نافذة على الصحافة

رأي الوطن: اختراقات أستانا تلاقي إنجازات ميدانية


الاعلام تايم _ الوطن العمانية

قالت الوطن العمانية في افتتاحيتها صباح اليوم تحت عنوان "رأي الوطن: اختراقات أستانا تلاقي إنجازات ميدانية": إنه "لطالما كانت اجتماعات أستانا بداية الانطلاقة الحقيقية نحو تخفيف التوتر في الأراضي السورية، والصيغة المعدلة لما يسمى بـ"المناطق الآمنة" و"حظر الطيران" بما تمتاز به هذه الصيغة الجديدة والمعدلة من عقلانية وموضوعية تراعي الحالة الإنسانية، وتلامس الإرادة لدى الشعب السوري الذي لا يزال يكتوي بنار الإرهاب، ويدفع باهظًا ثمن مخطط تدميره وتدمير بلاده وتخريبها، فإن استمرار هذه الاجتماعات التي تستضيفها العاصمة الكازاخستانية "أستانا"في اختراق حواجز التعطيل والعرقلة للحل السياسي، وإخماد نيران الإرهاب في أكثر من منطقة سورية، لهو أمر تستدعيه القواسم الإنسانية والدواعي الأخلاقية، والحاجة الملحة إلى بث مشاعر الأمان والاطمئنان وتحقيق الاستقرار لدى الشعب السوري.


وأضافت الوطن.. "اجتماعات أستانا بما أحدثته من اختراقات ميدانية أسست لأجواء وشروط إيجابية لعملية تفاوض سورية ـ سورية شاملة برعاية الأمم المتحدة في جنيف، ذلك أن التفاوض في الوقت الذي لا تزال فيه رقاب الشعب السوري تحت سواطير الإرهاب القاعدي الذي تضافرت على دعمه عشرات الدول، هو تفاوض يشبه كالحرث في الماء، فهو قفز على حقائق الأشياء، فيبدو كبازار تقام فيه مزايدة رخيصة على دماء الشعب السوري، لذلك لا بد من تطهير سورية من الإرهاب ومن جميع تنظيماته، وإعلان جميع الأطراف وتحديدًا الأطراف ـ التي وضعت نفسها في موضع "المعارضة" ونصَّبت ذاتها متحدثة ومدافعة عن الشعب السوري ـ عن إدانتها للإرهاب ومحاربتها لتنظيماته، والتخلي عن أي شكل من أشكال الدعم لها، ما سيمثل حينئذ الأرضية المناسبة التي سيتمكن الجميع من الوقوف عليها، وسيبني أجواء الثقة، فضلًا عن كشفه لحقيقة النيات وأصحابها ومصداقيتهم تجاه سوريا والشعب السوري. فالأمر يتطلب خطوات جدية من قبل جميع الأطراف المعرقلة تعكس توجهًا جديدًا وخصوصًا من قبل واشنطن لا يحشر نفسه في عنق زجاجة التصريحات الرنانة من جهة، ويلعب على الحبال السياسية والميدانية من جهة أخرى كما كانت تفعل إدارة أوباما. وحين نخص بالذكر الولايات المتحدة فإن ذلك بحكم التبعية المطلقة لها من قبل من يصنفون بـ"المعارضة"، ومن يتكفلون بدعم التنظيمات الإرهابية المسلحة، فواشنطن وحدها القادرة على التأثير في أتباعها والاستئمار بأوامرها.


لذلك إعلان مناطق جديدة لتخفيف التوتر ـ كما هو حال مدينة إدلب ـ يمثل اختبارًا حقيقيًّا لصدق النيات للأطراف التي شكلت رأس حربة ضد الدولة السورية من أجل تدميرها وتفتيتها، لا سيما وأن هذه الجولة السادسة من محادثات أستانا تأتي في ظل متغير ميداني كبير ولافت يصب في صالح الدولة السورية بعد نجاحات الجيش العربي السوري المتوالية في البادية ووصوله الحدود السورية الأردنية العراقية، وسيطرته على مدينة السخنة وفكه الحصار عن مدينة دير الزور، واستعداده لإعلان محافظة حمص طاهرة مطهرة من رجس الإرهاب، لذا فإن إدلب لن تكون استثناء، فهي كمدينة حلب الشهباء ودير الزور، وما شكلته وستشكله استعادتها جميعًا من انتكاسة للأطراف المعادية للدولة السورية، وضربة سورية موجعة على المقتل السياسي للفوضى الإرهابية المرادة في سورية".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=47875