وجهات نظر

باختصار: "داعش" سيثأر

زهير ماجد


الاعلام تايم _ الوطن العمانية


لن يكون مفاجئا الجنون المتوقع لتصرفات "داعش" في جميع أنحاء العالم باستثناء أميركا طبعا .. التنظيم الذي خسر وجوده المادي في المنطقة التي زرع فيها، لن يتهاون في شن حرب على مدن وعواصم .. هو الثأر الذي لايملك التنظيم غيره، ومن مهماته في هذا الصدد، تطيير رسائل الى الجميع أنه مازال على قيد الحياة، وأن ماجرى له من خسارة في سورية والعراق ولبنان يمكن تعويضه بعمليات ذات طابع ينم عن حضور يائس.


عملية ذي قار في العراق بداية المسلسل الذي قد لايتوقف .. تنظيم بهذا الحجم الكبير لايمكن له أن يحاصر أو يختنق، سرعان مايفتش عن وسائل تهوية ومنافذ يتحرك منها، وقد بات معلوما الدلع الذي لحقه من أماكن كثيرة أرادت له أن يربح الأرض العربية واستعدت أن يكون بديلا عن أنظمتها.


ومثل "داعش" التنظيمات الأخرى وفي طليعتها هيئة تحرير الشام، التي بات وضعها ميؤوسا هو الآخر، إثر تفكيكها بانفصال جبهات متعددة عنها فعادت الى ماكانت عليه من "جبهة النصرة" .. فماذا يفعل زعيمها الجولاني وقيادته، خصوصا وأن المعلومات تفيد أن تركيا تبيع وتشتري في ادلب، وأن الاتجاه السائد أن لاتحصل معارك في المدينة بل تتم تسوية سياسية يتم بموجبها تسليم المدينة الى الدولة السورية.


فهل ندخل واقعا جديدا في سورية والعراق، وتبدأ رحلة الالف ميل نحو تسوية شاملة كاملة، ليقال لاحقا أن اللعبة انتهت وأن سورية انتصرت كما قال السفير الأميركي السابق في سورية روبرت فورد. وأن الدراسات تجري حول البحث في أوضاع المسلحين الذين من المفترض أن يعودوا إلى بلادهم، وأن يستسلم السوريون لدولتهم مثل من سبق منهم، وذلك الاتجاه لابد أن تقوم به تركيا كونها الراعي لهم خلال كل الأزمة التي عاشتها سورية.


بعد سقوط دير الزور بدأ "داعش" يعيش التوهان بحثا عن ملاذات آمنة، ربما تمكن الاميركي من ايجادها، اذا كان المطلوب كسر هذا التنظيم ، فهنالك خطة للاحتفاظ بمقاتليه ورعايتهم من أجل مستقبل آخر لهم.


العيون على ادلب كونها مركز تجمع كبير لآلاف المسلحين من كل الأجناس والتنظيمات التي استقبلت قبل مدة مطربة سورية قامت بتقديم حفلات غنائية لهم من اجل الترفيه عنهم، تماما كما استقبلوا خلال السنوات الماضية فتيات عربيات تحت مفهوم "جهاد النكاح".


تهتز الارض تحت أرجل المسلحين الارهابيين أو ممن تبقى منهم في سورية والعراق .. وبعد خسائرهم الفادحة، لابد من التنبه الى ماقد يقومون به من عمليات انتحارية يائسة في العديد من الاماكن العالمية والعربية. المطلوب وعي هذه المرحلة، بما هي عليه من يأس التنظيم وإدراكه أن خير وسيلة لإيصال رسائل الى العالم بأنه بخير سوى القيام بعمليات معنونة.


ننطلق في ذلك من قراءتنا المنطقية لطبيعة هذا التنظيم بالذات وغيره من التنظيمات المفلسة أيضا. الارهاب لايقتنع بأنه الى نهاية طالما أن ذراعه طويلة ويمكنها أن تصل إلى أي مكان تخطط لاقتحامه .. ولسوف لن تكون أوروبا بالذات بمنأى عن عمليات شبيهة بما جرى في السابق، إن دهسا، أو تفجيرا، أو طعنا بالسكاكين، أو بالرصاص وغيره مما قد يتفتق عنه العقل الارهابي الداعشي.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=47880