الإعلام تايم - صحيفة تشرين
لم يكن خبر الهجوم الإرهابي الذي طال قسم شرطة الميدان خبراً نتلقاه عبر خدمة وكالة سانا التي تقدم المعلومات اللحظية، بل كان أمراً واقعاً قريباً من مبنى جريدة تشرين لمسنا تداعياته وسمعنا صوت هذا الهجوم الإرهابي لنكون حاضرين نسمع من قاطني المنطقة ردات أفعالهم التي تنبذ هذا العمل الإجرامي الجبان الذي لحق بحي الميدان عامة وقسم الشرطة بشكل خاص، حيث راح ضحيته أشخاص يقومون بتسيير أعمال خدمية لمواطني المنطقة ومدنيين يقومون بمتابعة أمورهم الشخصية. حي الميدان الدمشقي، واحد من الأحياء القديمة والعريقة في دمشق، وأكبر ضواحيها، واكب جميع العصور التاريخية التي مرت بها مدينة دمشق، وتركت به تلك العصور كمّاً هائلاً من معالم الحضارة وتراث الأجداد ورونق الماضي. لذلك صار اسمه مقترناً بالعراقة المستندة إلى تاريخ حافل، واليوم هو حي شعبي ومنطقة تجارية تمارس أعمالها اليومية باستمرارية حتى ساعات متأخرة من ليالي دمشق، وهذه الحالة الإنسانية لها مدلولاتها الاقتصادية والاجتماعية والأهم الأمنية التي أزعجت الأدوات الإرهابية الحاضرة في سورية لتفضح وجهها الحقيقي المهزوم، حيث باتت الهستيريا هي الوجه الأخير الذي يلف ويكتنز حضورهم ببعض العمليات الإرهابية الجبانة التي تدل على إفلاس تلك المجموعات الإرهابية التي تَقَلّص حضورها الجغرافي بعد انتصارات الجيش العربي السوري في أغلب مناطق الخريطة السورية، لينتقلوا إلى الطريقة التقليدية القديمة لهم– أسلوب «القاعدة»- في اصطناع حراك إجرامي يدل على نفوس مرتكبي الجريمة اليوم والذين مَسّهم جنون العقل الخاسر وهم غير المتوازنين نفسياً ولا انتماء ليتم تحضيرهم وتقديمهم كأكباش وثنية «لعقيدتهم» الوهابية.
|
||||||||
|