تحقيقات وتقارير

طوق الإرهاب ينكسر.. لقاء القوات في دير الزور


الاعلام تايم _ وسام جديد

الساعة 1.30 ظهرا من يوم الثلاثاء، الواقع في 5/9/2017 كانت اللحظة التاريخية بإعلان كسر الحصار عن مدينة دير الزور ودخول أول دبابة للجيش السوري الفوج 137 بعد انتظار ساعات وأيام من أجل سماع هذا الخبر، وبعد سنوات من صمود مجموعات مقاتلة من الحرس الجمهوري والفرقة 17 وغيرهم من مقاتلين، بالإضافة للآلاف من المدنيين المحاصرين داخل مدينة دير الزور.


مصدر ميداني تحدث عن أن قوات الجيش السوري القادمة من الجهة الغربية لدير الزور تمكنت بالفعل من كسر حصار تنظيم "داعش" المفروض على المدينة منذ أكثر من 3 سنوات، لافتا إلى الجيش السوري نفذ عملياته العسكرية تحت غطاء جوى وصاروخي مكثف، حيث دخلت آلياته الفوج 137 وتم اللقاء بين القوات المدافعة عن المدينة والقوات القادمة لفك الحصار.


المصدر أوضح أن وحدات الجيش المنتشرة في تلة الصنوف قامت بفتح ثغرة في المناطق الفاصلة بين التلة ومناطق انتشار الإرهابيين باتجاه معمل الغاز بطول 700 م تقريبا في الوقت الذي باتت فيه وحدات الجيش المتقدمة على مسافة قريبة من التلة.


صفحة رئاسة الجمهورية على الفيسبوك نشرت أن "قوات الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحلفاء تكسر الطوق المفروض منذ أكثر من 3 سنوات على مدينة دير الزور وتلتقي بأبطال الحرس الجمهوري والفرقة 17 -حامية المطار- الذين صمدوا ودافعوا عن المدينة في وجه الإرهابيين طوال فترة الحصار".


وتناقل ناشطو صفحات التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، أخبارا ذكر بعضها أن قوات الجيش تمكنت بالفعل من دخول الفوج 137 بينما أكد آخرون أن مجموعات دعم دخلت الفوج بعملية خاصة وتمكنت من ادخال ذخيرة وعتاد إلى الفوج لمؤازرة القوات هناك إلى حين وصول القوات المتقدمة لفك الحصار.


وكان الجيش السوري وحلفاؤه أطلقوا عملية عسكرية موسعة عبر عدة محاورة اتخذت في قسمها الأول تحرير السخنة (غرب الدير) وقسمها الثاني (انطلاقا من شرق ريف دمشق وصولا لـ المحطة الثانية وحميمة في عمق البادية السورية (جنوب دير الزور جغرافيا) بينما كان قسم منها يعمل على تطويق مناطق سيطرة داعش في ريف حماه الشرقي وفصلها كليا عن ريف حمص الشرقي.


محاور العملية العسكرية التي توجهت لفك الحصار عن مدينة دير الزور ساهمت في حصر داعش ضمن مناطق صغيرة والتقدم بشكل متناسق عبر محورين أساسيين هما (السخنة ومنها إلى بلدات كباجب والشولا وم ثم دوار البانورما حيث ما زالت العملية جارية على هذا المحور) والثاني (الرصافة، جبال البشيري ومنها إلى رجم الهجانة ف جبل أديمة ومن ثم تل الصنوف إلى داخل الفوج 137 الذي اكتملت عليه العمليات بدخول القوات إلى الفوج الذي يعتبر بوابة المدينة الشرقية).


تنظيم "داعش" يتراجع وبشكل سريع في مناطق الاشتباكات تاركا خلفه عشرات القتلى من عناصره، ويحاول بين الفينة والأخرى إبطاء تحرك القوات عبر إرساله لعشرات المفخخات كان أخرها في منطقة الشولا والتي أشارت مصادر إلى أن أكثر من 10 مفخخات استهدفت قوات الجيش ليلة الاثنين، تم التصدي لها على الرغم من انسحاب الجيش من البلدة إلا انه سرعان ما استعادها فجر الثلاثاء.


معارك الجيش السوري وحلفائه على الأرض ترافقت مع استهداف صاروخي مركز وكثيف كان من بينها قيام فرقاطة روسية بقصف مقرات ومستودعات لداعش في دير الزور بعدد من صواريخ "كاليبر" المجنحة محققة إصابات مباشرة، وفق ما صرحت به وزارة الدفاع الروسية، كما جاءت بالتزامن مع طلعات جوية (سورية وروسية) مستمرة فوق محافظة دير الزور وخاصة فوق ريفها الشرقي والمدينة، ما أسفر عن تدمير عدة مراكز للتنظيم.


هذا التطور الميداني البالغ أهمية استراتيجيا وعسكريا، يعتبر المسمار الأخير في نعش مشروع التقسيم الذي أرادته دول عدة من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي حاولت عبر مليشيات دعمتها سابقا السيطرة على دير الزور انطلاقا من التنف، فقبل أن تصل تلك المليشيات الى البوكمال قام جزء منها ببيع أسلحته وعتاده لتنظيم "داعش" بينما فر القسم الأخر باتجاه ريف السويداء الشرقي، ما أزعج الأمريكي الذي حول نشاطه من التنف الى مناطق سيطرة الأكراد في محاولة جديدة للانطلاق باتجاه دير الزور قبل وصول قوات الجيش السوري إليها، هذا ما لم يحصل.


الأمريكي الذي قامت طائراته بعمليات "إنزال" غريبة وغير معروفة الأهداف في مناطق سيطرة داعش، حاول هو الأخر إبطاء حركة قوات الجيش، أكثر من مرة، عبر استهدافات منها ما هو مباشر ومنها ما هو غير مباشر لإعطاء تنظيم "داعش" قوة دفع إضافية كما حصل سابقا، في جبل الثردة الاستراتيجي عبر استهدافه المباشر لقوات حماية المطار، حيث تسبب هذا الاعتداء بسيطرة داعش على أجزاء واسعة من الجبل.


تنظيم "داعش" يتقهقر لكنه مازال موجودا، لذلك فأن المعركة مستمرة، لكن كل ما يملكه الآن هو المفخخات، ورغم محاولات الأمريكي تقوية التنظيم في وجه الجيش العربي السوري إلا أن ذلك سيبوء بالفشل ويتحول الى انتصارات أخرى يتم عبرها تحرير الأرض السوري وإعادة وصل الشرق بالغرب كما أعيد سابقا وصل الشمال بالجنوب لتكتمل جهات خريطة الجمهورية العربية السورية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=47710