وجهات نظر

زمن المظاهر

منال أيوب


الإعلام تايم-الديار

 

نعم هو زمن المظاهر، هو زمن لم يعد يتصرّف فيه الناس حسب طبيعتهم، إنّما حسب ما يُثير غيرة الآخر، أو حسب ما يُظهر أنّهم أفضل من غيرهم. 

هذا هو الواقع في الوطن على الصّعيد الاجتماعي، كل شيء بات مختلفاً عن البساطة والقناعة وعن الاكتفاء الذّاتي. الشخص لا يملك إلّا القليل من المال، لا يسمح لنفسه إلّا شراء أفخم السيارات والملابس، بـ "الّدين" إذا أردت أن تفهم... والآخر الذّي لا يوفّر للعائلة المصروف كما يجب، ترى السّيجار معلّقاً بين شفتيه...

المرأة التي لا تترك كلمة عن القلّة والحاجة، كل يوم ترتدي بذلة جديدة، والشّاطر يفهم. فيما من جهّة أخرى ترى الشخص الغني "ينقّ" ويئنّ من الفقر... فكيف ذلك؟!

احترنا لأمرنا، لماذا لا نعيش الحياة حسب طبيعتنا، وحسب ما نحن عليه؟ لماذا لا نشكر اللّه على كل شيء، وحتى إن لم يتوفر شيئاً؟

أشعر أن هذا الأمر هو حالة شعب وطني فقط، لأنّ المظاهر أطاحت بنا جميعاً، ولم نعد نرضى بما توفّر لنا، ولم نعد نعلم ماذا نفعل بالمئة أو المئتين، أو الألف والألفين...

الواقع الاجتماعي محزن من كل النواحي، محزن عندما ترى الأمّ تتكلّم مع الأولاد باللّغة الأجنبيّة، مؤسف عندما ترى الأولاد لا يعبّرون إلّا بهذه اللّغة لأنهم لا يتقنون اللّغة الأم. محزن عندما ترى التّهميش يطال اللّغة والواقع والحقيقة!

محزن عندما ترى الشباب يجلسون "كالخواجات" ولا أعرف على من الاتّكال، يضحكون ويمرحون ويكزدرون في الليل وينامون في النهار، ولا من وظيفة أو عمل بين أيديهم. لا أعرف أين الطّموح وما هو هدفهم في هذه الحياة؟

زمن المظاهر قضى وسيقضي على كل الأحلام والطّموحات، هو يزيد من الفوضى يوماً بعد يوم، سنة بعد سنة، عقد بعد عقد. لم يعد شيئاً يشبه الأمور من قبل، كانت الحياة "طبيعيّة" أكثر من الوقت الحالي، وكانت شفّافة أكثر.

بئس هذه الأيّام التّي تُنذرنا بالأسوء!

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=47781