وجهات نظر

الخطاب الديني وسوق عكاظ!

مرسي عطالله


الاعلام تايم _ الاهرام المصرية

 

ونحن نعيش فرحة الاحتفال بعيد الأضحى المبارك وأداء ملايين المسلمين فريضة الحج وصعود منى والوقوف على عرفة والطواف حول الكعبة علينا أن نعى وأن نتذكر أن عظمة الإسلام الحقيقية تكمن في أنه لم يكن مجرد رسالة سماوية تنص على التعاليم الدينية فقط وإنما في أنه جاء بمنزلة رسالة استنارة للبشرية من أجل الخروج من ظلمات التعصب والجمود الفكري إلى أنوار السماحة والإخاء.

 

وأقول صراحة: إن الذى يدعوني إلى الدق بشدة مجددا حول جوهر الاسلام اننا وبعد أكثر من 14 قرنا مع الإسلام مازال بيننا من يعيشون بأفكار الجاهلية التي لا مجال فيها للخلاف في الرأي تحت مظلة الود والاحترام المتبادل الذى يدعو إليه الاسلام.

 

والحقيقة انني كنت أتمنى أن أستمع في خطبة العيد إلى نداء يتردد على منابر كل مساجد الأمة من أجل حوار مفتوح حول سؤال ضروري هو: كيف نتدارك ما فاتنا وأن نحمى الأجيال الجديدة من هذه الآفة المتوارثة التي يعود إليها جانب كبير من مسؤولية التفكك والتشتت والانقسام.  أتحدث عن خطاب ديني عقيم لابد أن نسعى لتجديده حتى نعرى ونحاصر الزنادقة الذين يضعون من يختلف معهم في الرأي في خانة الأعداء الذين تجب ملاحقتهم بدءا من اتهامهم بالجهل وانتهاء بنعتهم بالإلحاد!


إن تجديد الخطاب الديني لا يعنى أي مساس بثوابت العقيدة وإنما هو دعوة لوقفة صريحة مع النفس والذات حماية لحرية الرأي وحرية الاعتقاد كما تنص الشريعة الاسلامية والتي لا يجوز تحت راياتها وباسمها أن يتحول الخلاف في الرأي إلى تراشق مهين وتنابذ فج وتطاول جارح أو أن يدعى أحد الحق وحده في امتلاك الرؤية الصحيحة والتفسير السديد لأي قضية.


تجديد الخطاب الديني هو سبيلنا للخروج من أجواء الهجاء والصراخ والزعيق بعد أن أعادت الفضائيات إحياء الأجواء القديمة لسوق عكاظ عندما كان الحابل يختلط بالنابل وتتوه الحقائق بتأثير الكلمات الساحرة والمفردات الخادعة لشعراء الزمن القديم.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=47625