تحقيقات وتقارير

"حبي نفسك".. الأسباب المانعة لفحص الثدي تلاشت


الاعلام تايم _ رشا غانم


"حبّي نفسك"، مترافقة مع ابتسامة، عبارة أرادت منها المديرة العامة لمجمع الشّام الطّبي د. ندى نعمان أن تكون شعاراً لكل امرأة اليوم خلال الحملة الشاملة التي تتزامن في كل عام من الايام الاولى لشهر تشرين الاول لمكافحة سرطان الثدي والتي تسمى عالمياً بحملة "الضمة الوردية".. المرض ليس عيب، ولا عقوبة من السماء بل على العكس تماماً هو اختبار لنا ولصبرنا.. كلمات تلغي كل أسباب الخوف والخجل عند الكثيرات، بالإضافة إلى التّكلفة المادية من إجراء هذا الفحص، فيما أخريات ينقصهن الوعي والدّراية الكافية عن المرض وأعراضه وعوامله وكيف يمكن تجنبه.


سرطان الثدّي هو نوع من أنواع السّرطان الذّي يصيب النّساء بالتّحديد ،لكنه قد يصيب الرجال أيضاً، حيث يظهر في أنسجة الثدي، ومن علاماته تغير في شكل الثدي، وظهور كتلة فيه ،بالإضافة إلى  خروج سائل من الحلمة أو ظهور بقعة حمراء ذات قشور.


وزارة الصّحة بسورية تقوم كعادتها بالحملة التّوعوية في الاسبوع الاخير من شهر أيلول، من أجل الكشف المبكر عن سرطان الثدي، متضمنة تصوير "مامو غرام" مــجــانــي، في عدد من المشافي والمراكز التابعة وتشمل الحملة توعية لفئة السيدات من سن الـ25 ومافوق ، وتشجع على الفحص لفئة السّيدات من سن الـ40 عام ومافوق، ويشمل الفحص 8 محافظات.


وفي لقاء خاص لموقع الاعلام تايم قالت الدكتورة نعنمان "شهر تشرين الأول هو شهر مكافحة سرطان الثّدي بامتياز، حيث يقيم المركز حملة مجانية لفحص مامو وإيكو".. عادة ما تكون الحملة لمدة 3 أيام من شهر تشرين الأول، إلا أنّ وزارة الصّحة أرادت تمديد الفترة، فحاولنا بقدر استطاعتنا، حيث سيكون الفحص كل يومي سبت وأحد من شهر تشرين الأول مجاناً، ويترافق ذلك مع محاضرات توعوية، ففي السابع من تشرين يوم السّبت القادم ستكون محاضرة عن أسباب مرض السّرطان، طرق الوقاية والعلاج، بينما في 21 من هذا الشهر، هناك محاضرة مفتوحة، وسيكون هناك أطباء للإجابة عن أي سؤال يخطر على بال السيدات".


وأكدت د.نعمان "ما يمّيز حملتنا أنّها تتضمن معاينة قبل المامو ، حيث نقوم بمعاينة المرأة لكي نجنبها فحص المامو إذا لم تكن بحاجة لذلك"، مضيفة "لطالما نقوم بالإحصائيات، من لديهم إصابة، من شُفيت، ونتابع مع النّسوة حتّى لو لم تتم معالجاتهنّ عن طريق المركز، وأهم شيء أننّا نقوم بتحريض المصابة بالمرض لتأخذ دواءها، كما لدينا مساندة نفسية للنّسوة التّي تعاني من هذا المرض".


ولفتت الدكتورة نعمان الى الاقبال الكثيف من النساء اللواتي قصدنه بغرض إجراء الفحص، مشيرة الى أنه يجب علينا توعية الّرجل حول هذا المرض، فعليه أن يساند المرأة تماماً، وأن يكون معها لا عليها، وأن يقدم لها كافة أنواع الدعم .


نسرين أحمد، مصابة سابقة بمرض سرطان الثدي، تمكنت من الشّفاء من المرض قبل أن تضطر للخوض في معاناة العلاج الكيمائي وتوابعه، فقط، لأنها تشجعت وتجاهلت مخاوفها واتجهت إلى أحد المستشفيات، وأجرت فحص لسرطان الثّدي، حيث اكتشفت أنها تعاني عن طريق الصّدفة بأنها مصابة بالمرض، وتمكنت بجرأتها وشجاعتها ووعيها أن تشفى من المرض وجنّبت نفسها معاناة العلاج.


وكما يقال درهم وقاية خير من قنطار علاج، فهناك نصائح يمكن من خلالها تقليل فرص الإصابة بسرطان الثدي ومنها تجنب زيادة الوزن والبدانة ، ويجب مراعاة ذلك بخاصة بعد سن اليأس، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي، وذلك بتناول الطعام الغني بالخضروات والفواكه والتقليل من السكريات والكربوهيدرات والدهنيات والاقتصاد في تناول اللحوم الحمراء واستبدالها بالسمك والدجاج، واستعمال الزيوت النباتية والابتعاد عن الدهون الحيوانية، كما أنّ اتباع نمط حياتي رياضي يقلل من احتمالات الإصابة بهذا المرض، بالإضافة إلى تجنب تناول الكحول والامتناع عن التدخين، فالتدخين له علاقة قوية بتشكل كل أنواع السّرطانات وزيادة نسب الإصابة كما أنّ الرضاعة الطبيعية للأولاد، على الأقل لمدة سنة تساهم في تخفيف احتمال الإصابة بالمرض ، كما ينصح بعدم تناول الهرمونات الأنثوية بعد سن اليأس، وألا تزيد فترة استخدامها اذا استخدمت أكثر من 3 سنوات، وأخيراً والأهمّ الفحص الدّوري للثدّي.
المرأة عماد الأسرة، فإن حدث لها مكروه، فهذا يعني إصابة الاسرة بالشلل إن صح التعبير، وسلامتها هي سلامة المجتمع بأكمله، لذلك نضم صوتنا الى صوت الدكتورة نعمان و نقول لكل امرأة"حبّي نفسك".

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=48266