نافذة على الصحافة

عودة التفجيرات الارهابية الى لندن نقلة نوعية تثير القلق


الاعلام تايم _ رأي اليوم

كتبت صحيفة رأي اليوم اللندنية تحت عنوان "عَودة التّفجيرات الإرهابيّة إلى مِترو أنفاق لندن نَقلةٌ نوعيّةٌ تُثير القَلق.. والجاليات العربيّة والإسلاميّة باتت مُهدّدةً في أمنها واستقرارها من جرّاء تِكرارها" قائلة:


هَزيمة تنظيم "داعش" في العراق وسورية التي باتت وشيكةً لا يَعني مُطلقًا اختفاؤها من مَسرح الأحداث، بل ربّما يَجعلها أكثر خُطورةً، لأن هذا يَعني انتقالها، أو المُنتمين إليها، إلى العَمل الإرهابي الانتقامي السرّي، لأنها باتت مُتحلّلةً من استراتيجيّتها الأولى التي تتبنّى "التمدّد" جُغرافيًّا، وتَكريس دولة الخِلافة وما يترتّب عَليها من أعباءٍ ماليّةٍ وانشغالاتٍ إداريّة.


التفجيرات والعمليات الهُجوميّة التي وَقعت في أكبر عاصمتين أوروبيّتين، وهُما لندن وباريس اليوم، ربّما تكون أحد انعكاسات الاستراتيجيّة الجديدة، وبدايةً للمرحلة الانتقاليّة الجديدة لهذا التنظيم، لتَعويض هزائمه وانكساراته، والتأكيد على وجوده واستمراريّته.


التنظيم المَذكور لم يُعلن مَسؤوليّته عن هذهِ العمليات الهُجوميّة ذات الطّابع الترهيبي، ولكن اعترافه بالوقوف خلف مُعظم الهَجمات السّابقة إن لم يَكن كلها يَجعل أصابع الاتهام تُوجّه إليه دون غَيره من التنظيمات.


هناك وجهات نَظر تتبنّى نظريّة المُؤامرة، ولا تَستبعد أن تكون هناك جهات تَقف خلف هذهِ الهَجمات، وبِما يَخدم الجماعات الأوروبيّة الذي تُريد التّحريض ضد المُهاجرين والمُسلمين منهم خاصّةً، ولكن لا توجد أي أدلّة عمليّة تُرجّح هذا الاحتمال حتى الآن، مِثلما تُفيد التحقيقات.


هُجوم لندن الذي أسفر عن انفجار عُبوةٍ ناسفةٍ مُصنّعة مَحليًّا وجَرى زرعها في مِقعد في إحدى عربات مترو الأنفاق، ويُعتبر الخامس في أقل من ستّة أشهر، تطوّرٌ نوعيٌّ يُثير القَلق، لأنه ربّما يَعكس وجود خليّة خطيرة ومُدرّبة تَقف خَلفه وتَختلف كُليًّا في عَملها الإرهابي عن خلايا سابقة كانت تُقدم على عمليات الدّهس والطّعن للضّحايا الأبرياء.


تصاعد هذهِ الأعمال وتِكرارها، وأيًّا كانت الجِهة التي تَقف خَلفها، سيَنعكس بصورةٍ سلبيّةٍ على أبناء الجاليات العربيّة والإسلاميّة في أوروبا الذي يَصل تِعدادهم إلى أكثر من عَشرة ملايين، غالبيّتهم السّاحقة من المُسالمين، ومن الكفاءات العالية في مَجالاتٍ عِدّة تُساهم في خِدمة مُجتمعاتها.


الاعتداءات على المُسلمين في أوروبا بَدأت تتضاعف بشكلٍ لافتٍ، بسبب ردود فِعل بعض الجماعات اليمينيّة المُتطرّفة، وبات الكثير من هؤلاء يَخشون على أرواحهم وسَلامتهم الشخصيّة والعائليّة من جَرائها.


الاعتداء على المَدنيين وتَرويعهم بالطّريقة التي نُشاهدها في أكثر من عاصمةٍ أوروبيّةٍ عَملٌ إرهابيٌّ مُدانٌ بأقوى العِبارات، لكن عَلينا أن نُنبّه إلى نُقطةٍ غايةٍ في الأهميّة، وهي أن العرب والمُسلمين الذين يَسقطون ضحايا هذهِ الهَجمات في بُلدانهم يزيدون بعَشرات بل مِئات الأضعاف، بالمُقارنة مع نُظرائهم الأوروبيين، ونأمل أن تُؤخذ هذهِ الحقيقة في عَين الاعتبار من قبل السياسيين ورجال الأعمال.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=47876