وجهات نظر

لأننا محكومون بالأمل ..

عادل اسماعيل


ربما لا ينتظر السوريون أن يكون أي جنيف العصا السحرية التي ستعيد الأمان إلى ربوع بلدهم,لأنهم يدركون جيداً أن معظم من دعي إلى سويسرا هم الجزء الأكبر من الأزمة التي يعيشها وطننا, بدءاً بمملكة بني سعود وأمراء النفط مروراً بالعثمانيين الجدد ووصولاً إلى أحفاد بلفور وغورو وبوش وائتلافهم المصطنع.
ولعل ماحصل في ميونيخ منذ أيام يفضح البعد الأكبر لتلك الأزمة المؤامرة والذي تمثل بتسويق الكيان الصهيوني من قبل بني سعود كلاعب أساسي في حل مشاكل المنطقة والود الذي أظهره الشقيق السعودي لشقيقه الصهيوني, وهذا مايعيدنا إلى التاريخ المشترك لإنشاء هذين الكيانين مطلع القرن الماضي.
لكن سورية الدولة التي تحمل هموم وأحلام شعبها دافعت منذ البداية عن الثوابت الوطنية السورية التي كانت وستبقى رمزاً لوطننا, ولهذا قاتلت الإرهاب بكل شجاعة وقوة, ودعت إلى الحوار بمنطق الدولة التي يحكمها القانون لا بمنطق العصابات التي قانونها القتل والخطف والإرهاب.
ولهذا أيضا وافقت على (جنيف1) كأساس للمسار السياسي للخروج من الأزمة لا لتسليم الوطن لسلطة الفوضى والتطرف.
ومن دمشق إلى جنيف لم توفر الدولة السورية جهداً للتوافق على حل يخلص المواطن السوري من إرهاب حمله الوهابيون على أكتافهم وقدم له العثماني الدعم الذي يساعده على سفك الدماء وكتب له الغرب شعاراته التي ترجمها على الأرض ما يسمى الربيع العربي عبر الفوضى التي تعيشها اليوم بلدان هذا الربيع, والإرهاب الذي يفتك ليس بشعوب هذه الدول وحدها إنما بشعوب المنطقة كلها.
ولكن بالرغم من وضوح هذا المشهد لم يسجل (جنيف)2 في جولته الأولى أي تقدم في مسار الحل السياسي, (وربما يكون تنحي ناصر القدوة ، واستبدال أو إبعاد فورد عن توليه لشؤون مايسمى الإئتلاف من النتائج التي قد تتوضح أسبابها في (جنيف3.(
والحال كذلك ماذا يمكن أن تقدم الجولة الثانية أو (جنيف3) كما يحب أن يسميها بعض المحللين السياسيين الذين يدركون أن تتابع جنيف أو توقفه سيحدده فقط أبطال الجيش العربي السوري في ظل الوهم الذي لايزال يعيشه أعضاء ائتلاف مايسمى المعارضة و( فخامة رئيسهم) كما أسماه وزير بني سعود, الذي لايزال يرقص فرحا بألة القتل المقدمة من قبل الأمريكيين لإستكمال مشروعهم الصهيوأمريكي بتدمير سورية.
سينتظر السوريون نتائج جنيف لأنهم كما قال كاتبهم الكبير سعد الله ونوس محكومون بالأمل, ولكنهم والتاريخ لا يزال ماثلا أمامهم يدركون أن سايكس بيكو لم يكتبها ساشا تشيستيكوف, ويوسف العظمة لم يمت بحادث سيارة أو صاعقة (كانونية) في ميسلون, كما أن مدرسة بحر البقر وملجأ العامرية ...وغيرهم الكثير لم يدمروا بصواريخ تائهة, بل لعل تلك الصواريخ أخذت وقتها في التجهيز والتوجيه كما حضروا لسايكس بيكو ووعد بلفور.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=4749