تحقيقات وتقارير

يوم في حلب.. سياحة مستدامة


الاعلام تايم _ رحاب ملحم

مفارقة غريبة.. انتابني شعور بالحزن لما آلت اليه أمور سياحتنا ففي وقت سابق للحرب التي استهدفت سورية وقطاعاتها كافة، كان السياح والاعلاميون والمرتادون يأتون ليتغنوا بما تمتلك سورية من معالم حضارية وأثرية وحضارة ثقافية ومناظر طبيعية، فيما جعلتهم الحرب يأتون لتوثيق مادمره الارهاب الذي استهدف أرض الحضارات والديانات.


اليوم وفي طريق التعافي بدأت سورية تحتفل بيوم السياحة العالمي في عامه الجديد وقد تم إعلان عام 2017 بوصفه السنة الدولية للسياحة المستدامة لأجل التنمية، بموجب القرار 193/70 الصادر عن الامم المتحدة في 23/كانون الاول 2015.


الجمعية العامة في الامم المتحدة شجعت في ذلك القرار جميع الدول وجميع العناصر الفاعلة الأخرى على جميع المستويات بسبل التعاون الدولي للنهوض بدور السياحة المستدامة وسيلة للنهوض لمحاربة البطالة وتحسين البنى التحتية ولمتابعة الوتيرة في إعادة الإعمار.


في سورية وتحديداً محافظة حلب و بعد رحلة دمار، تأتي اللحظة المناسبة لترفع قلعة حلب في يوم السياحة العالمي راية السلام والنهوض معلنة وﻻدة جديدة لسورية حديثة، من خلال انطلاقة فعالية قلعة حلب لتكون رسالة للعالم على أن الحضارة العريقة ﻻيستطيع الإرهاب أن يمحوها.


مدير سياحة حلب المهندس باسم الخطيب في لقاء لموقع "الإعلام تايم"، أوضح أن العمل مستمر في تأهيل المواقع ذات الصفة التاريخية والاثرية، فيما أقامت المديرية نحو /26/ فعالية سياحية ترويجية في المحافظة، كما عملت مديرية السياحة على إقامة دورات تدريب وتأهيل وتوعية الشباب لإبراز دور السياحة وأهميتها من المعالم الأثرية، وقدمت الدعم لتنشيط الحرف اليدوية والتقليدية للحفاظ على التراث وجند التراث.


وأكد الخطيب أن المديرية عملت بسرعة قياسية لإنجاز الدراسات وأعمال التنفيذ لترميم سوق خان شونه كونه أقل تضررآ من باقي الأسواق في مدينة حلب القديمة ومشاركته في فعاليات يوم السياحة العالمي.


يشار أن خان شونه الشهير يعتبر من الأسواق التي تشتهر بالحرف اليدوية والتقليدية والتي كان السائح يعتمد على شراء سلعه منه كونه يمتلك أجود اﻷصناف والصناعات اليدوية القديمة واﻻثرية.


وأضاف الخطيب أن عودة الحياة من جديد في أسواق حلب هي التنمية المجتمعية المستدامة التي نسعى إلى تحقيقها، معتبراً أن السياحة تنمية للثقافة كونها وسيلة حضارية لثقافة الشعوب المختلفة حيث تكتسب الدول المهارات والثقافات والخبرات من سائحي الدول القادمين اليها في التواصل بين السائح والمجتمع فضلاً عن ما تدوره السياحة من دخلاً عالياً مما يساعد على تنمية هذه المجتمعات.
وكما تغنى "الأخطل الصغير" في قصيدته عن حلب:
نفيتَ عنك العلا والظرفَ والأدبا
وإن خلقت لها-إن لم تزُر "حلبا"
لو ألّف المجدُ سِفراً عن مفاخرِه
لراح يكتب في عنوانه "حلبا"..

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=48150