتها الإرهابية في أكثر من منطقة في الجنوب السوري.‏


وبيّنت الصحيفة أنه في المقلب الآخر يسعى أردوغان الذي يكتوي بنار الخوف من خطر ارتداد التقسيم الصهيو أميركي، إلى أن يمضي في مشروعه العدواني لتحقيق أطماعه التوسعية في سورية، ويرغب في أن تكون إدلب التي بدأت تدغدغ أوهامه، بديلاً عن حلب التي لم تغادر يوماً مخيلته، وبحجة "خفض التوتر"، يركب على ظهر الإرهاب "المعتدل"، للدخول إلى إدلب، بقصد استبدال تنظيمات إرهابية، بأخرى أكثر إرهابا، وهذا ربما يكون مقدمة لدمج إرهابيي النصرة مع نظرائهم في "الجيش الحر"- بعد إيهام العالم لاحقا بأن "النصرة" قد هزم- ومن ثم إطلاق تسمية أخرى على المنتج الإرهابي الجديد.‏


وختكت الصحيفة أن "إرهابيو النصرة سيكونون البديل الأساسي لداعش، حسب ما تفيد به كل المعطيات، وهذا يفسر سبب امتناع واشنطن عن محاربتهم، واستماتة التحالف الذي تقوده في حمايتهم، وسعي أردوغان لإعادة احتوائهم ضمن صفوف إرهابييه "المعتدلين"، ولكن هل ستنجح خطط أقطاب العدوان على البيدر السوري؟.. انتصارات الجيش في الميدان، وتصميمه على اجتثاث الإرهاب بكل أشكاله وتسمياته، هو ما يعطي الجواب لاحقاً".‏
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=48292