حوارات ولقاءات

السفير الايراني تركآبادي لموقع الاعلام تايم: سورية عصية على الغزاة


الاعلام تايم _ حوار ( طارق ابراهيم _ سمر الخضر )


بلهفة العاشق الذي أطفأ نار عشقه بنسمات الياسمين التي تهب على مكتبه.. روى السفير الإيراني جواد تركابادي حكايته مع دمشق.. وفي لقاء طغت الطيبة وحسن الضيافة على القواعد البرتوكولية المعمول بها في سفارات الدول واللقاءات مع دبلوماسييها.. فالعلاقات شعبية قبل أن تكون سياسية أو عسكرية ولن تسطيع قوة أو منظومة إعلامية اختراقها مهما تناولت شائعاتها من كذب وتضليل..


لست غريباً أنا بين أهلي ومع أخوتي.. كلمات وعبارات استهل بها السفير جواد تركابادي لقاء فريق الاعلام تايم، بعد سؤال عن حكايته مع دمشق.


هل تعتبر العلاقات بين البلدين مثالاً يحتذى به في العالم؟
أكد السفير تركآبادي أن"العلاقات السورية الايرانية ليست بالجديدة إنها جذور تاريخية.. وتمتاز بأنها أصبحت استراتيجية وعلى مستوى عال من التعاون والتنسيق في كافة المستويات وبحكم طغيان الظرف اليوم يأتي التنسيق العسكري والسياسي والاقتصادي ليظهر بشكل مكثف.. كيف لا ونحن في محور واحد المحور المقاوم والمناهض للمشروع الأميركي الصهيوني الغربي.. 

جوانب عديدة ومهمة أدت الى نماء العلاقات الثنائية لتصبح مثلاً يحتذى به في العالم وكما أشرنا هي لا تقتصر على الجوانب المذكورة سابقاً هي بالأصل علاقات طيبة بين شعبين يحبان الحياة الكريمة فكانت القاسم المشترك لتتطور الى مستويات عالية شملت مناحي الحياة كافة.. وكما كانت دمشق عصية على الغزاة كانت علاقتنا بها عصية على مشاريع وشائعات أرادتها بسوء لكننا ومن مقامنا هذا نقول أن العلاقات لم تتأثر وعلى العكس هي تتطور نحو الافضل.


هل تأثرت العلاقات بالشائعات التي تناولتها وسائل الاعلام المعادية؟

مع كل هذا التضليل الاعلامي لتمرير فتور هنا وضعف هناك وخلاف حول نقطة رئيسية بقيت العلاقات الثنائية بن البلدين تسمو نحو الافضل لخدمة السلام العالمي وتتصدى للمشروع الارهابي ونيران عدم الاستقرار والارهاب، لتأتي بعض الدول ومنها الداعمة لمشروعها الذي استهدف الانسانية جمعاء ولم يقتصر على سورية واليمن والعراق، لتقول في نهاية المطاف أن الرؤية اليوم أصبحت واضحة رغم الجرائم الكبيرة التي ارتكبت ضد الانسانية، فتراها تغير مسارها لصالح محور الحق، وكثير من الدول وقادتها طرأ تحسن على مواقفها وبدؤوا الحديث بلغة واضحة ومختلفة عما سبق في توصيف الحالة كما هي على أرض الواقع وليس كما يريد أدوات الغرب.

 


هل بدأ يجني الشعب السوري ثمن صموده؟

 

وكما قلنا -يضيف تركآبادي- إن "سورية عصية على الغزاة.. هاقد بدأ الشعب السوري يجني ثمار صموده ويمحو آثار السنوات العجاف بتكاتفه وتضامنه مع قيادته الحكيمة المتمثلة بالسيد الرئيس بشار الاسد للنهوض ببلده، ويمسح غبار حرب لم تذر أخضراً أو يابساً الا وأتت عليه.. ومن الطبيعي ونحن في خندق واحد أن نستمر في علاقاتنا وفي دعم صمود هذا الشعب ليصل الى بر الامان، والى النصر الذي يستحق.

ومما لاشك فيه أن الحروب دائما ً تفرض رغماً عن إرادة الشعوب التي ترغب دائما بالحياة الامنة والسلام، والذي فرض على سورية هي أجندات خارجية استطاع الشعب السوري بحنكته وحبه للعيش أن يكشف خيوط المؤامرة ويسحقها بإرادته ووقوفه خلف جيشه وقيادته ليعيد بسط سيادته على كامل ترابه.. فالإرادة الحرة الوطنية المستقلة جعلته يقرر مصيره سابقاً واليوم يخطو بخطى ثابتة نحو سلامه وأمنه وتقرير مصيره لإعادة بناء بيته الداخلي كما يشاء هو وليس بمشيئة الارادات الخارجية التي ستواجه بالرفض كما كان الوقوف في وجه المشروع الارهابي.

 


ماذا عن أستانة والدور الايراني فيها؟

 
إن "هناك ترتيبات ستشهد مفاجئات للوصول الى الاستقرار الجزئي الذي سيتوسع بناء على اتفاق الاطراف".. مضيفاً "نأمل لملف محافظة إدلب حيث تنتشر المجموعات المرتبطة بالقاعدة وغيرها من المجموعات المسلحة أن يكون حاضراً بقوة وسيكون من خلال تنفيذ خطة "خفض التوتر".. "ووجودنا نحن كما ورد في البرتوكول الاساسي لأستانة هو طرف ضامن باتفاق الجميع وموافقتهم، كما أن وجودنا العسكري في سورية يقتصر على المستشارين والخبراء وبطلب وموافقة الحكومة الشرعية في دمشق.


كيف تنظرون الى ملف بلدتي "كفريا والفوعة" المحاصرتين؟
عن ملف "كفريا الفوعة" في ريف إدلب وحول الاتفاق الذي كانت السفارة الايرانية طرفاً أساسيا فيه يقول السفير"نحن ندعم الاتفاقات التي تؤدي الى تسويات في كافة المناطق السورية، ولأن للمدينتين وضع حساس فقد تعرضتا للحصار الذي مايزال مستمراً حتى الآن.. الامر الذي نرفضه كما كل الشرائع والاديان والمنظمات الانسانية والحقوقية والتي لعبت بعضها على الملف الانساني ولكن بشكل عكسي فأرادت إدخال المساعدات الى كامل الريف الادلبي عدا المدينتين المحاصرتين، التي يتوجب إدخال كل ما تحتاجه الاسر المحاصرة فيهما من مؤون غذائية وطبية ومعاقبة المجموعات التي تخرق الاتفاق باستهداف المدنيين بشتى أنواع القصف.. وسوف يرفع السكان المحاصرون راية النصر ولن يخرجوا وسيعود المهجرون..


العلاقات السعودية الصهيونية تتذرع بالنفوذ الايراني كيف يرى السفير تركآبادي تلك العلاقات؟
أبدى السفير تركآبادي الاسف لما يظهر للعلن من علاقات ودية بين الكيانين الإسرائيلي والسعودي قائلاً كافة التذرعات مرفوضة فنحن شعوب تجمعنا العقيدة الاسلامية ودائما سيكون القرار الحاسم للشعوب التي تدعم الاستقرار وليس للحكومات المرتبطة عبر علاقات متشابكة مع الصهيونية العالمية..


هل ستبقى القدس محور البوصلة الايرانية؟
فيما اعتبر تركآبادي أن بوصلة طهران كانت وستبقى تحرير القدس مستشهداً بما قاله الامام المؤسس وقائد الثورة الاسلامية الايرانية السيد الخميني"القضية الفلسطينية قضية حق وكيان الاحتلال هو كيان غاصب وغدة سرطانية في المنطقة"، ونكرر دائماً أنه "لايضيع حق وراءه مطالب".. ولن يحصل استقرار في المنطقة إلا إذا تم استئصال هذا الورم الخبيث وهذا مبتغانا ومحور عملنا وجهودنا.


هل وفت السعودية وعودها التي تخص موسم الحج؟
في فترة الحج حصلت زيارات ومباحثات بين طهران والرياض.. أشار السفير بعد أن توجه لله بالحمد أنه لم يحدث أي مكروه أو شائبة في موسم الحج الحالي، مستذكرا ما حدث في موسم 2015 حيث استشهد العديد من الحجاج الايرانيين بحادثتي "الرافعة والتدافع".. وهذا العام حظي الحجاج بمتابعة حثيثة كانت ثمار دعوات لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف للقاءات ثنائية جرى خلالها الاتفاق والالتزام بوعود كانت ثمارها كما ذكرت لا شوائب هذا الموسم.


كلمة ختامية؟
انتصار الثورة في ايران يعني انتصارها في سورية وفلسطين، وما ترى من إرهاب وحصار ودمار وخراب كله كان بسبب حرف البوصلة لاتجاه آخر، بعيداً عما يصبو له الكيان الصهيوني وماحدده في بروتوكلاته من جغرافية بعيدة كل البعد عن أي حق.. ولكن هنا في هذه المنطقة هبّ محور المقاومة الذي يقوده السيد الرئيس بشار الاسد، ليقف بندية قلّ مثيلها في مواجهة مشاريع التزوير والتخلف، وأثبت مشروعية المقاومة للباطل الذي تم الترويج له على أنه حق، وسيبقى هذا المشروع خاسراً طالما بقي التعاضد والتعاون والدعم لهذا المحور الذي سيكون العنوان الابرز في قادمات الايام بعد النصر الاستراتيجي الذي سيحققه على محور الشر المتمثل بالإرهاب وداعميه في المنطقة والعالم.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=43&id=48059