تحقيقات وتقارير

فيحاء دمر.. جرعات من التفاؤل


الاعلام تايم _ باسل الشيخ محمد


لم تكن أصوات الموسيقى المنبعثة من الأبواق يوم أمس في مشروع دمر احتفالاً بعرس ولا ابتهاجاً بمولود جديد كما قد يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى, بل كانت احتفاء بتخريج الدفعة الأولى من أكاديمية نادي الفيحاء لكرة السلة.

 


أشكل الأمر علي بادئ ذي بدء, ف"أكاديمية الفيحاء" كانت لسنوات اكاديمية كرة اليد في مدينة الفيحاء الرياضية في الميسات, علمت لاحقاً انها أكاديمية لكرة السلة في نادي الفيحاء في مشروع دمر.

 


ظننت في البداية أنني سأحضر حفل تكريم تقليدي يضم حضوراً جالسين على كراسٍ وكلمتين أو ثلاث وتسليماً للشهادات, غير أن المشهد كان مختلفاً, فمن الصبية في مقتبل العمر من فئة الأطفال إلى الفتيان على أعتاب الشباب من فئة الناشئين ارتدى الجميع لباس النادي, فيما جلس ذووهم على كراسٍ مقابلة ينظرون وينتظرون.

 


وهؤلاء إنما يتخرجون لاعبين ومدربين بعد أن خضعوا لدورة امتدت لشهرين, وتلك هي الدفعة الأولى التي تخرجها الأكاديمية بعد سنتين من إنشائها, حدثني المدرب "بلال" عن تأسيس قواعد لكرة السلة حققت في أولى جولاتها نتائج طيبة في البطولات التي اشتركت بها, ويبدأ التدريب في سن الخامسة أو السادسة إلى عمر الستة عشر عاماً وفق منهج أكاديمي بغية تطوير هذه اللعبة في سورية. يتابع بلال أن الخامات التي تبدي تميزاً ستضم إلى الفئة العمرية التي تنتمي إليها ضمن فريق الفيحاء الذي يشارك في الدوري السوري.

 


ما لفت نظري هو أن النادي, وبرغم حداثة عهده, أحرز نتائج لافتة, إذ أحرز المركز الثالث في فئة الناشئين والمركز الرابع في فئة الشباب, كما احتل المركز الأول في فئة الناشئات والشبلات. بدا النادي بالنسبة لي نجماً صاعداً, ففئة الناشئين ستصبح عن قريب فئة الشباب ومن ثم الرجال.


أخبرني المدرب بلال المفتاح أن هنالك عقد رعاية بالنسبة لمتدربي النادي يجعل هؤلاء الصغار في أيدٍ أمينة, وأضاف أن هنالك لاعبين انضما إلى المنتخب الوطني في فئة الناشئين ليشاركا في بطولة آسيا, وهؤلاء هما مؤيد نشوقاتي وحمزة الزعيم, كما أن نادي الفيحاء –يضيف بلال باعتزاز- كان النادي الوحيد الذي أخذ منه ستة لاعبين للمشاركة في المعسكر التدريبي للبطولة من أصل واحد وعشرين لاعباً.

 

 

 


ويا لها من بداية واعدة....!
كان صعباً علي أن أخترق صفوف الشباب المتحمسين قبيل وقت تكريمهم بدقائق, عدي الصباغ كان من شاء القدر أن ألتقيه, وعدي لاعب في فئة الناشئين والشباب في النادي, أخبرني عدي أن وقت التمرين كان قليلاً بادئ الأمر منذ سنتين أو تزيد, لكن أولى مشاركات النادي حصدت بطولة دمشق, وفي الدوري كان نادي الفيحاء أصغر المشاركين عمراً عام 2015, وبرغم صغر السن إلا أن النادي تمكن من إحراز المركز الرابع على مستوى سورية وقتذاك, فيما حقق النادي المركز الثالث لهذا العام على مستوى سورية.

 


وعدي أيضاً طالب في الثالث الثانوي العلمي, ينظم وقته ما بين كتبه وبين لعبته التي أحبها, مخصصاً يومين للتدريب, فيما يذهب باقي الأسبوع لمتابعة دراسته.


سلمى الحكيم أيضاً طالبة في الحادي عشر العلمي, قطعت الطريق إلى فئة الناشئات لأنها لاعبة كرة سلة بالفطرة, منعها تمزق الأربطة من المشاركة في الدوري الماضي, تود سلمى أن تتابع في عالم كرة السلة بالتوازي مع دراستها, كان واضحاً من حديثها أن التدريب هو ما جعلها ترغب في ذلك.

 

 

 


وعلى سيرة التدريب أخبرني عدي انه معجب بمدربيه أشرف دركزنلي وبلال المفتاح, فهما مدرباه منذ أن كان في الفئة العمرية الأصغر, أدان لهما بالفضل واصفاً العلاقة لهم بالأخوية داخل وخارج الملعب, وواصفاً التدريب لديهما بالأمر الهام, غير ناسٍ أن المدربين كانا يوصلان اللاعبين بسياراتهما في رمضان حيث كان يمتد التدريب إلى الساعة الواحدة ليلاً.

 

 

 

 

 

لم تهدأ الهواتف المحمولة وهي تصور تكريم الأبناء, بدر الورع يفخر بابنه وابنته التوأم والذين يتم تكريمهما على المنصة والذين تبلغ أعمارهما أحد عشر عاماً, يرى بدر مستقبل نجليه في الدراسة, غير أنه يرى ماضيه فيهما, إذ أخبرني أنه سجل أبناءه في النادي لأنه كان بارعاً في هذه الرياضة من قبل.

 

 

 


لست أبالغ إن قلت أن التفاؤل والأمل حلّا ضيفاً على الحفل, كيف لا وقد أحرز نادي الفيحاء مراكز في القمة أو تكاد خلال انطلاقته الأولى, ومن يدري... فلعل المباريات الكبرى عما قريب ستكون بين (الوحدة والفيحاء) أو (الاتحاد والفيحاء) ولعل في الحفل من سيكون اسماً نسمع به ذات يوم, على جميع الأحوال شعرت أنا بالتكريم, فبعد أيام قلائل من عودتنا من تغطية معرض دمشق الدولي ها نحن نغطي أولى الدفعات المتخرجة من أكاديمية كرة السلة, وصدف أن أهداني مديري كتاباً للأستاذ شمس الدين العجلاني عن الحقبة الذهبية للصحافة السورية فاحت من صفحاته روائح قمر الدين والياسمين وحبر المطابع القديمة....وبين الكتاب الذي كان في يدي وأمام الحفل في الملعب, زادت جرعة التفاؤل.

 


 

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=47538